• التصرفات الفظة التي تصدم السياح موضع اهتمام السلطات الفرنسية


    AFP تلازم سكان باريس سمعة سيئة لدى السياح والفرنسيين الاخرين الذين يعتبرونهم متعجرفين غير مهذبين وانانيين مما دفع وسائل النقل المشترك الى اطلاق حملات في محاولة لاعادة فرض اللياقة وحسن الضيافة في مدينة الانوار.
    في باريس تبدأ الحكاية في مطار رواسي-شارل ديغول الذي صنف في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 اسوأ مطار في العالم على مدونة موقع محطة "سي ان ان" الاميركية، ليس فقط بسبب الانفاق المعتمة في المحطة رقم 1 فضلا عن "عدم مبالاة الموظفين" حيال ركاب الترانزيت.
    باريس احد الوجهات السياحية الرئيسية في العالم التي يرتبط اسمها بمنتجات فاخرة مثل العطور والشمبانيا والازياء الراقية، تخلف خيبات امل كبيرة لدى السياح الذي يكتشفون فظاظة سكانها.
    وقد شخص طبيب نفساني ياباني مقيم على ضفة نهر السين منذ 30 عاما ما سماه "اعراض باريس" التي تضرب مواطنيه الذي يواجهون الشوارع القذرة وقطارات الانفاق المكتظة ونظرات الباريسيين الفارغة.
    ويقول لوكالة فرانس برس "يأتون مع صورة مختلفة بعدما قرأوا مقالات كثيرة عن فرنسا. ولا يمكنهم ان يتصورا الاستقبال العدائي واللامبالاة. انهم يشعرون بالخوف ويعتريهم القلق".
    والزوار ليسوا الوحيدين الذين يشتكون من انتهاكات اصول اللياقة.
    وقد فرضت كلمة نفسها في الكلام السياسي الفرنسي وهي "الفظاظات" اي هذه التصرفات الصغيرة النافرة التي تعيق النظام العام كالحديث بصوت عال عن الحياة الشخصية عبر الهاتف او التدخين في امكان ممنوعة او وضع القدم على المقاعد ودفع الركاب الاخرين في الشارع من دون الاعتذار.
    وقال رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للسكك الحديد غيوم بيبي قبل فترة قصيرة "انها ظاهرة اجتماعية فرنسية جدا" وهو ينوي بمساعدة الدول توظيف نحو مئة "وسيط" لمكافحة هذه "الفظاظات" في القطارات.
    وتابع يقول "مهمتهم ستقوم على التذكير بانه لا ينبغي التدخين في القطار وعدم وضع الاقدام على المقعد وغيرها..".
    وتواجه شركة "اي ار تي بي" التي تدير شبكة الحافلات وقطارات الانفاق الباريسية المشكلة نفسها اذ ان 97 % من مستخدمي شبكاتها يقولون انهم شهدوا ما لا يقل عن "تصرف فظ" واحد في الشهر المنصرم وقال 63 % انهم يتصرفون بطريقة فظة احيانا.
    ويقول طارق عويجان سائق الحافلة في انيير-سور-سين (غرب باريس) والنقابي "البصق والشتائم امور منتشرة جدا".
    وهو يعتبر ان الاسوأ يجري في الحافلات الليلية لان "الناس يسرفون في تناول الكحول ويدخنون حشيشة الكيف ويضعون اقدامهم على المقاعد".
    واطلقت شركة "اي ار تي بي" خلال الخريف حملة بعنوان "من يبستم يسافر فرحا" وفي نهاية حزيران/يونيو علقت لوحات تقارن الركاب بالحيوانات فهنا الدجاجة التي لا تتوقف عن الكلام بصوت عال وهناك القرد الذي يترك نفاياته على المقعد واخيرا الحمار الذي يعيق اغلاق الابواب.
    ويقول دومينيك بيكار عالم الاجتماع صاحب كتاب "تهذيب لياقة وعلاقات اجتماعية" في العام 2007 "لا اعرف ان كانت هذه الحملات سيكون لها تأثير الا انها تلبي حاجة. الجميع يشتكي من ارتفاع في التصرفات الفظة. في كل الفئات الاجتماعية".
    وفي مواجهة هذه المشكلة، لكل طريقته. في مارسياك (جنوب غرب) خلال مهرجان الجاز الشهير الصيف الماضي فرض باتريك لوبينيا وهو صاحب مقهى رسما على "قلة الادب" فعندما يطلب الزبون "فنجان قهوة" يدفع 2 يورو اما اذا قال "فنجان قهوة من فضلك" فيدفع 1,80 يورو.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام