• الاستشفاء بالرقية الشرعية من القرآن والسنّة النبوية


    بسم الله الرحمن الرحيم أولاً وآخراً ..
    تم بحمدلله بدءاً من هذا اليوم المبارك توزيع كتاب موسوعة " من خير الكلام " ( الاستشفاء بالرقية الشرعية من القرآن والسنّة النبوية ) في جرير والمكتبات المتعاقدة مع الوطنية للتوزيع , (سيجد القارىء بمعية هذا الكتاب CD يشمل الرقية الشرعية التي اتفق على معظمها العلماء الأفاضل والتي ووردت فتاوهم بالتفصيل في المبحث الأول، بصوت د. أ. الشيخ إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله.. رئيس قسم القرآن وعلومه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أستاذ كرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للقرآن الكريم الذي ساهم به مشكوراً مع كل الدعوات الخالصة والمُخلصة). كما سيجد أيضا كتيب (المختصر من خير الكلام) الذي اعتنى بالتحصين ومايتضمنّه من آيات كريمة ودعوات مأثورة في الرقية والأذكار لسهولة حمله والتنقّل بمعيّته , وبهذه المناسبة وددت وضع نبذة مختصرة عن هذا المنجز , فما الإجتهاد في هذا البحث إلاّ محاولة لنشر الوعي الشرعي بين الناس في هذا المجال ,وذلك للاستشفاء بكتاب الله العزيز لكثير من الأمراض العضوية التي تنتج أحياناً من أذى الحسد والعين والسحر خاصة.. مع التنبيه والتشديد على أن يكون جلّ الاهتمام بكيفية العلاج دون ضياع الوقت وتشتيت الجهود في التحليل والبحث عن الأشخاص والأسباب التي آلت إليها الحالة خاصة في حالات السحر، فقط نلتفت للرقية الشرعية والوصايا الهامة والمساعِدة في العلاج بإذن الله تعالى، وينبغي أن يعي الراقي والمريض أنه من غير حسن الظن بالله واليقين الذي ينبع من الإيمان الخالص له، هو نسف لأي جهد يُبذل لهذه الغاية، قال الإمام أحمد: (التوكل عمل القلب) وقال أيضاً: (وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به). والله عز وجل قال في كتابه العزيز: { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). }(1).
    وقال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }(2).

    وقد ورد في السنّة عظم منزلة التوكل ما رواه أحمد قال ع: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا). ومع التوكل يحتاج المريض إلى الصبر {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(3) والاحتساب والتوجه إلى الله سبحانه بالذكر والدعاء لرفع البلاء والمعاناة للمضي قدما نحو الشفاء بإذن الله تعالى الشافي المعافي. مع أهمية التنويه والتحذير من مشورات بعض الرقاة الغير مؤهلين والذين نصّبوا أنفسهم أطباء أعشاب كطب بديل لأمراض مستعصية وتساهلوا بتزكية أنفسهم كــ رقاة شرعيين وأسرفوا في توزيع الوصفات المركّبة الخاطئة واستثمارها في تجارة بيع الوهم ومزاولة تلك الأعمال في محلات عطارة خاصة بهم حتى أصبحوا يمتلكون فروع لتلك المحلات ومندوبين بالقراءة عنهم وبيع الأمل الذي يحتاجه المريض في بركات نفثهم في الماء والزيت للمعيونين والمسحورين! إضافة إلى بعض الكريمات الخاصة بالصداع وألم المفاصل وغيرها مستغلين العقول التي غفلت عن البحث عما ينفعها من كتاب الله وسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

    لا نعلم والله.. كيف للمريض أن يضع حياته في محك مجهول بإقتناء أدوية شعبية من هؤلاء الباعه والتي قد تؤدي إحدى الجرعات الزائدة من أخطاء الوصفات أو كيفية تعاطيها للوفاة أحياناً بدون أدنى معرفة أو اكتراث بالسجل الطبي للمشتري والتي قد تتعارض تلك الوصفات مع ما يعانيه المريض من أمراض قد تكون بسيطة في بداية الأمر فتسبّب له مضاعفات تفضي إلى ما لا يحمد عقباه.. في واقع مرّ وهو غياب رقابة الجهات المختصة.

    كيف للناس أن تثق بنفث هؤلاء وإخلاصهم أو بقراءتهم أصلا إن كان فعلاً تمت القراءة والنفث.!؟ خاصة على ماء زمزم الذي يباع في عبوات خاصة في بعض المحلات أو من قِبل الباعة الجائلين بزعم القراءة عليه.

    كيف لهم إيذاء أنفسهم بأنفسهم وعندهم كتاب الله أولاً.. فهنالك الكثير من الآيات القرآنية العظيمة والأحاديث النبوية ثانياً.. وأيضاً المحافظة على الأذكار اليومية في الصباح والمساء التي تُعتبر حافزاَ للمبتلى بأحد الأمراض الروحية في البدء بخطوات الاستشفاء بحول الله وقوته من خلال الرقية الشرعية وعن طريق وصايا هامة في التداوي من السنّة النبوية وإتخاذ الأسباب الحسّية المباحة في العلاج والاستشفاء من مصادر موثوقه ومعتد بها وخاصة ما تأكّد منها في بعض ما كتبه الفقهاء وفتاوي علماؤنا الأفاضل رحمهم الله وحفظ لنا من تعلّم منهم ونفع بعلمهم.. والذين تم التطرق لأسمائهم في طيات هذا البحث.

    سر الشفاء - بإذن الله .. في نسف المخاوف نهائياً والثبات والاطمئنان باستشعار الرحمة والقرب والنصرة والثقة بالخالق المعين الشافي المعافي وحده سبحانه وتعالى.
    قال الله تعالى في كتابه العزيز: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}(4).

    { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }(5).

    {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ).(6)

    { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(7).

    {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا }(8).
    صدق الله العظيم وصدق رسوله المبلّغ الأمين.

    كل ما سبق من الآيات كفيل بزرع السكينة والطمأنينة واليقين والثبات للمبتلى بأحد الأمراض الروحية من مس وعين وحسد وسحر وعلاجه بإذن الله تعالى.
    قال الدكتور صلاح الراشد خبير نفسي واجتماعي ومفكر عربي: نبي الله موسى كان في خطر، البحر أمامه «العدو وراءه» أرتعب من معه: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }(9).
    قال في سكينة الواثق المطمئن «رغم حالة الاضطرار» قائلا: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }(10). هنا استحق الجزاء بهذا الهدوء والسكينة والاطمئنان واليقين والإيمان القوي أن يشق له البحر!!.
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم نسألك التوفيق في الأعمال كلها، وصدق التوكل عليك وحسن الظن بك يا أرحم الراحمين.

    والحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد ع وعلى آله وصحبه أجمعين.

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
    (1) سورة الطلاق، جزء من، الآية: 3.
    (2) سورة الأنفال، الآية: 2.
    (3) سورة البقرة، جزء من الآية: 155.
    (4) سورة آل عمران، الآيتان: 173، 174.
    (5) سورة النساء، الآية: 120.
    (6) سورة النساء، الآية: 76.
    (7) سورة الآنفال، الآية 30.
    (8) سورة الطارق، الآيات: 15، 17.
    (9) سورة الشعراء، جزء من الآية: 61.
    (10) سورة الشعراء، الآية: 62.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام