يبي لنا وزراء من تركيا

كتب ناصر العبدالكريم هذا المقال ليس دعوة للعنصرية، ولكنه محاولة لقراءة واقع السعوديين في القطاع الخاص، وهو ما أصطلح على تسميته "السعودة"، اليوم شهد تعيين رئيس تنفيذي من الجنسية التركية خلفا للمهندس خالد الكاف، ليصبح الرئيس التنفيذي الثاني لشركة إتصالات بعد الإتصالات السعودية، التي يديرها تركي بشكل غير معلن،أما زين فيديرها رئيس تنفيذي لبناني الجنسية.
هذا التعيين الجديد في موبايلي مثل المرحلة الثالثة من اللاسعودة، والمرحلة الثانية كانت القبول برؤساء تنفيذيين خليجيين، وأعني خالد الكاف في موبايلي وسعد البراك في زين، والمرحلة الأولى مثلت رؤساء تنفيذيين سعوديين وأعني مروان الأحمدي في زين وسعود الدويش في الاتصالات السعودية.
حسنا من الملام هنا ؟ هل وزارة العمل التي سمحت بسعودة الهرم المقلوب، الموجودة في البنوك وشركات الاتصالات والعديد من منشأت القطاع الخاص، وأعني سعودة جميع الوظائف الصغيرة، ومنح جل الوظائف العليا للأجانب، أم وزارة العمل التي تغض الطرف بطالة الآلاف من الشباب السعودي ، الذي يأخذ راتب دون عمل، لتتحايل المنشأت على نسبة السعودة، وبالتي تخضر نطاقات .
أما نلوم التعليم ومخرجاته، الذي أصبح منهجه منذ دخول التقويم " دفوهم نجحوهم"، أم نلوم المعلمين الغير أكفاء ، بعد أن أصبحت وظيفة المعلم وظيفة من لا وظيفة لا ، بعد أن كان الوزير الرشيد رحمه الله يحذر من ذلك، وقد حدث ذلك بعد عهده.
وإن لمنا التعليم فلا نستطيع لوم برنامج الإبتعاث، والذي سمح بدراسة أبنائنا وبناتنا في أعرق جامعات العالم، ولكن في بقاء من يبدع بشكل فريد هناك، رمزية مرتبطة بفرص السعوديين بعد البعثة .
والحقيقة أن اللوم ليس حلا، ولكن الواقع مزري فيما يخص السعودة، والسماح بأن يكون رأس الهرم أو رأس الهرم الفعلي غير سعودي ولا حتى خليجي ، "وكل من جاء جاب ربعه"، ثم نستغرب بحماقة عن مليارات الحوالات شهريا، كإستنزاف حقيقي للإقتصاد السعودي.
السماح بإنتشار القيادات الغير سعودية، "قلل" إن لم أقل "منع" فرصة وجود مسار وظيفي للسعودي أو السعودية، وهو أمر طبيعي في كل الدول، يفترض فيه الموظف أن يتدرج إداريا فيصل خلال عدد من السنوات لمنصب قيادي.
ولكننا على العكس نلحظ هجرة من القطاع الخاص للعام، يقبل فيها الموظف السعودي بإنخفاض في راتبه، من أجل بيئة تحترمه ، ولا يعامل بها بعنصرية لأنه سعودي وفي السعودية، الجانب المشرق أن الوزراء ما زالوا سعوديين، والله يستر لا يجينا أحد من هيئة الإستثمار ويقول "يبيلنا وزراء أتراك"