متأقلزون

هذا المرض المنتشر كانتشار النار في الهشيم في أوساط بعض الناس وخصوصًا من الشباب في الآونة الأخيرة.
وكلما تطورت التقنية؛ اتسعت دائرة هذا المرض المزمن في مختلف الطبقات الاجتماعية.
فأصبحت حواراتنا بلا هوية عربية بل مزيج من اللغات المتداخلة.
فكل شخص يريد أن يظهر ثقافته اللغوية بهذه الطريقة العقيمة التي لا تزيدنا إلا تاخراً.
بالوقت الذي بدأت فيه اللغة العربية بالتدهور نتيجة انجذاب الناس للغات الأخرى الإنجليزية والفرنسية والكورية، وغيرها .
أتعجب من البعض ممن كان عربياً أصلاً وفصلاً، ويتخبط في حديثه فتراه لا يعرف ماذا تعني هذه الكلمة ويسأل عن معناها، فيأتي بها بلغات مختلفة، لأنه وللأسف نسي معناها بلغته الأم.
بل حتى أنه أصبح من السائد أن من لا يتحدث باللغات أثناء كلامه رجعي عديم الثقافة وليس مواكب لثورة التطور -المزعومة- .
عفواً عن أي تطور يتحدثون؟ هل التطور يجعلنا تائهين بين اللغات بلا احترام للغتنا ومن نتحدث معه؟ ليس الجميع لديه مخزون كافي من المصطلحات الإنجليزية أو غيرها أو يحمل قاموس للغات في جيبه!
ضاعت الهوية في النفوس وأصبحت بلا معنى، ولسان الحال يقول: "ليس المهم أن تفهم ما أقوله لك بل الأهم أنك تعلم أنني أتقن كل اللغات بلا مراعاة للمكان والزمان"
وعلى هذا النحو، أصبح مقياسًا تقييم تحضَر الأفراد وانحصر مفهوم الثقافة لديهم لهذا الحد.
وانرسخ في أذهانهم فهم خاطئ للتطور الذي ينهض بنا وبأمتنا.
ثم بدأت اللغة العربية تتلاشى شيئًا فشيئًا بدءًا بحديثنا ، ووصولاً بالكتب التي نقرأها؛ ثم وإنتهاءًا بإدخال اللغات الأجنبية في شتى مجالات الحياة.

لست هنا ضد تعلم اللغات أبدًا. فبقدر تعلّم المرء يكثر نفعــــــه؛ فليت قومي يعلمون ويفهمون المغزى الأساسي من تعلم اللغات واستخدامها بالطريقة المثلى، ووزن الأمور في ميزان "لا إفراط ولا تفريط"
فالتوسط في كل شيء هو الحل الأمثل وهو ما يجعلنا أمة متقدمة ومحافظة على هويتها بل ويفخر بها في أي مكان.



@Raqihb4oqi