• الابراهيمي لم ينجح في تحقيق اجماع حول اقتراحات حل الازمة السورية


    A F P لم ينجح الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي تابع الثلاثاء زيارة لدمشق من المقرر ان تستمر الى الأحد، في الحصول بعد على اجماع حول اقتراحاته لحل الازمة، ان من جانب الرئيس السوري بشار الاسد او من اطراف معارضة.

    في غضون ذلك، دعت دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمعارضة المطالبة باسقاط الاسد، الى تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، وقت دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في يوم عيد الميلاد الى "حل سياسي" و"وقف اراقة الدماء" في البلاد.

    وبعد لقائه الموفد الدولي اليوم برفقة وفد من المعارضة في الداخل، تحدث المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا حسن عبد العظيم عن بقاء الابراهيمي في سوريا حتى الاحد للعمل على "تأكيد التوافق الدولي" لحل الازمة، لا سيما بين روسيا والولايات المتحدة.

    لكن بحسب دبلوماسي في الامم المتحدة، يبدو ان الاسد الذي استقبل الموفد الدولي الاثنين "لم يتجاوب مجددا مع الابراهيمي، فيما مجلس الامن بعيد من ان يقدم له الدعم اللازم، وفي وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن بتسوية".

    وكانت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نقلت ان الابراهيمي يحمل معه مقترحا بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية العام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجددا.

    وقوبلت هذا الاقتراح بموقف صارم من اطراف اساسية في المعارضة السورية. فلجان التنسيق المحلية التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت "اي مبادرة تحاول وضع السوريين امام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة او استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته"، مؤكدة ان رحيل الاسد واركان نظامه "شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل"، رافضة اي خطة تمنحهم حصانة.

    ونحت جماعة "الاخوان المسلمين" في الاتجاه نفسه، متمكسة بحق الشعب "في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وادواته"، ومشددة على انه "لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل".

    واكدت ان الشعب السوري ماض "في ثورته الى غايتها، في استعادة روح مجتمعه المدني الموحد، في افق دولته المدنية الحديثة، رافضا كل التصنيفات والمؤامرات والمناورات".

    وبدا ان المعارضة في الداخل هي الطرف الوحيد الذي يبدي تفاؤلا بنجاح المهمة، اذ تحدث رجاء الناصر، امين سر مكتب الهيئة التي تغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها، عن "آمال كبيرة" في ان تثمر لقاءات الموفد الدولي عن "اتفاقات او ايجابيات"، مشيرا الى ضرورة انتهاء اللقاءات قبل "البت في الانطباع العام".

    واعتبر ان لا مخرج للازمة سوى بتأليف "حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد الى بر الامان"، اضافة الى ان "الحل السياسي (...) هو حل يقوم على اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن".

    في المنامة، شددت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها السنوية اليوم على ضرورة "الاسراع في عملية الانتقال السياسي" لوقف اراقة الدماء والدمار في سوريا.

    وعبر المجلس الذي يضم السعودية والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر، وهي في غالبيتها داعمة للمعارضة السورية، عن "عظيم ألمه وحزنه لاستمرار النظام (السوري) في سفك الدماء البريئة، وتدمير المدن والبنى التحتية"، مطالبا المجتمع الدولي "بالتحرك الجاد والسريع لوقف هذه المجازر" وتقديم المساعدات.

    ومن الفاتيكان، طلب البابا بنديكتوس السادس عشر "وقف اراقة الدماء وتسهيل الاغاثة للنازحين واللاجئين والبحث من خلال الحوار عن حل سياسي للنزاع"، وذلك خلال اعطائه بركته "الى المدينة والعالم" لمناسبة عيد الميلاد.

    وقال الكاردينال روبرت ساره "وزير" الشؤون الانسانية في الفاتيكان لفرانس برس ان الكرسي البابوي يعارض اي تدخل عسكري في سوريا، على غرار ما شهده العراق او ليبيا او ساحل العاج.

    ومن مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الاردن، قال الوزير الفرنسي المفوض شؤون المحاربين القدامى قادر عارف "اعتقد انه يجب استمرار الضغط على نظام بشار الاسد المستبد والوحشي". واضاف ""موقف فرنسا واضح، وقد عبرنا عنه مرارا وتكرارا، الحكومة الفرنسية ترغب في رحيل بشار الاسد في اسرع وقت ممكن عن سوريا".

    وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 113 شخصا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.

    وافاد المرصد الثلاثاء عن العثور على "جثامين 13 رجلا على الاقل في المنطقة الواقعة بين مدينتي معضمية الشام وداريا" جنوب غرب دمشق، بينهم خمسة مجهولو الهوية.

    ونقل عن ناشطين قولهم ان الجثث تعود "لاشخاص قتلوا برصاص القوات النظامية"، من دون امكان التأكد من ذلك او تحديد تاريخ مقتلهم.

    وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة على مناطق واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، وحيث تدور اشتباكات استمرت الثلاثاء لا سيما في داريا، بحسب المرصد.

    كذلك قال المرصد الثلاثاء ان رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في جرمانا (جنوب شرق دمشق) قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل امس بعد تفجير عبوة ناسفة في المنطقة.

    في دمشق، سقطت قذيفة هاون على مبنى سكني في حي ركن الدين (شمال)، بحسب المرصد.

    وفي ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة سيطروا على بلدة حارم بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم.

    وفي محافظة حلب (شمال)، تدور اشتباكات في محيط مدرسة الشرطة في الريف الغربي للمحافظة، بحسب المرصد.

    وفي مدينة حلب حيث تدور معارك يومية منذ اكثر من خمسة اشهر، افاد سكان في حي طريق الباب (شرق) ان الطيران الحربي السوري شن غارة جوية على مدرسة اتخذها مقاتلو المعارضة مقرا، بينما دارت اشتباكات في حي بستان القصر (وسط).

    واحصى المرصد سقوط اكثر من 44 الف قتيل في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام