• المسبار روزيتا يراقب مذنبا عن كثب تمهيدا للهبوط على سطحه


    المصور: اريك كابانيس

    A G - AFP توصلت اجهزة المسبار روزيتا الذي اعادت وكالة الفضاء الاوروبية تشغيله في كانون الثاني/يناير بعد سبات مقصود، الى تحديد دقيق لكمية المياه التي يفقدها مذنب يبعد عنه عشرات الاف الكيلومترات ومن المقرر ان يهبط على سطحه في الصيف الجاري، وقدرت الكمية التي يفقدها المذنب بكوبين في كل ثانية.
    واطلقت وكالة الفضاء الاوروبية المسبار روزيتا (حجر الرشيد) في العام 2004، وفي حزيران/يونيو المنصرم وجه لواقطه الى باتجاه المذنب "67 بي/تشوريوموف-غيراسيمنكو" الذي يفترض ان يلتقي به خلال الصيف الجاري، اثناء اقتراب المذنب من الشمس.
    وتمكن المسبار من تحديد ان كتلة الجليد في المذنب التي يبلغ قطرها اربعة كيلومترات تفقد في كل ثانية 300 ميليليتر من البخار، علما ان المذنب يبعد عن الشمس 583 ميلون كيلومتر.
    وستزداد وتيرة تبخر المياه مع اقتراب المذنب اكثر فأكثر من الشمس.
    ويبعد المسبار روزيتا حاليا عن المذنب 72 الف كيلومتر، ومن المقرر ان يقترب منه الى مسافة مائة كيلومتر في السادس من آب/اغسطس المقبل، لمتابعة اعمال المراقبة عن كثب.
    وفي الحادي عشر من تشرين الاول/نوفمبر يقترب منه الى مسافة كيلومترين او ثلاثة، ومن ثم يرسل الى سطحه كبسولة صغيرة اسمها "فيلاي" لتحط على سطحه، في اول عملية من نوعها في تاريخ غزو الفضاء.
    واذا سارت الامور على ما يرام، يتوقع ان يبقى "فيلاي" على سطح المذنب ما بين اربعة اشهر وستة، قبل ان يتعطل تحت تأثير حرارة الشمس الآخذة في الارتفاع نظرا لاقتراب المذنب من الشمس.
    وترمي هذه المهمة الى دراسة نواة المذنب، وتكوينه الداخلي وطبيعته.
    وقد اختار العلماء هذا المذنب دون سواه من الاف المذنبات القريبة، لانه امضى مليارات السنين في اعماق الفضاء قبل ان يؤدي اقترابه من كوكب المشتري في العام 1959 الى تغيير مساره. ومعنى ذلك ان المذنب بقي بعيدا عن اثر اشعة الشمس وحرارتها.
    ويضع العلماء آمالا كبيرة على هذه المهمة اذ انها تساهم في التعمق في فهم اصول الحياة على كوكب الارض ونشوء المجموعة الشمسية.
    وقال مارك ماكوغرين المسؤول في وكالة الفضاء الاوروبية في وقت سابق "المذنبات هي بمثابة شهود على نشأة النظام الشمسي".
    واضاف "ان الاطلاع على ما في هذه المذنبات من غازات وغبار وجليد يعطينا مؤشرات رائعة حول أصل نظامنا الشمسي وربما ايضا حول أصل الحياة، بما انها تحتوي ايضا على جزيئات عضوية".
    ويحمل المسبار على متنه 21 جهازا لدراسة "كل شيء عن المذنب" بحسب العلماء، من تكوينه وحقله المغناطيسي الى جاذبيته ودرجة حرارته.
    ويشبه العلماء هذه المهمة بمهمات فهم تطور الحضارات من خلال التنقيب عن الاثار، ومن هنا اكتسب المسبار اسمه "روزيتا" اي حجر رشيد الذي يعود لاكتشافه في القرن التاسع عشر الفضل في فك رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).
    والمذنبات هي اجرام فلكية تتكون بشكل اساسي من الجليد والغبار والغازات، وعندما تقترب من الشمس ترتفع حرارتها فيذوب جليدها وتنبعث منها الغازات والغبار الامر الذي يفسر شكل الذنب الذي تتخذه.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام