• فيتل ينسي الالمان الاسطورة شوماخر


    A F P بدأ الجمهور الالماني ينسى الاسطورة ميكايل شوماخر بعدما نجح سيباستيان فيتل على متن ريد بول-رينو في ان يصبح اصغر سائق في تاريخ بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد يتوج باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي.

    قلب فيتل الطاولة على سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو ووضع خلفه بدايته الصعبة في 2012 وتمكن من انتزاع اللقب العالمي في السباق الاخير على حلبة انترلاغوش البرازيلية، مؤكدا انه يسير على خطى مواطنه شوماخر الذي قرر بدوره ان يضع حدا لمغامرته الثاني في سباقات الفئة الاولى.

    اظهر فيتل الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، انه يملك الصفات التي خولت شوماخر ان يصبح السائق الاكثر تتويجا في تاريخ البطولة (7 القاب)، بل انه اثبت تفوقه حتى على "شومي" الذي احتاج الى 20 عاما لكي يحرز القابه السبعة (اثنان مع بنيتيون وخمسة مع فيراري قبل ان يعتزل عام 2006 ثم يعود عن قراره في 2010).

    احتاج فيتل الى خمسة اعوام فقط في حلبات فورمولا واحد لكي يصبح ثالث سائق فقط يتوج باللقب العالمي ثلاث مرات على التوالي بعد الاسطورتين شوماخر والارجنتيني خوان مانويل فانجيو.

    كما اظهر انه يتمتع بنفس شخصية مواطنه بعدما جعل فريقه ريد بول-رينو يصب كامل تركيزه عليه والعمل بأقصى طاقاته من اجل تزويده بسيارة منافسة سمحت له في 2011 في الفوز ب11 سباقا من اصل 19، وفي 2012 بتعويض تخلفه الكبير عن الونسو والعودة الى دائرة المنافسة من خلال الفوز باربعة سباقات متتالية بين المرحلتين الرابعة عشرة والسابعة عشرة (من اصل 20).

    قدم فيتل لمحات رائعة في 2012 ذكرت الجميع بشوماخر الشاب خصوصا في سباق ابوظبي حين صعد من المركز الرابع والعشرين الى الثالث، وفي انترلاغوش حين تجاوز كافة الصعوبات وصعد من المركز الحادي والعشرين الى السادس ما مكنه من المحافظة على صدارة الترتيب العام امام الونسو وحرمان السائق الاسباني من الفوز باللقب للمرة الثالثة في مسيرته، وذلك رغم الاضرار التي عانت منها سيارته نتيجة حادث عند الانطلاق مع البرازيلي برونو سينا.

    وكما كانت في 2010، حين دخل الى السباق الاخير وهو متخلف بفارق 15 نقطة عن الونسو، خرج فيتل منتصرا بمساعدة بعض الحظ "الذي يجب ان تستدرجه، ان تبحث عنه"، بحسب ما قال البطل الالماني بعد تتويجه في السباق البرازيلي.

    ويتمتع السائق الالماني دون ادنى شك بالصفات والمواهب التي ستخوله السير على خطى شوماخر وصولا الى التفوق على البطل الاسطوري الذي يتخلف عن مواطنه الشاب من حيث الاحصائيات اذ كان في الحادية والثلاثين من عمره عام 2000 حين احرز لقبه العالمي الثالث، فيما لم يتجاوز فيتل الخامسة والعشرين.

    كما يملك فيتل في رصيده 26 انتصارا حتى الان، فيما كان "شومي" في الثامنة والعشرين من عمره حين وصل الى هذا العدد من الانتصارات (عام 1997 في سباق بلجيكا).

    وفي حال واصل فريق ريد بول هيمنته بفضل موهبة فيتل والدعم المالي لمالكه النمسوي دييتريخ ماتيشيتس، صاحب شركة ريد بول لمشروب الطاقة، وحنكة كبير المهندسين في الفريق ادريان نيوي، سيواصل السائق الالماني حصد الانتصارات والالقاب، لكن هذا السيناريو ليس مضمونا وليس السيناريو الوحيد المطروح في الاروقة ووسائل الاعلام.

    هناك منعطفان قد يتسببان بخلط الاوراق، اولهما تقنيا حيث سيتم تقليص الهامش في مسألة تطوير المحركات في 2013 اكثر مما كان عليه الوضع في 2012، كما سيتم استخدام محركا جديدا بالكامل في 2014 مكونا من 6 اسطوانات ومزودا بشاحن هوائي "توربو"، وحينها سيكون كل شيء ممكنا، اذ قد نشهد سيارة مرسيدس يقودها البريطاني لويس هاميلتون تتفوق على ماكلارين وريد بول وفيراري.

    كما ان العقد الحالي لفيتل مع ريد بول ينتهي في 2014، وهناك حديث عن امكانية انتقاله الى فيراري، اي السير على خطى شوماخر الذي انتشل الفريق الايطالي من كبوته وقاده الى لقب الصانعين عام 1999 للمرة الاولى منذ 1983، ثم الى لقبي السائقين والصانعين في المواسم الخمسة التالية.

    وبغض النظر عما سيحصل في الموسم المقبل او الذي يليه، فان فيتل اكد حتى الان انه سائق كبير بكل ما للكلمة من معنى وهو اسكت دون ادنى شك المشككين بموهبته الذين اعتبروا في 2010 ان تتويجه باللقب العالمي جاء بمساعدة الحظ بعد ان فشل منافسه الونسو في احتلال احد المراكز الاربعة الاولى في المرحلة الاخيرة.

    فالانجازات التي حققها السائق الالماني خلال خمسة مواسم كاملة له في رياضة الفئة الاولى التي بدأ مشواره فيها عام 2006 كسائق التجارب في بي ام دبليو ساوبر قبل ان يمنحه فريق تورو روسو فرصة خوض موسم بأكمله في سباقات الفئة الاولى عام 2008 حين اصبح اصغر سائق يفوز بأحد السباقات وكان ذلك في جائزة ايطاليا حين كان يبلغ 21 عاما و74 يوما، وضعته منذ الان في مصاف افضل السائقين في التاريخ مثل الاسترالي جاك برابهام والبريطاني جاكي ستيوارت والنمسوي نيكي لاودا والبرازيليين نيلسون بيكيت والراحل ايرتون (جميعهم توجوا باللقب ثلاث مرات)، وسيكون هدفه في 2013 ان يصبح على المسافة ذاتها من فانجيو الذي يحتل المركز الثاني على لائحة السائقين الاكثر تتويجا في التاريخ (4 القاب).

    وفيتل يملك في رصيده منذ الان العديد من الارقام القياسية، فالى جانب انه اصغر سائق يفوز باحد السباقات وكان ذلك في جائزة ايطاليا عام 2008 حين كان يبلغ 21 عاما و74 يوما، فهو اصبح في 2007 اصغر سائق يحرز نقطة في البطولة (19 عاما و349 يوما) وذلك عندما حل ثامنا في جائزة الولايات المتحدة الاميركية، متفوقا على انجاز البريطاني جنسون باتون (كان يبلغ 20 عاما و67 يوما حين حل سادسا في سباق البرازيل عام 2000).

    وفرض فيتل نفسه ملك الارقام القياسية من حيث صغر السن حيث بات ايضا اصغر سائق يتصدر سباقا، والاصغر الذي ينطلق من المركز الاول والاصغر الذي يفوز باللقب العالمي والاصغر الذي يتوج باللقب العالمي مرتين على التوالي ثم ثلاث مرات متتالية.

    كما نجح فيتل في 2011 في الانطلاق من المركز الاول في 15 سباقا من اصل 19، محطما الرقم القياسي الذي حققه البريطاني نايجل مانسل خلال موسم 1992 (14 مرة)، كما انه كان قاب قوسين عام 2011 او ادنى من معادلة انجاز الاسطورة شوماخر من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (13 عام 2004)، لو لم يهجره الحظ في ابوظبي بسبب ثقب في اطار سيارته (انسحب في اللفة الاولى) ثم في السباق الختامي على حلبة انترلاغوش البرازيلية حين واجهته مشكلة في علبة السرعات (حل ثانيا).
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

  • البطولات العالمية







لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام