المصريون يقترعون على الدستور وسط اجواء الانقسام

A F P القاهرة - واصل الناخبون المصريون مساء السبت التصويت في المرحلة الاولى من الاستفتاء على مشروع دستور جديد لمصر، احدث انقساما عميقا بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه، ويفترض ان ينهي فترة انتقالية صعبة او ان يدشن فترة انتقالية جديدة على اسس مختلفة.

ويكمن رهان هذا الاستفتاء اساسا في انه سيؤدي اما الى نهاية فترة انتقالية صعبة استمرت نحو عامين والانتقال الى انتخابات تشريعية في حال تصويت الاغلبية ب "نعم" لصالح الدستور، او الى بداية فترة انتقالية جديدة على اسس مختلفة تنطلق بانتخاب لجنة تاسيسية جديدة لوضع دستور جديد اذا رجحت كفة ال"لا".

ويشكل هذا الاقتراع ايضا اختبارا لشعبية الرئيس محمد مرسي اول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية ولجماعة الاخوان المسلمين التي ياتي منها ولكن ايضا لحضور قوى المعارضة في الشارع المصري.

ففي حين دعا انصار مرسي وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين الى التصويت ب "نعم" من اجل "عودة الاستقرار" للبلاد، دعت جبهة الانقاذ الوطني وقوى اخرى للتصويت ب "لا" على مشروع دستور "غير توافقي ويقسم البلاد".

وشهدت البلاد في الاسابيع الاخيرة حالة من التوتر الشديد وتظاهرات للفريقين تحول بعضها الى اعمال عنف دامية كان آخرها الجمعة بالاسكندرية ثاني اكبر المدن المصرية.

غير ان الاستفتاء يجرى السبت اجمالا في هدوء.

وقال مسؤول باللجنة الانتخابية العليا مساء السبت لوكالة فرانس برس ان نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور في مصر في مرحلته الاولى ستعرف فور انتهاء الفرز في كل مكتب بعد انتهاء التصويت الذي تم مده اربع ساعات الى الساعة 23,00 (21,00 تغ) بسبب "الاقبال الشديد" على التصويت.

لكن النتائج الرسمية لن تعلن الا بنهاية المرحلة الثانية التي تنظم السبت القادم.

وعند مدرسة جابر الصباح الثانوية في المقطم جنوب القاهرة، قال قاسم عبد الله (48 عاما) "انه دستور يحقق الحقوق والاستقرار وساصوت بنعم". لكن الطبيبة جيهان عبد العزيز (35 عاما) قالت "اصوت بلا (...) الكثير من مواد هذا الدستور غير واضحة وغير مفهومة".

وفي حي شبرا الذي يقطنه الكثير من الاقباط قالت سيدة خمسينية طلبت عدم كشف اسمها "لا نريد هذا الدستور، لا نزال نرى عدم الاستقرار في هذا البلد وكل السلطات بايدي الرئيس" القادم من صفوف الاخوان المسلمين.

ويشمل الاستفتاء في المرحلة الاولى عشر محافظات هي القاهرة والاسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية واسيوط وسوهاج واسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء.

وتضم هذه المحافظات نحو 26 مليون ناخب مسجل.

وتجري المرحلة الثانية من الاستفتاء السبت القادم وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25 مليون ناخب مسجل.

وادت مقاطعة عدد كبير من القضاة الاشراف على الاستفتاء الى تقسيم الاقتراع الى مرحلتين لتوفير قاض في كل مكتب اقتراع.

وقال محمود ابو شوشة عضو الامانة العامة باللجنة الانتخابية لوكالة فرانس برس "هناك 6376 قاضيا في 6376 لجنة بالاضافة الى 175 لجنة عامة تضم كل منها من ثلاثة الى اربعة قضاة". كما اكد تقرير غرفة عمليات وزارة العدل ان "عملية الاستفتاء يشرف عليها القضاة بصورة كلية".

واتهمت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة جماعة الاخوان المسلمين بالسعي الى "تزوير" نتائج الاستفتاء.

وقالت الجبهة المعارضة في بيان انها "تعرب عن بالغ القلق والاستياء من حجم المخالفات والانتهاكات الواردة اليها (..) مما يشير الى رغبة واضحة في تزوير ارادة الناخبين تقوم بها جماعة الاخوان المسلمين بغرض تمرير دستور الجماعة".

لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء اسامة اسماعيل قال في بيان "ان الاجهزة الامنية لم ترصد منذ الصباح وحتى الآن اي واقعة تشكل عائقا لسير عملية الاستفتاء".

من جهة اخرى، واصل الناخبون المصريون في الخارج البالغ عددهم 580 الفا، التصويت الذي بدأوه الاربعاء الماضي.

وكان من المقرر ان ينتهوا من التصويت السبت غير ان اللجنة الانتخابية قررت تمديد التصويت في الخارج الى مساء الاثنين المقبل.

وقال مصدر دبلوماسي ان عدد المصريين في الخارج الذين ادلوا باصواتهم حتى نهاية يوم الجمعة بلغ 122 الفا و 820 شخصا.

وتم نشر 130 الف شرطي و120 الف جندي لتامين الاستفتاء وحماية مكاتب الاقتراع في هذه الاستشارة الشعبية الحاسمة لمصير العملية السياسية في البلاد.

وفي حين يقرر المصريون المنقسمون مصير بلادهم اصيب الرئيس السابق (1981-2011) حسني مبارك (84 عاما) بجروح السبت بعد انزلاقه في حمام مستشفى سجن مزرعة طره (جنوب القاهرة) حيث ينفذ حكما بالسجن المؤبد بعد ادانته بقتل متظاهرين في بداية 2011.