• رمضان يغلب الدخان


    جلال الشنبري العاده الجديده الجميله ،تكرار العمل بمشقه في هيئه مستمره إلى حد أن تتكيف معها وتُطبِّع نفسك عليها محل عاده قديمه سيئه،وتصبح العاده الجديده الجميله متجانسه مع كيانكً ، وتعتبرها عملاً عظيماً تزهو بها،وتحيلك إلى السعاده عندما صَرعتَ بها على عاده قديمه سيئه ، ولا تقرر أن تفارقها لأنها أنالتك راحه من عاده قديمه سيئه كنت تعاني من أضرارها وهي تزجك في نشاط عقيم الإنتاج،وكبدتك عذاب نفسي، ولكن بالعاده الجديده الجميله التي شكوت إليها العاده القديمه السيئه،تكون إمتثلت لعاده صحيه عوضاً عن عاده ضاره،و بها إستجبت لداعي الخير في نفسك لتحصنها،و مِن ثُمَّ تلين على نفسك الحياه بعد شقاء العاده القديمه السيئه التي تخدعك بالسعادة في البدايه وتبتليك بالمرض في النهايه.

    بالتدخين،يهلك الناس وتعتل القلوب وتندثر الأموال وتفسد الرائحه ويتذمر الجليس، فالتدخين يأسر حتى يمتلك على الشخص حياته، و يُهيمن حتى يسلب من الإنسان قدرته، ويترسخ حتى يُنفَق المال في سبيله، ويتزين حتى يميل هوى الرجل إلى هواه، والتدخين عاده قبيحه في نتائجه، و قليل من الناس إذا سئم يهجره لأنه يوحي بملاذه الجميل، و بإمداده للنفس الهناء حال الضيق، وأن به قوه تبدلك من شأن عسير إلى شأن يسير،و لأنه يتسبب في إدمان
    الشخص،يُعتٓبر التدخين العاده القديمه السيئه، يًُزاولها المدخن مرات عديده، وَ هُم يتفاوتون،
    فمنهم في كل ساعه يتعاطاه، ومنهم في كل بضع دقائق، ومنهم بعد كل وجبه رئيسيه، و منهم عند الهروب من الشكوى، و منهم أثناءقيادة السياره، فَمُقِل و مُستَكثِر.

    لكن في رمضان، يقتضي الإمساك عن التدخين ساعات طويله في نهاره، و جميع المدخنين تكتنفهم إراده قويه تجتث شهوة التدخين من القلب، ويستقبحون على الشيطان الترغيب فيه، وتمشي عادة التدخين في رمضان بنصف الوقت التي تمشيه في غير رمضان،و تبدأ من أذان المغرب إلى أذان الفجر، و تبقى من أذان الفجر إلى أذان المغرب في توقف، مستدلين من توقفها في نهار رمضان بعزة الشخص أن يفسق صومه بالتدخين، و بثبات الشخص أن يهبط توازن صومه بالتدخين، و بإقدام الشخص أن يتقهقر صومه بالتدخين، و الوقت الطويل، يُعتِق المدخن نفسه من التدخين في نهار رمضان، يكون الوقت الوحيد من أوقات السنه تَتَبدَّى فيه شجاعة المدخن، حيال التدخين صامد.

    بإنشاء عاده جديده جميله بعد رمضان، مقتبسه مِن النهي عن التدخين في نهار رمضان، كأن يتنازل المدخن عن التدخين في النهار،مدار السنه و بالإستمرار عليها، ينتصر المدخن من عادة التدخين القديمه السيئه، بل و يشمئز أن أَقصَر هدوءه على تافه أَخلَى بينه وبين العافيه، و ذاق العذاب به، و إسودت شفتاه منه، و أَوهنَ قلبه المعتصر بالآهات.

    من يتمايل ضِعفاً أمام رائحة التدخين، ويتعسر تخطيطه لأهدافه إلا به،و لا يسهل الإسترخاء إلا معه،و يعتذر أن يدوم عمره بدونه، حينها نُذكِّره بالنيه الصلبه التي إمتزحت قلبه في نهار رمضان و أَنْكَثَتْ عهداً بين المدخن وبين التدخين من الترابط إستمر لسنين مديده ،و نستجدي حسه الإيماني الذي فاق شهوة التدخين كرامةً في نهار رمضان بأن يُحطِّم سلاح التدخين مرةً أُخرى ،و نُحاجُّه بالمنطق أنه ترك التدخين في نهار رمضان فإنه أيضاً لا يستطيع التدخين أن يقنعه شُرباً بعد رمضان.

    جلال الشنبري
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام