يقول جورج برنارد شو ( سامحه فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين الطبيعة ! )
الكثير من الأمور المستجدة والحديثة علينا كأفراد أو مجتمع سرعان ماتقابل بهجوم من الطرف الآخر بغض النظر عن هذه العادة الجديدة هل هي توافقنا دينًا وعرفًا أو لا توافق .
الرفض من أجل الرفض .. هذا قانون الكثير في البلاد هو يتقوقع خلف أفكار معينة وعادات وبرمجيات تكونت من خلال تلك الدائرة التي يعيش فيها ! فلا يترك قيد أنملة من استماع لما هو جديد فقد يكون مفيد وقد لا يكون .
وتمثل العادات النشاط البشري من طقوس أو تقاليد تستمد في أغلب الأحيان من فكر أو عقيدة المجتمع وتدخل العادات في كثير من مناحي الحياة لذلك كان من الصعب علينا أن نغير فكرة مجتمع كامل لنجعله يتقبل عادة جديدة , فما كان من أذكياء هذا التفكير إلا أن يعملوا على تلك العقول التي ترفض الخروج من دائرة أمانها وليس بالضرورة ان يكون مجموع العادات التي تتأسس عليها دائرة أمان الفرد صائبة أو هي النموذج الأمثل والوحيد للحياة ، لأن الفرد الذي يعيش داخل دائرته يرى كل شيئ محدودا ، فهم لا يرون إلا ماداخلها صواب وخارجها خطأ !
فاستخدموهم ليكونو تبَعًا لهُم وجعلوهم أبواقًا تردد مايقولون وهذا كله بسبب فقدنا للوعي !!
فالوعي: هو ما يُكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله , وقد يكون الوعي وعيا زائفا، وذلك عندما تكون افكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه غير متطابقة مع الواقع من حوله أو غير واقعي وقد جزئيا، وذلك عندما تكون الأفكار والمفاهيم مقتصرة على جانب أو ناحية معينة وغير شاملة لكل النواحي والجوانب والمستويات المترابطة والتي تؤثر وتتأثر في بعضها البعض في عملية تطور الحياة.
يقول ماركس "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم."
لذلك نحن كأفراد داخل مجتمعات فقدنا الكثير من التواصل , والكثير من الحضارة , والكثير من التطور والرقيّ بسبب فقدنا للوعي , فما نردد إلا عبارة الزمن ليس بذاك الزمان فنجد أن الفوهة قد اتسعت بيننا وبين تاريخنا المجيد.
كل ماعلينا الآن أن نتخذ من الحاضر نقطة انطلاق نعرف كيف نتعامل معه ونتعلم من الماضي وكيف نواجه المستقبل باستغلال هذه اللحظات واستثمارها والاستفادة منها , وهذا يوجب علينا أن ننفتح على الواقع وأن نراه بوضوح ونبعد تلك الرؤية العمشاء المكبلة بمفاهيم بالية وأراء ناقدة جعلت الشخص يفقد ذاته وهويته وما أعظم هذا الخسران !
وأختم بقول المفكر : أ.د عبد الكريم البكار ( تحرير الوعي من الأوهام والمفاهيم الخاطئة يزيد في أهميته على تحرير الأسرى من سجون العدو، وعلى تحرير الديار من جيوش المستعمرين , لأن أسر الوعي يعني ارتهان ذات الأمة كلها لدى قوى غاشمة غير معروفة ولا مشاهدة. )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منال بهاء ,,
مستشارة نفسية وأسرية
مدربة معتمدة في تطوير الذات ومهارات التفكير ومحفزة إيجابية
email: manal.bahaa87@gmail.com
twitter:@manal_bahaa
تنبيه إداري
هذه الأخطاء تعيق اتمام العملية