• الطوابع والمواقع ..!


    ابراهيم الوافي


    بينما أفتّش في هذا الفضاء المرئي عن ردهةٍ ثقافية تأخذني من برد الجمود فيّ إلى دفء التخييل والتهويم ، ..كان شريط قناة الثقافية السعودية يمرّر خبرا عن جمعية هواة الطوابع في المملكة العربية السعودية ، لم ألتفت للخبر أو حتى يعنيني مضمونه حتى عبرني مهرولا لما يليه وتركتها مكتفيا منه بدهشتي وفضولي حين توقّفت طويلا عند هذه الجمعية .. يا الله لسنوات عدة ولقصورٍ كبيرٍ في اعتقدت دائما أن هواية جمع الطوابع هواية من لاهواية له شأنها شأن المراسلة في أواخر سبعينات وبدايات الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم عبر مجلات تصلنا مهرّبة في أحلامنا وبصور جميلات تلتهمها عيوننا الشبقة ، مثل (الكواكب )أو ( النهضة ) أو غيرها ..نتعارف بها ، وندّعي ما ليس نعرفه ولانتداوله فيها ، لكننا نحاول أن نتواصل مع الآخر عبر هواية يصدّرها لنا فندعيها له بالقدر الذي جعل البعض الآخر يتسولنا من خلالها..!
    المهم أنني حاولت النهوض من قصوري هذا ، واتجهت إلى العم جوجل للبحث عن أخبار هذه الجمعية والاستفادة من قدراتها وهمّتها في مقاومة هذا المد الالكتروني الذي تجاوز الطوابع والتوابع والزوابع وابن شهيد الأندلسي معا .. وكل ماهو ورقي أو يدوي غالبا عبر وسائل تقنية تتجدّد كل يوم ، والحقيقة أن فضولي لم يكن غير دهشةٍ كبيرة إذ اعتقدت أيضا ولقصورٍ آخر لاينتهي فيّ أن هذا الفضاء الالكتروني المتجدّد والناسخ لكل ما قبله بات كفيلا بإلغاء ادعاءاتنا وفضح المسكوت عنه فينا ، لكن الأمر جاء غير ذلك إذ هالتني بالفعل تلك الأنشطة التي أحيتها الجمعية في نادي الرياض الأدبي أو نشاطات أخرى وحضور مؤثر للجمعية عبر أخبار متفرقة قادني إليه محرّك البحث الالكتروني ، مما يعني أن هذه الهواية حيّة وثريّة ، ولا أعرف حياتها وثراءها ناتج لتأصيل بعض اهتماماتنا وموروثنا شأنها شأن جمعية الحمام الزاجل التي لاتزال أخبارها وفعالياتها تتصدر هذا الشريط الإخباري بين فترة وأخرى أم لأننا بصورة أو بأخرى أردنا لها الحياة والثراء .. تساءلت حينها ونحن في أيام مؤتمر المثقفين السعوديين الذي يختتم فعالياته اليوم الخميس بتوصيات وآمال وطموح لايحد ، لماذا لايطلق العنان للهوايات الخالدة والممارسات الثقافية الحية والراسخة لتكوين جمعيات على غرار هذه الجمعيات المناضلة في عصر التقنية والوسائط البريدية الالكترونية ..كأن تكون هناك جمعيات أخرى متفرقة للشعراء والساردين والنقاد والقاصين وغيرهم ، ولعلنا حينها نتحصّن بموروثنا جميعا عبر تكتلاتنا .. فكل تكتّل ثقافي فردي في أوله ، اتحاد جماعي في آخره
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام