دوري الثرثارون

يعتقد البعض أن كل من يظهر في الشاشات اصبح نجماً وأنه يستحق الظهور أمام الملايين من الناس , ونجهل كثيراً بأن الشاشه العربيه أصبح يطل فيها كل من (هب ودب ) ..

لمن يريد التعرف على الثرثارون في وقتنا الحاضر فقط عليه ان يتابع تلك البرامج التي تعتبر دخيلة على الرياضه وكرة القدم , حينها سيشاهد دوري للثرثارون وبطل الدوري هو من يتفوه بأسوأ الالفاظ ويكون صاحب الصوت الأكثر إزعاجاً في المجلس ..

أي برامج تلك التي تستضيف أشباه الإعلاميين وتسمح لهم بتبادل الالفاظ التي لانسمعها الا في الشوارع مبررة ذلك بأنه من باب حب للوطن والكارثه عندما يكون التبرير أنه نقد للرياضيون واللاعبون لتطويرهم .. ولماذا يتم صرف الأموال الطائله من أجل تلك البرامج المزعجه .. أي إعلامي تخلى عن مبادئ الاخلاق وظهر امام الملايين يقول لآخر (والله ماتجي قدمي اليسار في الرياضه ) أي مقدم برنامج يدّعي الحياد والمصداقيه ويسمح بظهور في برنامجه من يقول (تخسي وتعقب ) هل هذا الإعلام سيبني مجداً لوطنه ؟ من هم هؤلاء الاشخاص ولماذا تم إختيارهم للظهور أمام الجماهير ؟ كم هو مؤسف أن يصبح التفكير السائد لدى معدي البرامج أنه لن ينال البرنامج على رضا الجماهير الا اذا كانت فيه شتائم وأصوات مزعجه..

يعتقدون بأن التشويق والإثارة في كلمات مثل (إمعصي ) و (وأصلي أحسن من أصلك ) وان يقول إعلامي لآخر (إنت جاهل وطفل ) وأن يقوم لاعب سابق يهدد زميله في الحوار بأن (يقص راسه) ولم نعد ننتظر إلا تبادل اللكمات كما شاهدنا في بعض البرامج السياسيه .. نحن لانشاهد تلك البرامج لنرى مثل هذه الامور فهي على مدار الساعه موجوده بين بعض المراهقين أمامنا .. نحتاج إلى إعلام نتعلم منه ويطور عقولنا بدلاً من ان نطوره نحن .. ماهدف ذلك الإعلامي عندما يزخرف رد تصريح لاعب حالي على لاعب دولي سابق قبل بدء البطوله بأيام قليله .. هل هو فعلاً يريد المصداقية في النقل وأنه بريء من الضجه التي حدثت بسبب عرض هذا التصريح

كيف نريد رياضه وطنيه راقيه والإعلام الرياضي فيها تخلى عن أبسط أخلاقيات الحوار .. أصبحوا لايفرقوا بين سهراتهم الخاصه وإجتماعهم أمام الملايين من الناس ولو كان احدهم إحترم المشاهدين ماظهر في التلفاز وتفوّه بكلمات عامّيه لاتليق بالوسط الرياضي .. هل يعتقدون بأننا وصلنا إلى مرحلة الكمال الإحترافي ولم يعد هناك مايشغلنا غير اصواتهم ..

سئمنا من الثرثارون فهم سبب تشويه واجهة الرياضه في أي بلد .. نحن بحاجه إلى من يطهر الوسط الإعلامي ويغير فيه تغييراً جذرياً لأننا في وقت لانحتاج إلى تطوير الثرثره بقدر حاجتنا لتطوير الإحتراف والروح الوطنيه للرياضيون واللاعبون ..نريد عقوبات خاصه بالثرثارين تردعهم عن خوض مثل تلك النقاشات العقيمه .. نحتاج لإعادة ضبط لأخلاقيات بعض الإعلاميين لأنهم لم يفرقوا بين مفهوم النقد والشتم .. دائماً نشن حرباً على المدربين واللاعبين والمسؤولين وننسى الثرثارون فهم الأولى بهذه الحرب والنقد لأنهم يبدأون دوريهم الخاص قبل بدأ أي بطوله وقبل أي مباراه ولنا في خليجي 21 كثيراً من الأمثله ..

أين سيصل الثرثارون برياضتنا وهل سنضيع مزيد من الوقت في متابعتهم .. ونكون السبب الأول في إستمرار هذه الآفه أم أننا سنُحكم عقولنا وندرك أن مايفعله هؤلاء مجرد إستخفاف بالمشاهد, وأنهم يريدون الشهره من خلال أصواتهم المزعجه والتظاهر بأنهم نجوم عصرهم

ماذا سنستفيد عندما نرى الأمور الخاصه بينهم أمام الملايين وماهي الفائده عندما يصرح لآعب سابق ويقول (ماني حق شراب وحشيش ) وهل يعتقد ذلك الإعلامي بانه وصل هام السحب حينما يهدد لاعباً دوليا سابقا بطريقة القذافي بأنه سينشر كل فضائحه السابقه هل اصبحت الساحه الرياضيه ميداناً لتصفية الحسابات الشخصيه والمهاترات

لاأ عتقد بأننا بحاجة للتفكير طويلاً لنجيب على تلك التساؤلات فنحن في وقت اصبحت كرة القدم تُلعب بالتصاريح أكثر من أن تلعب بالأقدام, المؤسف في الامر أنهم يتشدقون بتاريخهم الإعلامي او الرياضي ونجد تصرفاتهم تخالف تاريخهم تماماً فإذا لم يتم ردع الثرثارون سنجد رياضتنا في المؤخره وسنندم كثيراً حينما نرى تطور الأمم ونحن بإعلامنا نعود للخلف

أتمنى بأن لاتصيب الثرثره القله من الاعلاميين المبدعين في الوطن العربي الذين يعملون ويحللون في إطار الرياضة وكرة القدم ولايحاولون إثارة الفتن ولايسمحون لضيوفهم (بقلة الأدب ) لأنهم يعلمون أن إحترام المشاهد وتطوير الرياضه لهما الاولويه دائماً

لآبد بأن نعي جميعاً بأننا بحاجة للعمل أكثر من الكلام
ولاننسى دائما ((خير الكلام ماقل ودل ))

خالد الشرعبي