• نصرالله يرحب بانتشار القوى الامنية اللبنانية في الضاحية الجنوبية


    AFP رحب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين بانتشار القوى الامنية اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ابرز معاقل الحزب الشيعي، وهي خطوة تشكل تطورا نادرا في منطقة ممسوكة بشكل كامل من الحزب، ولو انها لا تلغي مرجعيته الامنية فيها.
    وقال نصرالله في كلمة القاها عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه مساء "نرحب بهذه الخطوة، ونقدر عاليا هذا القرار الوطني الذي اتخذه المسؤولون في الدولة ونامل بان تتحمل الدولة ومسؤولو الدولة واجباتهم الوطنية والقانونية تجاه كل المناطق اللبنانية".
    ووجه "نداء الى جميع سكان الضاحية وجميع الوافدين اليها" لابداء "اقصى درجات التعاون والايجابية والاحترام والتقبل لاجراءات وتدابير وحواجز هذه القوى الامنية والعسكرية وتقديم كل المساعدة والدعم لها للقيام بمهامها".
    وبدأت قوة امنية مشتركة من الجيش والقوى الامنية اللبنانية انتشارها بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت، في خطوة تهدف الى استبدال ما بات يعرف في الاسابيع الاخيرة ب"الامن الذاتي" للحزب بتدابير امنية تنفذها القوى الشرعية.
    وترتدي هذه الخطوة اهمية رمزية، كون المرجعية الامنية، لا سيما في مناطق نفوذ حزب الله، تبقى للحزب القوي على الساحة اللبنانية والذي يمتلك ترسانة من الاسلحة تشكل محور جدل بينه وبين خصومه الذين يطالبون بوضع هذه الاسلحة في تصرف القوى الشرعية.
    وافاد مراسلون لوكالة فرانس برس ان عناصر من حزب الله انسحبوا من حواجز كانوا اقاموها منذ اسابيع للقيام بعمليات تفتيش وتدقيق في السيارات وهويات المارة عليها، ليتسلمها عناصر القوة الامنية. ويفترض ان تستكمل العملية في الساعات المقبلة لتشمل نحو خمسين حاجزا.
    وبدأت تدابير حزب الله اثر تفجيرين اوقع احدهما 27 قتيلا في 15 آب/اغسطس في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، والآخر قبله باسبوعين اكثر من خمسين جريحا في بئر العبد. الا ان تولي الحزب التدابير الامنية اثار انتقادات سياسيين واحزاب مناهضة له، وتسبب باشكالات عديدة بين عناصر الحواجز ومواطنين، لا سيما صحافيين، طالبوا بان يكون الامن محصورا بالدولة.
    وقال نصرالله في كلمته اليوم "في موضوع تفجير الرويس، توصلنا الى نتائج حاسمة (...) واصبح محددا لدينا بوضوح الجهة التي تقف وراء التفجير، من هي واين تقيم ومن استفاد، من هي الجهة المشغلة...".
    واشار الى ان بعض المشغلين "لبنانيون وبعضهم سوريون"، مضيفا "انها مجموعة تكفيرية تعمل في اطار المعارضة السورية وتنطلق من الاراضي السورية التي تتواجد فيها".
    وتابع "اعتقد ان الاجهزة الامنية الرسمية توصلت الى النتيجة نفسها".
    ويتولى 1100 عنصر امني تنفيذ خطة الضاحية، بحسب مسؤول امني.
    واكد وزير الداخلية مروان شربل الذي واكب عملية الانتشار وجود "تنسيق بين الدولة وكل الاطراف" في العملية.
    ورغم وجود بعض المراكز الامنية المحددة في الضاحية الجنوبية، فمن المعروف ان القوى الامنية لا يمكنها القيام باي مبادرة في المنطقة من دون غطاء من حزب الله. ويحتاج الصحافيون الى اذونات من الحزب لتغطية اي نشاط في الضاحية. ويقول المسؤولون في حزب الله ان هذه التدابير وقائية لاسباب امنية تتعلق بوضع حزب الله ك"مقاومة ضد اسرائيل" مسؤولوها وبنيتها مستهدفة باستمرار.
    وقال نصرالله الاثنين ان الضاحية الجنوبية "لا تزال في اطار الاستهداف (بتفجيرات محتملة) بحسب المعطيات الموجودة لدى الاجهزة الامنية".
    وقال "ان هذه القوى الامنية المشتركة" هي "جزء من الجهد الامني والعسكري الكبير لمنع اي اعتداء او تفجير يخطط له من يخطط"، موضحا ان حزب الله تولى التدابير الامنية "نتيجة فراغ قائم" وفي انتظار ان تجهز الدولة، ومعتبرا ان وقائع اليوم "تكذب الادعاءات حول الامن الذاتي".
    وبحسب مدير مكتب "كارنيغي" للابحاث في الشرق الاوسط بول سالم، فان خطوة انتشار القوى الامنية في الضاحية "ايجابية"، لكن "الاكيد ان حزب الله سيحتفظ بالسيطرة الاساسية عندما يريد".
    واوضح ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "النظام اللبناني مبني على المبدأ التوافقي. وللاسف هذا الامر ينسحب على الموضوع الامني".
    واضاف ان "الحزب يتخذ القرارات المتعلقة بالامور الامنية الكبرى في البلد، من دون ان يشاور. له علاقات وشبكات عسكرية وامنية خاصة به (...)، وهو لاعب استراتيجي مستقل ويتحرك بغض النظر عن ارادة الدولة او الرأي العام اللبناني".
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام