• طالبان تدخل كابول وأمريكا تجلي الدبلوماسيين من سفارتها


    A G قال مسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية إن مقاتلي حركة طالبان دخلوا العاصمة كابول يوم الأحد في الوقت الذي تجلي فيه الولايات المتحدة الدبلوماسيين من سفارتها باستخدام طائرات هليكوبتر.

    وقال المسؤول الكبير إن طالبان تتقدم "من جميع الجهات" لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

    ولم ترد تقارير عن قتال. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان إن الحركة تجري محادثات مع الحكومة من أجل تسليم كابول سلميا.

    ويأتي دخول العاصمة بعد نجاحات خاطفة حققتها الحركة التي أطاحت بها الولايات المتحدة من الحكم بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001. وأصاب انهيار دفاعات الحكومة الأفغانية الدبلوماسيين بالدهشة وقدرت المخابرات الأمريكية أن العاصمة الأفغانية يمكنها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل.

    وجاء في بيان الحركة أن "مقاتلي طالبان في وضع الاستعداد على جميع مداخل كابول لحين الاتفاق على انتقال السلطة سلميا وبشكل مرض".

    وتحدث مكتب القصر الرئاسي الأفغاني على تويتر عن سماع دوي إطلاق نار في عدد من النقاط بالعاصمة لكنه قال إن قوات الأمن تسيطر على المدينة بالتنسيق مع شركاء دوليين.

    ولم يصدر الرئيس أشرف غني تعليقا على الوضع حتى الآن. وذكر متحدث باسم القصر الرئاسي أن الرئيس يجري محادثات عاجلة مع مبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي.

    وقال سكان إن العديد من شوارع كابول يعج بالسيارات وإن الناس يحاولون إما العودة إلى منازلهم سريعا أو الوصول إلى المطار.

    وقال أحد السكان عبر الهاتف "البعض ترك المفاتيح في السيارة وبدأ يسير على قدميه إلى المطار". وأضاف "الجميع يعودون إلى منازلهم خوفا من القتال".

    وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أنه يتم نقل الدبلوماسيين من السفارة في منطقة وزير أكبر خان المحصنة إلى المطار. وأُرسل المزيد من القوات الأمريكية للمساعدة في الإجلاء بعد نجاحات طالبان الخاطفة التي جعلتها على أعتاب كابول في غضون أيام.

    وقال مسؤول أمريكي إن الأعضاء "الرئيسيين" في الفريق الأمريكي يباشرون عملهم من مطار كابول. وذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.

    وفي وقت سابق يوم الأحد، سيطرت طالبان على مدينة جلال اباد الشرقية مما منحها السيطرة على أحد الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان. وسيطر مقاتلو الحركة أيضا على معبر تورخم الحدودي القريب مع باكستان ليصبح بذلك مطار كابول هو السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان ولا يزال في قبضة الحكومة.

    وتأتي السيطرة على جلال اباد بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف الشمالية في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت دون مقاومة تذكر.

    وقال مسؤول أفغاني في جلال اباد "لا توجد اشتباكات حاليا في جلال اباد لأن الحاكم استسلم لطالبان...فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين".

    وأظهر مقطع مصور وزعته طالبان أناسا يهللون ويكبرون مع دخول شاحنات المدينة وعلى متنها مقاتلون يرفعون الأسلحة الآلية ورايات الحركة الإسلامية.

    ومع سحب القوات التي تقودها الولايات المتحدة معظم قواتها المتبقية الشهر الماضي، تسارعت حملة طالبان في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.

    وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة "منظمة وآمنة". وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.

    وقال مسؤولون محليون إن قوات طالبان دخلت مزار الشريف يوم السبت دون مقاومة تذكر مع فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا إلى الشمال.

    وفي مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي لم يجر التحقق من صحته، ظهرت مركبات تابعة للجيش الأفغاني ورجال بالزي العسكري يحتشدون على الجسر الحديدي الرابط بين بلدة حيرتان الأفغانية وأوزبكستان.

    وفر أيضا اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دوستم.

    وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي إن السيطرة على إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، انتقلت لطالبان نتيجة "مؤامرة".

    * قبول شعبي

    قالت طالبان في بيان في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني كما طمأنت الأفغان والأجانب على حد سواء بأنهم سيكونون في أمان.

    وذكرت الحركة في البيان أنها "تؤكد مرة أخرى لجميع مواطنيها أنها ستعمل كعادتها على حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم وتهيئة بيئة سلمية وآمنة لأمتها الحبيبة".

    وأضافت أن الدبلوماسيين وموظفي الإغاثة لن يواجهوا أي مشكلات.

    وتدفق الأفغان على كابول التي بدت معزولة على نحو متزايد فرارا من أقاليمهم وخوفا من عودة الحكم الإسلامي المتشدد.

    وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، شوهد لاجئون من أقاليم تسيطر عليها طالبان ينزلون متعلقاتهم من سيارات أجرة وأسر واقفة أمام بوابات السفارات في حين اكتظ وسط المدينة بأناس يرغبون في شراء الإمدادات لتخزينها.

    وقال أحد السكان إن مئات الناس قضوا ليلتهم في خيام أو في العراء بكابول وعلى جوانب الطرق وفي أماكن انتظار السيارات.

    وتابع قائلا "تستطيع أن ترى الخوف في وجوههم".

    وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته أبلغت مسؤولي طالبان خلال محادثات في قطر بأن أي تحرك يضع الأمريكيين في خطر "سيواجه برد عسكري أمريكي سريع وقوي".

    ويواجه بايدن انتقادات متزايدة في الداخل مع سيطرة طالبان على المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى بوتيرة أسرع مما كان متوقعا لكنه دافع عن خطة الانسحاب التي بدأها سلفه دونالد ترامب لإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية بأفغانستان بحلول 31 أغسطس آب.

    وقال بايدن يوم السبت "الوجود الأمريكي بلا نهاية وسط صراع أهلي ببلد آخر غير مقبول عندي".

    وقالت قطر، التي تستضيف محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان لم تسفر عن نتيجة حتى الآن، إنها حثت الحركة على وقف إطلاق النار. ولم يبد غني أي مؤشر على الاستجابة لمطلب طالبان بتقديم استقالته كشرط لوقف إطلاق النار.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام