• رفض نيابي لاستضافة المترجمين الأفغان في الكويت


    A G عبَر نواب في مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) عن رفضهم لاستضافة بلادهم المترجمين الأفغان الذين عملوا لحساب الجيش الأمريكي، والذين بدأت عملية نقلهم إلى أمريكا في مستهل عملية لإجلاء آلاف المترجمين وعوائلهم خشيةً من انتقام محتمل من حركة طالبان منهم جراء مساعدتهم للقوات الأمريكية، بالتزامن مع استكمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

    وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا قبل أيام ”استعداد الجيش الأمريكي لإيواء ما يصل إلى 35 ألف مترجم أفغاني وأفراد عائلاتهم في قاعدتين أمريكيتين في الكويت وقطر، لحمايتهم من انتقام محتمل من مقاتلي طالبان الذين يحققون تقدمًا في جميع أنحاء أفغانستان“، وفق صحيفة ”وول ستريت جورنال“.

    وذكر المسؤولون ”أن الخطط جارية لبناء مساكن مؤقتة ومرافق أخرى في معسكر السيلية في قطر، ومعسكر بورينج في الكويت لإيواء المترجمين“، في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من الكويت بهذا الشأن.

    ويوجد في الكويت بضع قواعد عسكرية أمريكية، منها معسكر (عريفجان) الواقع في الصحراء، ويتواجد فيه آلاف الجنود الأمريكان، ويضم قاعدة لمشاة الفرقة الثالثة، إضافة إلى وجود عدة معسكرات أخرى منها: معسكر الدوحة غرب العاصمة الكويتية، وقاعدتا أحمد الجابر وعلي السالم الجويتان.

    وبرر نواب كويتيون رفضهم بعدة اعتبارات منها ”الأمن القومي والاستراتيجي والتركيبة السكانية في البلد الخليجي الذي يؤكد مسؤوليه على الدوام العمل على تعديل الخلل في التركيبة السكانية“.

    وقال النائب أحمد مطيع العازمي، وهو أحد الرافضين لهذه الاستضافة التي لم يتم البت فيها رسمياً من قبل السلطات الكويتية حتى الآن، ”نرفض رفضاً قاطعاً أي خطوة لاستضافة الكويت المتعاونين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي“.

    وأضاف العازمي ”الكويت غير قادرة على احتضان هؤلاء المطلوبين لجهات أخرى وبهذه الأعداد الكبيرة“، لافتاً إلى أن استضافة هؤلاء المترجمين هو ”تهديد صريح للأمن القومي والاستراتيجي“، ومطالباً رئيس الوزراء برفض هذا الطلب.
    وبدوره، حذَر النائب بدر الحميدي من موافقة الحكومة على استضافة هؤلاء المترجمين، قائلاً ”تداولت وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي إن الولايات المتحدة تضغط لتسكين عدد كبير من الأشخاص بعد انسحابهم من أفغانستان للعمل في الكويت .. إن صحّت هذه المعلومة فهذا سيشكل خلل في التركيبة السكانية و لذلك نحذر الحكومة من اتخاذ مثل هذه القرارات !“.

    وكان النائب مرزوق الخليفة قد تقدَم بسؤال لوزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، بهذا الشأن طالب فيه توضيح حقيقة هذا الأمر الذي تداولته صحف أمريكية، وعدد المترجمين الذين سيدخلون الكويت في حال تمت المفاوضات والموافقة والجهة المسؤولة عن مصروفهم.

    وكذلك أعلنت نخب كويتية وحركات رفض هذا التوجه الأمريكي، حيث أصدرت الحركة التقدمية بيانا رفضت من خلاله نقل هؤلاء المترجمين إلى الكويت لعدة اعتبارات منها ”الخشية من تكريس حالة من الارتهان والتبعية للولايات المتحدة الأميركية، والتخوّف من تحويل الكويت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف الحرب الأهلية الأفغانية“.

    ويوم الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصول أول دفعة من الأفغان الذين عملوا لحساب الجيش الأميركي لمدة عقدين من الزمن في رحلة جوية إلى الولايات المتحدة.

    وعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس، مؤتمراً صحفياً مع نظيره الكويتي خلال زيارة الأول إلى البلد الخليجي والتي التقى خلالها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، إضافة إلى عدد من المسؤولين.

    واندلعت الحرب الأفغانية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف عندما بدأت الولايات المتحدة هجمات على أفغانستان بعد أسابيع من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 التي شنها تنظيم القاعدة من معقله في أفغانستان.

    واتهمت واشنطن طالبان بإيواء القاعدة وزعيمها آنذاك أسامة بن لادن وأطاحت هي وحلفاؤها بطالبان من السلطة.

    وفي شباط/ فبراير 2020، أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب اتفاقاً مع حركة طالبان، ونص الاتفاق بأن تنسحب القوات الأجنبية من البلاد بحلول الأول من مايو/ أيار 2021 مقابل توقف طالبان عن مهاجمة القوات الأجنبية وقواعدها.

    لكن الرئيس الأمريكي بايدن أعلن شهر نيسان/ إبريل الماضي بعد مراجعة الوضع أن القوات ستبقى في أفغانستان لأشهر أخرى على أن تنسحب بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.

    وقبل أسابيع أعلن الرئيس الأمريكي أن 31 أغسطس/آب سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان لإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام