A G قدمت روسيا لشركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لتمديد مهلة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر، وطلبت التصويت على النص الجمعة، وفق مصادر أممية ودبلوماسية.
وتم تقديم الاقتراح الروسي بعدما قدّمت إيرلندا والنروج رسميا اقتراحا يدعو إلى تمديد المهلة لمدة عام، ما يمهّد كذلك الطريق أمام إجراء تصويت يوم الجمعة.
وهذه هي المرّة الأولى التي تطرح فيها روسيا تمديدا لإيصال المساعدات إلى روسيا عبر الحدود، علما بأن موسكو كانت تدفع باتّجاه وقف عبور المساعدات عبر حدود غير خاضعة لسيطرة دمشق، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكا لسيادة النظام السوري.
وفي الأسابيع الأخيرة شدّدت الولايات المتحدة على أن تمديد التفويض الأممي يشكّل بالنسبة للإدارة الأميركية اختبارا لإمكان تعزيز التعاون بين واشنطن وموسكو بعد القمة الأخيرة التي عقدت في جنيف بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
وكان الرئيس الأميركي طالب بتمديد مهلة إيصال المساعدات إلى سوريا عبر منفذ باب الهوى (شمال غرب) الحدودي مع تركيا، والتي تنتهي السبت. ويسمح هذا المنفذ بالوصول إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص في منطقة إدلب (شمال غرب)، آخر معقل للمعارضة في دمشق.
ومن واشنطن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس أن الولايات المتحدة تدعو إلى تمديد لمدة عام.
وصرّح برايس للصحافيين "كنا بغاية الوضوح بشأن اعتبار الإبقاء على إيصال المساعدات عبر الحدود ضرورة إنسانية، لأن حياة الملايين على المحك".
وتابع "تلقينا أصداء بغاية الوضوح من وكالات أممية ومنظمات غير حكومية من حول العالم (بأن التمديد) 12 شهرا أمر أساسي لعملها" من أجل توفير مساعدة يمكن الاعتماد عليها و"إدارة عملية الإمداد الطويلة الأمد".
- "خط أحمر" -
ويتطرّق النص الروسي الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس إلى "احتمال تمديد" لاحق للآلية بناء على تقرير يفترض ان يقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى "دعم لإيصال المساعدات" عبر دمشق، وإلى "مساعدة لسوريا لتخطي جائحة كوفيد-19".
في المقابل ينص المقترح الإيرلندي والنروجي على تمديد مهلة إيصال المساعدات عبر منفذ باب الهوى لمدة عام، وهو ما تطالب به الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدة.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته إن "التجديد لمدة 12 شهرا على الأقل، هو خط أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والعديد من الأعضاء الآخرين"، في إشارة إلى أن هذه المدة هي الحد الأدنى المقبول، علما بأن هذه الدول الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن وتتمتع بحق النقض.
من الناحية التقنية، يتعيّن على المجلس التصويت أولا على النص الغربي الجمعة قبل طرح المشروع الروسي للتصويت. وحصل سيناريو مماثل في نهاية العام 2019 وقد استخدمت روسيا، على غرار الصين، حق النقض ضد النص الغربي ولاحقا فرضتا رأييهما على المجلس.
وحتى يوم التصويت، ما زال ممكنا إجراء مفاوضات بين أعضاء المجلس للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن نص واحد.
ومنذ بدء الصراع في سوريا، استخدمت روسيا حق النقض 16 مرة والصين 10 مرات في جلسات على صلة بالملف السوري.
