• الإثيوبيون يصوتون في انتخابات والمعارضة تدعي حدوث مخالفات


    A G قالت برتكان مديقسا رئيسة لجنة الانتخابات في إثيوبيا إن شكاوى المعارضة من حدوث مخالفات في منطقتين تهدد بتشويه صورة انتخابات الاثنين التي وصفتها الحكومة بأنها أول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد بعد قمع استمر عشرات السنين.

    وقالت إن عدة أحزاب معارضة شكت من تعرض ممثليها للضرب ومصادرة شاراتهم في إقليمين.

    وقال زعيم المعارضة برهانو نيجا إن حزبه "المواطنون الإثيوبيون من أجل العدالة الاجتماعية" قدم 207 شكاوى. وأضاف أن مسؤولين محليين وميليشيات منعوا المراقبين من دخول لجان انتخاب كثيرة في إقليم أمهرة وفي إقليم الأمم الجنوبي.

    وقالت برتكان "سيعرض هذا مصداقية الانتخابات ونتيجتها للخطر... على المسؤولين المحليين وأفراد إنفاذ القانون اتخاذ إجراءات تصحيحية على الفور".

    لكن عملية التصويت جرت بسلام في معظم المناطق بما في ذلك العاصمة على الرغم من تأخر مراكز اقتراع كثيرة في فتح أبوابها. ومددت لجنة الانتخابات التصويت في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاث ساعات نظرا لوجود طوابير طويلة أمام مراكز اقتراع كثيرة رغم انتهاء موعد التصويت.

    وقال رئيس الوزراء أبي أحمد إن الانتخابات العامة والإقليمية دليل على التزامه بالديمقراطية.

    وأضاف للصحفيين بعد الإدلاء بصوته "أتعشم أن تصبح أفضل انتخابات في التاريخ".

    لكن أعمال عنف عرقية وأخطاء طباعية أجلت الانتخابات في خُمس الدوائر الانتخابية بما يتضمن كل الدوائر في إقليم تيجراي، حيث يقاتل الجيش الإثيوبي الحزب الذي كان حاكما في هذا الإقليم الشمالي وهو جبهة تحرير شعب تيجراي، منذ نوفمبر تشرين الثاني.

    وفي أوروميا، أكبر أقاليم إثيوبيا تعدادا، تقاطع أحزاب المعارضة الرئيسية التصويت متهمة قوات الأمن الإقليمية بترهيبها. ولم يرد مسؤولون على اتصالات طلبا للتعقيب.

    وقاد رئيس الوزراء البالغ من العمر 45 عاما إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة منذ تعيينه من قبل الائتلاف الحاكم في عام 2018.***** ويشغل الائتلاف الحاكم وحلفاؤه حاليا 547 مقعدا في البرلمان .

    ‬‬‬‬‬لكن بعض نشطاء حقوق الإنسان يقولون إن المكاسب تبددت كما يتعرض أبي لضغوط دولية متزايدة بسبب تقارير عن حدوث انتهاكات في الحرب في تيجراي. وتقول الأمم المتحدة إن 350 ألف شخص يواجهون مجاعة وهو أمر ينفيه أبي.

    وقال لصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية بعد التصويت "لا يوجد جوع في تيجراي".

    وأضاف أن الحكومة ستحاسب أي شخص يرتكب انتهاكات في تيجراي. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت يوم الاثنين إن من المتوقع إعلان نتائج التحقيق المشترك الذي تجريه الأمم المتحدة واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان المعينة من قبل الدولة في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل "جميع أطراف النزاع" في تيجراي في أغسطس آب.

    وتعد إثيوبيا قوة دبلوماسية كبيرة في منطقة القرن الأفريقي المضطربة حيث تساهم بقوات لحفظ السلام بالصومال والسودان وجنوب السودان.

    * عدد قياسي من المرشحين

    يصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في الانتخابات الحالية إلى أكثر من 37 مليون فرد من بين عدد السكان البالغ 109 ملايين نسمة. ويتنافس في الانتخابات 46 حزبا معظمها أحزاب صغيرة تقوم على أسس عرقية وأكثر من تسعة آلاف مرشح وهو رقم قياسي، وذلك حسبما ذكرت لجنة الانتخابات.

    ويعد حزب الرخاء، المؤسس حديثا برئاسة أبي، هو الأوفر حظا.

    كما يعد برهانو نيجا المرشح البارز الآخر الذي يخوض الانتخابات بعيدا عن الأحزاب التي تقوم على أسس عرقية. لكن حزبه واجه صعوبات لجذب الناخبين خارج المدن.

    وستصوت معظم الدوائر الانتخابية التي تأجلت فيها الانتخابات في سبتمبر أيلول رغم أنه لم يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات في تيجراي حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو 350 ألف شخص يواجهون المجاعة.

    وأدى العنف العرقي في مناطق أخرى أيضا إلى سقوط آلاف القتلى منذ تولي أبي السلطة.

    * الديمقراطية والاقتصاد

    تشمل إصلاحات أبي إنهاء حظر الأحزاب السياسية والتجمعات ووسائل الإعلام والإفراج عن السجناء السياسيين.

    لكن فيسيها تكلي من منظمة العفو الدولية قال إن الحكومة ما زالت تسحق المعارضة باستخدام قانون معدل لمكافحة الإرهاب وتشريع جديد لخطاب الكراهية.

    وأضاف "الحكومة تستخدم هذه القوانين لاعتقال الأشخاص وإبقائهم في السجن لفترة طويلة".

    ولم ترد بيلين سيوم المتحدثة باسم أبي بعد على طلب للتعليق لكنها قالت سابقا لرويترز "لا توجد بيئة مثالية لكن لا يمكن القول إن ديمقراطية ناشئة مثل إثيوبيا تتراجع".

    ويشعر الناخبون أيضا بقلق بشأن الاقتصاد.

    ووعد أبي بجذب استثمارات أجنبية والتعجيل بتوفير الكهرباء من خلال ملء سد عملاق للطاقة الكهرومائية تبلغ تكاليفه أربعة مليارات دولار على النيل الأزرق مما أثار توتر مع مصر والسودان، اللذين يخشيان من انقطاع إمدادات مياه النيل التي يعتمدان عليها.

    لكن التضخم السنوي يبلغ نحو 20 في المئة ومن المتوقع أن يبلغ النمو اثنين في المئة فقط هذا العام بعد أن تجاوز عشرة في المئة قبل جائحة كوفيد-19 وصراع تيجراي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام