• نهاية حزينة لشهر رمضان في القدس


    A G عجت شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة بالأطفال الذين ارتدوا ملابس جديدة وحمل كثرٌ منهم بالونات ملونة احتفالا بعيد الفطر الذي جاء بعد أسابيع شابها التوتر وأثقلت على صدور ذويهم.

    وتجمعت حشود مع بزوغ شمس اول ايام العيد في باحات المسجد الأقصى لأداء صلاة عيد الفطر الذي يلي صيام شهر رمضان ويستمر لثلاثة أيام.

    وتستعد الأسر الفلسطينية للعيد بالتسوّق وشراء الملابس والحلويات والهدايا وخاصة تلك التي للأطفال إذ تتكدس المحال بالألعاب البلاستيكية الملونة جاذبة عيون الأطفال خلال مروهم في الأزقة الحجرية في البلدة القديمة.

    وفي باب العامود أحد المداخل الرئيسية للبلدة القديمة والذي شهد منذ الأول من رمضان صدامات عنيفة بين شبان فلسطينيين وعناصر الشرطة احتجاجا على منع التجمع، علت حزمتان كبيرتان من بالونات الهيليوم الملونة وقد حركتها نسائم الربيع.

    ويمكن مشاهدة بالونات تجسد رسوما متحركة مثل ميكي ماوس وسبايدرمان تتمايل في الهواء الطلق.

    وتفسد هذا المشهد رائحة المياه الآسنة التي استخدمتها الشرطة الإسرائيلية قبل ثلاثة أيام لتفريق المحتجين بعد عطلة نهاية أسبوع من الصدامات في أنحاء متفرقة من القدس الشرقية المحتلة.

    وأصيب في تلك الصدامات التي تركزت على مدار عدة أيام في باحات المسجد الأقصى، نحو 900 فلسطيني و32 من رجال الشرطة.

    لاحقا، انتقلت الأحداث إلى قطاع غزة الذي تديره حركة حماس الإسلامية والضفة الغربية المحتلة بالإضافة إلى المدن الإسرائيلية التي شهدت صدامات غير مسبوقة بين السكان اليهود والعرب.

    وخلّف التصعيد حتى عصر الخميس على الأقل 83 قتيلا في قطاع غزة وسبعة في الجانب الإسرائيلي بالإضافة إلى مئات الإصابات في مواقع مختلفة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

    الخميس الماضي، سمع وبشكل متتابع دوي صواريخ في القدس قبل أن يعود الهدوء إلى الشوارع، الذي بدا كأنه هدوء ما قبل العاصفة.

    يتساءل الستيني جبار وهو يشير إلى حشود الفلسطينيين عند باب العامود وقد أحيطوا بمراقبة عناصر الشرطة الإسرائيلية المدججة بالسلاح، "هل ترين أية مشاكل هنا الآن؟ لا".

    لكنه حذر من أنها "قد تندلع مرة أخرى وفي أي لحظة".

    - "القدس لنا أيضا" -

    وصلت فيفكا من قرية العيساوية شمال شرق القدس الشرقية المحتلة وتقول "كل شيء سيعود إلى طبيعته إن شاءالله".

    وقالت "يجب أن يتوقف العنف، لكن كل شيء يحصل هنا من أجل المستوطنين فقط".

    وترى أن "القدس لنا أيضا" منددة بالمستوطنين الإسرائيليين الذين انتقلوا إلى شرق المدينة منذ احتلالها في العام 1967.

    ويعيش في القدس الشرقية حوالى 220 ألف مستوطن وأكثر من 300 ألف فلسطيني.

    وضمت إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة لاحقا في خطوة لم يعترف بها القانون الدولي.

    ترتاد هبة (26 عاما) وسجود (21 عاما) المسجد الأقصى منذ الجمعة وهو اليوم الذي شهد صدامات عنيفة أججها التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين.

    تقول سجود التي تدرس السكرتاريا "بقينا في الأقصى في الصباح والمساء".

    وتضيف "لا نريد أي مشاكل (مع الشرطة) لكن المسجد ملكنا وعلينا الدفاع عنه".

    وأدى نحو مئة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، واستمتع الأطفال بحركات بهلوانية لأحد المهرجين، بينما علّق عدد من الكبار الذين أموا المسجد صورا لقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأعلاما لها في محيط المسجد، بينها واحدة لرئيس المكتب السياسي في حماس اسماعيل هنية كتبت عليها عبارة "كفى لعبا بالنار. القدس خط أحمر".

    وفي طريق "الواد" داخل البلدة القديمة، ارتدى بعض المارة قمصانا رسم عليها العلم الفلسطيني الذي رسم أيضا على وجوه بعضهم.

    كذلك، ارتدى كثيرون الكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأسود.

    تقول هبة "نشعر بالحزن الشديد في العيد اليوم بسبب الوضع والعنف (...) لا يمكننا أن نكون سعداء ونحن نرى ما يحدث في غزة وأماكن أخرى".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام