• قتيلان و27 مصابا في احتجاجات تطالب بالعودة للحكم المدني في تشاد


    A G قُتل شخصان على الأقل وأصيب 27 في تشاد بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني، ما دفع فرنسا حليفة البلاد الأبرز لإدانة حملة القمع.

    وتصاعدت حدة التوتر في تشاد منذ مقتل الرئيس إدريس ديبي على جبهة القتال أثناء تفقده القوات التي تحارب المتمردين في 19 أبريل نيسان.

    وتولى مجلس عسكري بقيادة ابنه محمد السلطة لكن المجلس يواجه صعوبة في كسب تأييد شعب ضاق ذرعا بانفراد ديبي بالسلطة على مدى 30 عاما.

    واعتبر بعض السياسيين المعارضين تولي الجيش للسلطة انقلابا وطلبوا من أنصارهم تنظيم احتجاجات، على الرغم من أن الجيش عيّن سياسيا مدنيا هو ألبرت باهيمي باداك رئيسا لحكومة انتقالية يوم الاثنين.

    وفي تحد لحظر فرضه الجيش خلال فترة الحداد الوطني على ديبي، خرج متظاهرون إلى شوارع العاصمة نجامينا ومراكز حضرية أخرى للمطالبة بالانتقال إلى حكم مدني.

    وأكد مسؤول في مجال الصحة بالعاصمة نجامينا طالبا عدم ذكر اسمه وفاة محتج في العشرينيات ونقل 27 مصابا آخرين إلى المستشفيات. ولم يعرف سبب وفاة الشاب.

    كما أبلغ شهود بوفاة محتج آخر في موندو ثاني أكبر مدن البلاد.

    ورأى مراسلو رويترز في نجامينا تفريق قوات الأمن لمئات المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع، في حين أشار مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي إلى استخدام قوات الأمن للذخيرة الحية في بعض المناطق، لكن لم يتسن لرويترز التحقق من ذلك من مصدر مستقل.

    وأحرق المحتجون إطارات في عدة أحياء بالعاصمة في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء.

    وقال متحدث باسم المجلس العسكري الحاكم إن قوات الأمن كانت تحاول السيطرة على المحتجين والحد في الوقت نفسه من الأضرار المادية.

    وأدانت فرنسا، التي لها قوات عسكرية في تشاد ولطالما كانت داعما لديبي الذي اعتبرته حليفا هاما في الكفاح ضد المتطرفين الإسلاميين في منطقة الساحل الأفريقي، استخدام القوة ضد المتظاهرين.

    وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس إنه "يدين بشدة قمع المظاهرات وأحداث العنف التي وقعت صباح اليوم في نجامينا".

    وفي تغير لموقفه بعد أن أعلن في السابق دعمه للمجلس العسكري وحلفائه المدنيين، دعا ماكرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتولي زمام الأمور في تشاد، التي كانت مستعمرة فرنسية في السابق، إلى حين إجراء الانتخابات خلال 18 شهرا.

    وقال ماكرون "أدعم عملية انتقال سلمية وديمقراطية وشاملة للسلطة. لا أؤيد خطة للاستخلاف، وفرنسا لن تدعم أبدا أولئك الذين ينتهجون هذا المشروع"، في إشارة واضحة إلى دور ديبي الابن.

    وسبق وأن قال المجلس، الذي يرأسه محمد إدريس ديبي، ابن الرئيس الراحل والذي أُعلن رئيسا للبلاد، إنه سيشرف على مرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا لحين إجراء انتخابات.

    وعاد الهدوء إلى شوارع العاصمة ، وشوهدت شاحنات تقل جنودا تجوب الشوارع في محيط وسط العاصمة.

    ويواجه المجلس العسكري ضغوطا عالمية لتسليم السلطة إلى مدنيين في أقرب وقت. وعبّر الاتحاد الأفريقي عن "قلقه البالغ" إزاء تولي الجيش السلطة، في حين تسعى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وبعض البلدان المجاورة لتشاد إلى التوصل لحل مدني-عسكري.

    وفي بيان صدر صباح الثلاثاء، قال كينجابي أوجوزيمي دي تابول المتحدث باسم جبهة التغيير والوفاق في تشاد إن الحركة المتمردة "تتعرض للهجوم من جميع الجهات"، وتتخذ الآن موقفا دفاعيا.

    ورفض المجلس العسكري عرضا من المتمردين لإجراء محادثات سلام يوم الأحد، وأطلق عليهم وصف "الخارجين عن القانون" من أجل تعقبهم واعتقالهم لدورهم في مقتل ديبي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام