• وليم شكبير.. ما الذى نعرفه عن معتقده الدينى؟


    A G تمر اليوم ذكرى رحيل وليم شكسبير الذى توفى فى 23 أبريل من عام 1616، وقد تحدثت كتب كثيرة عن شكسبير وحياته، ولكن ماذا عن "تدينه"؟ ونعتمد فى ذلك على كتاب "من هو ويليام شكسبير؟.. حياته وأعماله" لـ ديمبنا كالاهان، ترجمة محمد حامد درويش، مراجعة مصطفى محمد فؤاد.

    يقول الكتاب .. تزخَر مسرحيات شكسبير بعبارات كاثوليكية، مثل "يسوع- ماريا" وما شابه، كانت لا تزال منتشرة فى اللغة التى كان يسمعها يوميًّا، ومع ذلك، فى المسرحية التى اشترك فى تأليفها مع جون فليتشر "نرى الثامن" كانت حركة الإصلاح أبرز الأشياء المحذوفة، وفى الواقع لم تحتوِ المسرحية على أى تعبيرٍ عن الانقسام الدينى، الذى يبدو أن الموضوع كان يقتضى ذكره، وبدلًا من ذلك، اشتُهرت هذه المسرحية لأنه فى أثناء عرْضها على مسرح "ذا جلوب"، أُطلقت قذيفة مِدفَعٍ أدَّت إلى اشتعال النار فى السقف المصنوع من القَش، ممَّا أدَّى إلى تدمير المسرح بالكامل.

    فيما يتعلق بأُسرة شكسبير، فإن سياق الاضطهاد الكاثوليكى، المُمثَّل فى وثيقةٍ أساسية فى الأَثَر الورقى، لا يُشير إلَّا إلى والد شكسبير، ومع ذلك يظلُّ كون هذا دليلًا على اتِّباعه للمذهب الكاثوليكى مَوضِع نقاش؛ فربما يكون قد أُلقِى القبض على جون شكسبير فى خلال محاولة اضطهاد إيرل ليستر لأفراد عائلة أردين الكاثوليك، مما أدَّى إلى انسحابه من الحكومة المدنية وحتى من الحياة فى أبريشيته.24 وفى عام ١٧٥٧، فى أثناء إعادة تسقيف منزلٍ ينتمى لأحد أحفاد أخت شكسبير فى ستراتفورد، عُثر على وثيقة (رغم ضياعها الآن مرةً أخرى)، قيل إنها كانت "اعتراف جون شكسبير الروحي".

    اعتَمدَت الوثيقة على صيغةٍ وَضعَها فى فترة انتشار الطاعون الكاردينال الإيطالى كارلو بوروميو، رئيس أساقفة ميلانو. وحتى مُؤخَّرًا، اعتقَد النقاد أن هذه الوثيقة قد أُحضرت إلى إنجلترا على يد إدموند كامبيون وروبرت بارسونز، إلَّا أنَّ التحقيقات الدقيقة التى قام بها روبرت بيرمان أَثبتَت على نحوٍ حاسم أن هذا ليس ممكنًا. يقول بيرمان أيضًا إن هذا كان أحد أعمال التزوير التى حَدثَت فى القرن الثامن عشر.

    ثَمَّةَ دليلٌ آخَر مُثير للاهتمام أكثر بشأن القضايا الدينية ظهر فى هجوم جون سبيد على شكسبير فى أثناء حياته، والذى يربط بين شكسبير والقسِّ اليسوعى روبرت بارسونز: "إن هذا الكاثوليكى وشاعره، مُستمرِئان للأكاذيب؛ الأول برغبته الدائمة، والآخر بتزييفه الدائم للحقائق."

    يَتمحوَر غضب سبيد من شكسبير حول اعتراضه على تصوير شكسبير للسير جون أولدكاسيل، الذى كان فى حياته بروتستانتيًّا مُتزمِّتًا ومن ثم كان قريبًا من قلب سبيد، لكنه تَحوَّل على يدِ الكاتب المسرحى هذا إلى رجلٍ سمين مَدعاة للسخرية فى الجزء الأول من مسرحية "هنرى الرابع". وأقلُّ ما يُقال عن هذا إنه اتهامٌ مُثير للاهتمام، وكتب أحد المعاصرين يقول إنَّ له قدْرًا من الأهمية. من ناحيةٍ أخرى، تحمل كلمة "كاثوليكي" بالتأكيد معنى الازدراء، ونظرًا لأنها تُعبِّر عن كلِّ ما يُبغِضه سبيد، ويكرهه ويَسُبه، فهى بالنسبة له أيضًا أسوأ كلمةٍ يُمكن أن يُطلِقها على أى شخص.

    ظَهرَ المزيد من الأدلة على اتباع شكسبير للمذهب الكاثوليكى من الكاهن المدمن للكحول ريتشارد دافيس، من كلية كوربوس كريستي، فى أكسفورد، الذى كتب، فى مُذكِّراته بعد نصف قرنٍ من وفاة الشاعر: "لقد مات كاثوليكيًّا" لكن لا أحد يعلم بالضبط إن كان هذا صحيحًا أم لا؟
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام