• رئيس لبنان يدعو لتشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط لتنفيذ إصلاحات اقتصادية


    وكالات دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري إثر أسابيع من الاحتجاجات على مستوى البلاد على النخبة السياسية الطائفية التي يتهمها المتظاهرون بإساءة إدارة اقتصاد البلاد.

    واستقال الحريري على وقع موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات. وقد تمهد تصريحات عون الطريق للتوصل لحل وسط بشأن تشكيل حكومة جديدة مطلوبة لتنفيذ إصلاحات عاجلة لإبعاد لبنان عن حافة هاوية اقتصادية عميقة.

    وقال عون في خطاب بثه التلفزيون "يجب أن يتم اختيار الوزراء والوزيرات وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق الولاءات السياسية أو استرضاء للزعامات؛ فلبنان على مفترق خطير خصوصا من الناحية الاقتصادية وهو بأمس الحاجة إلى حكومة منسجمة قادرة على الإنتاج لا تعرقلها الصراعات السياسية والمناكفات ومدعومة من شعبها".

    وقال مسؤول بارز مطلع إن الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم خبراء قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.

    كما دعا عون في خطابه إلى إنهاء النظام السياسي الطائفي وتأسيس حكم مدني وهو مطلب أساسي للمحتجين الذين طالبوا أيضا بأن يحل تكنوقراط محل القيادات التي يتهمونها بالفساد.

    وقالت الكتلة البرلمانية لجماعة حزب الله اللبنانية إن استقالة الحريري مضيعة لمزيد من الوقت اللازم للإصلاحات التي تعتبر على نطاق واسع ضرورية لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية.

    وقالت الكتلة النيابية لحزب الله في بيان بثه التلفزيون "هذه الاستقالة سوف تسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات". واتهمت كتلة الوفاء للمقاومة الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية لنشر الفوضى.

    ودعت فرنسا، التي تدعم الحريري، إلى سرعة تشكيل حكومة جديدة بمقدورها تنفيذ إصلاحات ملحة.

    وقالت كتلة حزب الله النيابية في البيان **"‬‬تدعو الكتلة حاكمية المصرف المركزي** ‬‬إلى اتخاذ كل التدابير والإجراءات الآيلة إلى ضمان عدم تفلت الوضع النقدي في البلاد وخصوصا إبان هذه المرحلة الدقيقة والصعبة".

    وقالت جمعية مصارف لبنان إن البنوك أعادت فتح أبوابها يوم الجمعة لتوفير الحاجات "الملحة" مثل الرواتب لكنها ناشدت العملاء أن يضعوا في اعتبارهم "مصلحة البلد" وسط مخاوف من أن يسارع الكثيرون بسحب ودائعهم أو تحويلها للخارج.

    وقال بيان صادر عن الجمعية إنها تأمل بأن "يتفهم العملاء الوضع القائم وأن يتجاوبوا إيجابيا لخدمة مصالحهم ومصالح البلد في هذه المرحلة الاستثنائية".

    وقبل استقالة الحريري، أعلنت الحكومة سلسلة من الخطط الإصلاحية لكن دون خطوات ملموسة ولم تنجح في تهدئة المحتجين أو طمأنة المقرضين بما يكفي لحملهم على صرف مساعدات تبلغ 11 مليار دولار تقريبا لبنان في أمس الحاجة إليها كانوا قد تعهدوا بها في مؤتمر في باريس العام الماضي.

    وانحسرت المظاهرات الحاشدة التي اندلعت قبل أسبوعين احتجاجا على النخبة الحاكمة بعد استقالة الحريري، لكن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع مرة أخرى مساء يومي الأربعاء والخميس وطالب كثيرون منهم باستقالة مزيد من المسؤولين.

    وارتفعت سندات لبنان الدولارية للمرة الأولى في عشر جلسات يوم الخميس مع نشر قوات الجيش وأفراد شرطة مكافحة الشغب لإعادة فتح طرق أغلقها محتجون واستعداد البنوك لاستئناف العمليات واستقبال العملاء.

    وصعد إصدار استحقاق 2021 بمقدار 0.8 سنت، وهو أكبر ارتفاع في ستة أسابيع، إلى 68.5 سنت في الدولار، بينما ارتفعت سندات استحقاق 2037 بمقدار 0.6 سنت إلى 54.9 سنت في الدولار، حسبما أظهرت بيانات تريدويب.

    وتعرضت السندات لضغوط بيع هائلة في الأيام القليلة الماضية بسبب الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة منذ أسبوعين والتي أدت إلى إغلاق البنوك وتأجيج مخاوف إزاء قدرة الحكومة على الوفاء بالتزامات الديون.

    وطلب الرئيس من الحكومة رسميا الاستمرار في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وفقا لنظام الحكم في لبنان.

    وفي محاولة لاستعادة مظاهر الحياة الطبيعية أزال الجنود مكبات قمامة وسيارات وخياما كانت تغلق طريقا سريعا يربط العاصمة بشمال لبنان.

    وقالت قيادة الجيش اللبناني إن حق التظاهر السلمي مكفول بموجب القانون لكنها قالت إنه ينطبق على "الساحات العامة فقط". وأطلق الجنود الغاز المسيل للدموع بعد اشتباك مع محتجين كانوا يسدون طريق في منطقة عكار الليلة الماضية.

    ودعا وزير التعليم المدارس والجامعات لفتح أبوابها لكن شهودا قالوا إن أغلب المدارس ظلت مغلقة يوم الخميس في العاصمة كما في أجزاء من شمال البلاد وجنوبه.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام