• فرار جماعي لأقارب بعض مقاتلي داعش من مخيم


    وكالات قالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا إن نساء ينتمين لتنظيم داعش فررن بأعداد كبيرة مع أطفالهن من مخيم كن محتجزات فيه بشمال سوريا يوم الأحد بعد قصف في اليوم الخامس لهجوم تركي على المنطقة.

    واتسع نطاق الهجوم التركي في شمال سوريا عبر الحدود حيث استهدف بلدة سلوك التي قصفها حلفاء تركيا من المعارضة السورية المسلحة. وصدرت روايات متضاربة عما انتهى إليه القتال.

    وتواجه تركيا تهديدات من الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف التوغل بينما نددت جامعة الدول العربية بالعملية العسكرية وقالت ألمانيا وفرنسا، حليفتا أنقرة في حلف شمال الأطلسي، إنهما أوقفتا صادرات السلاح لتركيا.

    وبدأت تركيا هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها جماعة إرهابية موالية لمسلحين أكراد على أراضيها، بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض قواته التي تدعم المسلحين الأكراد في قتال تنظيم داعش من المنطقة الحدودية.

    وهدف أنقرة المعلن من العملية هو إقامة ”منطقة آمنة“ داخل سوريا لإعادة توطين الكثيرين من بين 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية وتستضيفهم تركيا على أراضيها. وهدد الرئيس التركي بإرسال اللاجئين إلى أوروبا ما لم يدعم الاتحاد الأوروبي العملية التركية.

    لكن العملية العسكرية أثارت قلقا دوليا بشأن النزوح الجماعي للمدنيين واحتمال فرار أسرى تنظيم داعش من سجون تديرها السلطات بقيادة الأكراد.

    وقالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا في بيان إن 785 أجنبيا من منتسبي التنظيم المتشدد فروا من مخيم عين عيسى.

    ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر في المخيم قولها إن نحو مئة شخص فروا.

    وفي إشارة على ما يبدو لمقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا، قالت السلطات التي يقودها الأكراد إن ”مرتزقة“ هاجموا مخيما به ”العناصر الداعشية“ التي قامت ”بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب للفرار“.

    وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معظم الأراضي السورية الشمالية التي كانت يوما جزءا من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في البلاد. وتحتجز القوات آلافا من مقاتلي التنظيم في السجن وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم في مخيمات.

    وذكر مروان قامشلو المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية أنه لا يوجد عدد كاف من الحراس في المخيم الذي يقع إلى الشمال من الرقة وعلى بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.

    وأردف قائلا ”الحراسة ضعيفة جدا الآن“، مضيفا أنه يوجد حاليا ما يتراوح بين 60 و70 فقط من أفراد الأمن في المخيم مقارنة بمستويات الحراسة العادية التي كانت لا تقل عن 700 فرد في المخيم الذي يضم 12 ألف شخص.

    وعلى الخطوط الأمامية للقتال، دخلت قوات تركية ومقاتلو معارضة سوريون بلدة سلوك التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود مع تركيا حسبما قال المرصد السوري يوم الأحد.

    وذكرت وكالة الأناضول التركية المملوكة للدولة أن مقاتلي المعارضة سيطروا بالكامل على سلوك. لكن قامشلو قال إن قوات سوريا الديمقراطية تصدت للهجوم وما زالت تبسط سيطرتها.

    وتقع سلوك إلى الجنوب الشرقي من مدينة تل أبيض الحدودية التي قصفتها مدافع الهاوتزر التركية بعد ظهر اليوم الأحد حسبما قال شاهد في مدينة أقجة قلعة التركية المجاورة.

    وفي مدينة جيلان بينار التركية على الجانب الآخر من الحدود ترددت أصوات نيران الأسلحة الآلية في أنحاء مختلفة من مدينة رأس العين التي تبعد نحو 120 كيلومترا إلى الشرق من تل أبيض كما واصلت المدفعية التركية استهداف المنطقة.

    وتقدم فصيل الجيش الوطني، المؤلف من معارضين سوريين تدعمهم تركيا، في رأس العين يوم السبت لكن تضاربت الأنباء بخصوص من دانت له السيطرة بحلول يوم الأحد.

    وقال المرصد السوري إن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتمثل وحدات حماية الشعب العنصر الرئيسي فيها استعادت السيطرة شبه الكاملة على رأس العين بعد هجوم مضاد.

    ونفى متحدث باسم فصيل الجيش الوطني الأمر قائلا إن قواته ما زالت في المواقع التي سيطرت عليها يوم السبت.

    قالت الأمم المتحدة اليوم الأحد إن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا من مناطق ريفية في محيط تل أبيض ورأس العين نتيجة للقتال.

    وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أن تقديراته هو ووكالات إغاثة أخرى تشير إلى أن ما يصل إلى 400 ألف مدني في منطقة الصراع تلك ربما يحتاجون إلى المساعدة والحماية في الفترة المقبلة.

    وفي أحدث انتقاد يوجه للعملية العسكرية، عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن ”قلق بالغ“ من الهجوم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال إنه قد يؤدي لتدهور الوضع الإنساني ويقوض التقدم الذي تحقق في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وحث على إنهاء العملية.

    وقالت وزارة الدفاع التركية يوم الأحد إنها ”حيدت“ 480 من مسلحي وحدات حماية الشعب منذ بدء العملية وهو تعبير يستخدم عادة للإشارة لقتلهم. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن 76 من مسلحيها قتلوا.

    وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك أسفرت عن مقتل 104 من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية و76 من مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا و52 مدنيا.

    وذكرت وسائل إعلام تركية ومسؤولون أن 18 مدنيا قتلوا في تركيا في قصف عبر الحدود.

    وحثت قوات سوريا الديمقراطية التحالف بقيادة الولايات المتحدة يوم السبت على إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التركية وقالت إن مسلحيها ”يُستشهدون من قبل الطيران التركي أمام أعين الحلفاء“.

    وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في مدينة القامشلي يوم الجمعة.

    ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت عن قراره سحب قوات من منطقة الحدود السورية وأبلغ نشطاء مسيحيين محافظين بأن الولايات المتحدة ينبغي أن تعطي الأولوية لحماية حدودها.

    وقال ترامب في كلمة ألقاها بولاية واشنطن ”ليتولوا أمر حدودهم.. لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك طوال الخمسين عاما القادمة لحراسة الحدود بين تركيا وسوريا بينما لا نستطيع حراسة حدودنا“.

    واتهمت قوات سوريا الديمقراطية مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا بقتل سياسية كردية في كمين على طريق يوم السبت لكن القوات المدعومة من تركيا سارعت بالنفي قائلة إنها لم تتقدم إلى هذا الطريق.

    وقال المرصد السوري إن الجماعات المدعومة من تركيا قتلت تسعة مدنيين على الطريق من بينهم هفرين خلف التي كانت تتولى منصب الأمين العام لحزب مستقبل سوريا، وهو حزب علماني.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام