• جماعة_الضرار (جماعة الإخوان)


    بقلم : يوسف علاونه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بنى المنافقون مسجدا كبيرا بدعوى بعد المكان عن المسجد النبوي حيث كانت أحياء المدينة فيها مساجد لكل قوم بعيدين عن المسجد لكن جماعة مسجد الضرار كان هدفهم أن يكون مسجدهم موازيا للمسجد النبوي في دروسه وأدواره!.

    كان يجتمع في مسجد الضرار قادة المنافقين ليتولوا أمور المسجد وكان ومعهم خلق كثير يصلون معهم ظنا منهم بأنه كبقية المساجد ولا سيما وأن زعماء الضرار جميلو المظهر حسنو الحديث "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم"!.

    لكنهم في الحقيقة كما في بقية الآية الكريمة: "كأنهم خُشبٌ مسنَّدة يحسبون كل صيحةٍ عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون".

    وحينما نتأمل في جماعة #الإخوان_المسلمين فإنها أصبحت عند الأمة وأمام قضاياها مثل جماعة #مسجد_الضرار فقد أضرت بالإسلام والمسلمين وسيطرت على التفكير الجمعي بأفكارها الثورية التي تبدو في صورة نهضوية إسلامية، لكننا لو تأملنا الواقع فإن نهضة الأمة قد بدأت قبل هذه الجماعة، ونظرة سريعة لما فعلته النظم العربية قبلةهيمنة الجماعة على المشهد الذي تظلل بشعاراتها وواقع الدول العربية كلا على حدة يبين دون شك حالة نهوض ممتازة، يمكن أن يكون هناك ما عليها من السوء لكنها تمثل اليوم كأمنيات وذكريات طيبة للمصريين والعراقيين والمغاربة وأهل جزيرة العرب وسواهم عن حقب البدايات، إذ حاول كل بلد ورغم قلة الموارد، وبؤس تركة (الجاثومين) العثماني والاستعمار الأوروبي أن ينهض ويتلمس طريقه، وشهدنا ما بدأ البناء عليه استنادا أيضا لمفاهيم إسلامية تصحيحية لدين تم تشويهه بشركيات صوفية كانت عبثت بالدين طوال أربعة قرون، وعاد الناس إلى الفطرة بعد أن تنبهوا لخطأ طريقتهم في الممارسات الدينية بسبب الجهل الذي أطبق عليهم خلال حقب الظلام العثماني، وبدأوا بعون الله يرون تدريجيا ما وصل إليه العالم حول الأمة من حضارة مادية وعلمية، وشعروا بمدى النوم الطويل الذي غطوا فيه ظلما وقسرا.

    ولما بدأت الأمة باللحاق بالحضارة الإنسانية، والتي هي في الأصل البانية لقواعدها، كان لزاما على المتقدمين حضاريا ومدنيا ممن يتحسبون من نهوض أمة الإسلام ويجتهدون لكبح جماحها، أن يتحركوا، ذلك بأنهم يوقنون بقدرة أمتنا على استعادة زمام الأمور بل وزمام القيادة العالمية خلال وقت قصير، فعلى مر الحقب التالية لرسالة الإسلام صار معلوما أن العرب إذا نهضوا كان نهوضهم سريعا وصاعقا فهم سبق وسيطروا على العالم القديم في أقل من خمس عشرة سنة، وتمكنوا من نشر دعوتهم ورفع المظالم عن الأمم المسحوقة وأقاموا العدل حيثما وصل سلطانهم، ودون إلزام للآخرين على دخول الدين، وإنما إلزامهم بالعدل في الرعية، فتم وضع عقبات تؤخر نهوض هذا العملاق الذي بدأ يتثاءب ليصحو!.

    وحينما نتأمل في تاريخ #جماعة_الضرار سنجد أنها قامت في فترة التحرر من الاستعمار والجاثوم العثماني، وهو ما يدعو لفتح ملف طويل مما صار معلوما من شبهة جماعة الإخوان أقله عقد تفاهمات مع الأجنبي (العالمي) كثمن تدفعه من أجل تحقيق هدفها بالوصول إلى السلطة على أنقاض دول يحولها مبدأ (الخروج) إلى خرائب مدمرة!.

    وإذا أحسنا الظن بجماعة الإخوان المسلمين - لأننا ننظر إلى مظهر أفرادها - فإننا سنتعب كثيرا.. فالمسلم لا يحب الظلم لأي كان لا سيما إذا كان محترما وذا علم، ولكن لكي نعرف ما الصواب والقييم العادل فعلينا النظر للجماعة كحالة عامة، وليس إلى مكونها الفردي على ما بين الناس من تفاوت واجتهاد وملكات خاصة، فكما قلنا عن مسجد الضرار فإن معظم من كانوا فيه كانوا من المسلمين حسنو النية، بعيدا عن غرضية من بناه وتولى إمامته وتوجيه أفكاره.

    كذلك هي جماعة الإخوان، فإن لديها أفرادا يصنفون كعلماء في تخصصات شتى وإن كان غلب عليها التخصص الشرعي فكرا ومظهرا، غير أن (الجماعة) باتت موازية لبقية الأمة دولا وشعوبا وأطيافا، لذلك فإن خطورتها تتمثل بشق الصف، حيث صار كل ما هو إسلامي غير إسلامي إذا لم ينتمِ إليها، وهذا لو تنبه له العقلاء من علماء الدين لتم الإفتاء فورا بغلق #جماعة_الضرار وهدم #مسجد_الضرار الذي أقامته فورا!.

    إن على المسلمين، والعرب أولهم، أن يتأملوا في هذا، ويحاولوا النبش في موروث الفتن عبر (الخروج) والنهي الصريح في المفهوم الشرعي وفي المزاج القومي عن وجود الأحزاب والجماعات كونها تشق الأمة، وتجعلها في حال انشغال عن البناء والنهوض فتبقى تحت رحمة أعدائها ومنافسيها في كل المجالات علمية كانت أو اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، لأنها تغرق في جدل عقيم حول الخطأ والصواب في كل شيء، ما يغل يد صاحب القرار (ولي الأمر) عن التفرغ اللازم للبناء وتحقيق المصلحة العليا والواجبة للأمة.

    كما أن المتأمل في #جماعة_الضرار سيرى أنه كلما خرجت منها جماعة أو فئة لعنت أختَها وتبرأت منها، فقد واظبت الجماعة على حال أسفر عن الانشقاق تطرفا باللجوء إلى السلاح وممارسة العنف الانقلابي، مع بقاء حال من التخادم بحثا عن المصلحة الضيقة، ودون غياب خطاب تحريضي احتجاجي ملهم لشتى أنواع الجدال الضار، شحن الأجيال بالخطب والدروس والمحاضرات الفكرية وفق منطق التأليب، وساق الشباب إلى زاوية لا ترى غير أن ضعف الأمة ناجم عن استكانة الحكومات للغرب، وأن الحكام هم سبب البلاء، كأن هذه جماعة الإخوان لم تنشأ في ظل الاستعمار الانجليزي لمصر، وأن الاعتراف بها كحزب سياسي تم بفضل الانجليز!.

    الغريب أن توجيه تهم الخيانة وعمالة الحكام يُخصُّ بها الدول العربية فقط دون غيرها، على الرغم من وجود دول إسلامية أكثر وأكبر حجما لا يتم توجيه الخيانات لحكوماتها!.. ومع أن بعض هذه الدول يحكمها حكام غير مسلمين، فيما البقية علمانية الحكم والمنهج، فكان هذا السلوك مدعاة للتأمل أيضاً في أهداف #جماعة_الضرار حيث شحنت العقول وبثت الحماسة (الجهادية) في شباب الأمة ثم إذا ترجم هؤلاء الشباب حماستهم إلى أفعال تخالف الشريعة والقوانين كانت الجماعة أول من ينتقدها ويشجبها، مع أنها المحرض عليها!.

    لقد أصيب الشباب المتحمس بخيبة أمل، فتبرأوا من الجماعة الأم واجتهدوا في صناعة جماعات تفعل وتترجم شحن #جماعة_الضرار وأصبح لتلك الجماعات المسلحة منظِّرون غير منظري #جماعة_الضرار وصاروا يلعنون بعضهم كما قلنا، إلا أنهم أيضا وبالمحصلة يجنون على أمتهم باعتبار ألا خاطم لهم.

    إن اختطاف القيادة الجهادية، ومسؤولية حماية مقدرات الأمة وكينونتها ودينها من الحكام، كان أكبر مصيبة واجهت نهوض هذه الأمة، ومهما قصر الحكام فإن الاعتراض له أبوابه، والدروس قد وعاها الحكام مما يسمى الربيع العربي، فأي حاكم سيستبد مستقبلا سيخجل من أن نهاية مخجلة تنتظره، ومن لم يعِ الدروس لن تحترمه الحياة ونواميسها.

    وقد رأينا كيف استفادت بعض الدول البعيدة من تلك الأحداث وأدركت حاجة الناس إلى محاربة الفساد، بينما الدول التي ركبت #جماعة_الضرار ثورات شبابها قامت بتحويل تلك الدول إلى محور شر تآمري على بقية الدول العربية المستقرة والناهضة، فأفسدوا الثورات وخربوا تلك الدول.

    لقد انخدع الناس ب #جماعة_الضرار لأنهم تلبسوا بالدين كحال أهل مسجد الضرار، ولبسوا على الناس، والناس عادة تميل إلى حب المتدينين، ولكن بعد أن رأوهم أبعد الناس عن الإسلام وإقرارهم للعلمانية ولقوانين لم يسعَ حتى العلمانيون لإقرارها في بلاد المسلمين، فشرعتها #جماعة_الضرار عبر برلماناتها رغم سيطرتها عليه، فسارعوا إلى مناقشة قانون سب الذات الإلهية في تونس، ومناقشة هل الخمر حلال أو حرام، وسكتوا عن إقرار وشرعنة المثلية الجنسية في تركيا، مع أن ذلك لم يكن موجودا قبلهم عندما كان الحكم بيد العلمانيين أنفسهم!. لعل هذا مدعاة إلى القول اختصارا لمسألة #جماعة_الضرار بأنها جماعة (مثلية) لا تعرف جنسها، يحتار الطب في تمييزها، ولا يعرف القضاء الحكم في أمرها هل يورِّث ذكرا أم أنثى، فلا يكون غير الحكم على الحالة بأنها (خنثى مشكل)، تطال إشكالاته الجميع حتى يتحدد جنسه أو يموت، باعتبار الموت حل وحيد للحالات المستعصية. إنها دعوة مخلصة لكل المنتمين لجماعة الإخوان #جماعة_الضرار بالخروج عنها ومغادرتها والعمل على خدمة دينهم بعيدا عنها فهذا هو السبيل الوحيد كي تسلم الأمة.
    *يوسف علاونه*
    twitter: @Yusefalwa
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام