• المعارضة التركية تطالب بمنحها تفويضا مع استمرار إعادة إحصاء الأصوات باسطنبول


    وكالات حث مرشح المعارضة الرئيسي في الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول التركية اللجنة العليا للانتخابات يوم الأربعاء على تأكيد فوزه بمنصب رئيس بلدية المدينة، بعدما قررت اللجنة إعادة إحصاء الأصوات في ثماني دوائر من أصل 39 دائرة بالمدينة.

    وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم الأحد فوز حزب الشعب الجمهوري المعارض بفارق ضئيل في أكبر مدينتين تركيتين وهما اسطنبول وأنقرة، في انتكاسة مفاجئة لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان.

    وإذا تأكدت هذه النتائج خلال الأيام المقبلة، فسيسيطر حزب الشعب الجمهوري على ميزانيتي اسطنبول، العاصمة التجارية للبلاد، والعاصمة أنقرة واللتين تقدران إجمالا بنحو 32.6 مليار ليرة (5.79 مليار دولار) لعام 2019.

    وعلى الأرجح فقد يخسر أردوغان، الذي شارك بقوة في الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات، بعض الإشراف على العقود المحلية في المدينتين، وهو ما قد يعقد جهوده لانتشال الاقتصاد التركي من الركود.

    وطعن حزب العدالة والتنمية على النتائج في جميع أنحاء اسطنبول وأنقرة قائلا إن النتائج تأثرت لوجود أصوات باطلة ومخالفات تصويتية.

    وفي اسطنبول، قال كل من أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس البلدية ومنافسه رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية يوم الاثنين إن إمام أوغلو متقدم بحوالي 25 ألف صوت، وهو هامش ضئيل نسبيا في مدينة يبلغ تعداد سكانها 15 مليون نسمة.

    وقال سعدي غوفن رئيس اللجنة العليا للانتخابات يوم الأربعاء إن اللجنة قررت إعادة إحصاء الأصوات التي جرى اعتبارها باطلة في ثماني دوائر باسطنبول، ومن بينها بعض معاقل حزب العدالة والتنمية.

    ودعا إمام أوغلو اللجنة إلى ”القيام بعملها“ وإعلانه رئيسا لبلدية اسطنبول واتهم حزب العدالة والتنمية بعدم احترام ارادة سكان المدينة.

    وقال للصحفيين ”نريد العدالة. نطالب بتفويضنا من اللجنة العليا للانتخابات، التي أعلنت الأرقام، بصفتي رئيس بلدية منتخبا لهذه المدينة... العالم يراقبنا، العالم يراقب انتخابات هذه المدينة“.

    وأضاف ”ثلاثة أو أربعة أشخاص يتصرفون مثل الأطفال الذين أُخذت ألعابهم منهم يجب ألا يضروا بسمعة هذا البلد من خلال معاركهم الداخلية“.

    وقال علي إحسان ياووز نائب رئيس حزب العدالة والتنمية إن حزبه لا يفعل شيئا غير قانوني، مضيفا أن فارق الأصوات بين إمام أوغلو ويلدريم انخفض إلى أقل من 20 ألف صوت.

    وقال ياووز للصحفيين ”نعتقد بأن الحقيقة ستظهر الليلة وسنقبل جميعنا بالنتائج. سيتعين على كل من أكرم إمام أوغلو وحزب العدالة والتنمية قبول النتيجة“.
    * السيطرة على الأموال المحلية

    ذكرت صحف مؤيدة للحكومة يوم الأربعاء أن الانتخابات المحلية شهدت مؤامرة على تركيا، وربطت صحيفة ستار بين الانتخابات ومحاولة الانقلاب العسكري عام 2016 والاحتجاجات على مستوى البلاد في عام 2013.

    ووصف إبراهيم قراغول رئيس تحرير صحيفة يني شفق إلى إعادة التصويت ووصف الانتخابات بأنها ”انقلاب عبر الانتخابات“. وأضاف، دون ذكر دليل، أن مؤيدي رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة متورطون في ذلك. وتتهم أنقرة كولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عام 2016.

    وقبل الانتخابات، شكل حزب الشعب الجمهوري تحالفا انتخابيا مع الحزب الصالح لمنافسة حزب العدالة والتنمية وشريكه حزب الحركة القومية اليميني.

    وفي أنقرة، حصل منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري على 50.9 بالمئة من الأصوات متغلبا على منافسه من حزب العدالة والتنمية الوزير السابق محمد أوزهسكي بفارق أربع نقاط مئوية.

    وخلال نحو مئة تجمع انتخابي، وصف أردوغان تحالف المعارضة بأنه داعم للإرهاب ومرتبط بشبكة كولن والمقاتلين الأكراد.

    واستند نجاح أردوغان السياسي إلى سنوات من النمو الاقتصادي المذهل في تركيا، لكن الركود الذي تسبب في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وانهيار الليرة أثر على شعبية الرئيس.

    وفاز التحالف الحاكم بأغلبية الأصوات على مستوى البلاد بنسبة تقارب 52 في المئة من مجموع الأصوات، لكن خسارة أنقرة واسطنبول، وهي المدينة التي بدأ فيها حياته السياسية، قد تتسبب في تراجع كبير لهيمنته.

    وقال وولفانجو بيكولي، الرئيس المشارك لشركة تنيو المتخصصة في استشارات المخاطر السياسية ”يمكنك من خلال التحكم في البلدية إبقاء قاعدة دعمك في حالة رضى لأن ذلك هو المستوى الذي يمكنه أن تقدم لها الكثير“.

    وزادت حالة عدم اليقين الناتجة عن الانتخابات المحلية من تقلبات الليرة التي تراجعت قيمتها بشدة قبل أسبوعين في انعكاس لتراجع الثقة بين كل من الأتراك والمستثمرين الدوليين.

    وكانت الليرة مستقرة يوم الأربعاء لكنهت تراجعت بنسبة اثنين بالمئة يوم الثلاثاء بعد توتر العلاقات مع واشنطن في أعقاب قرار الولايات المتحدة وقف تسليم معدات خاصة بطائرات إف-35 المقاتلة إلى تركيا.

    ومما يزيد من مخاوف المستثمرين بشأن العلاقات الدبلوماسية المتوترة والعقوبات الأمريكية المحتملة بشأن طائرات إف-35 والدفاع الصاروخي، حثت وزارة الخارجية الأمريكية أنقرة على احترام ”نتائج الانتخابات الشرعية“.
    وردت أنقرة بالتحذير من التدخل الأجنبي.

    وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية على تويتر ”نحث جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومات الأجنبية، على احترام العملية القانونية والامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تفسر على أنها تدخل في شؤون تركيا الداخلية“.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام