• الأتراك سرقوا قصة قيامة أرطغرل من إرث الدولة السعودية


    بقلم : يوسف علاونة قبل المضي قدما بعرض السرقة ننبه إلى اعتزازنا كعرب بالبطل التاريخي السلجوقي أرطغرل تماما كما نعتز بصلاح الدين والظاهر بيبرس والسلاطين قطز وقلاوون وغيرهم وهو اعتزاز يماثل اعتزازنا وفخرنا بأبطالنا العرب وقبل كل هؤلاء معلموهم العظام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، الذين زكاهم ورباهم وأدبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    والمبتدأ أن لمسلسل قامة أرطغرل هدف سياسي واضح كونه موجه للمسلمين عامة وللعرب تحديدا في ظل طموحات معلنة وتمارسها الدولة التركية تجاه العالم العربي.

    وقد صرفت على المسلسل مبالغ ضخمة وهذا مقبول لكن أنظر إلى قلة أدب المؤلف كيف قام باستنساخ قصة الامام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى وألصقها لارطغرل!

    نعم إنها سرقة على عينك يا تاجر، فالمراجع العربية والتركية لا يوجد فيها هذه التفاصيل عن سيرة هذا القائد العسكري السلجوقي (التركي) أبدا، علما أن السلاجقة كانت سلطنة أجازها واقتطعها الخليفة العباسي وظلت تقر بسيادته الاسمية.

    ‫(التركي) أبدا، علما أن السلاجقة سلطنة أجازها واقتطعها الخليفة العباسي وظلت تقر بسيادته الاسمية.‬

    ومن هذه السرقة (مثلا) أن هناك شيخ دين يريد إنشاء دولة تحكم بشرع الله تحارب الشرك والكفر فيلتقي هذا الشيخ بأمير ويتفقان على أن تقوم هذه الدولة الإسلامية الناشئة على الجهاد والدعوة!.

    ومن السرقة في المسلسل أن هذا الأمير يقوم بقتل عمه إيقافا للفتنة وقطعا لدابر الثارات، وهذا ماوقع لمحمد بن سعود بالضبط وليس للبطل أرطغرل!.

    ومن السرقة العيانية البيانية أحداث محاصرة أرطغرل من الاعداء في قلعة حلب، ففي تفاصيلها نشهد نفس محاصرة الدرعية لدرجة أن الأميرة تتدخل وتنقذ أرطغرل من الحصار، وهذا بالضبط ما حدث في محاصرة العيينة وإنقاذ الأمير محمد بن سعود من قبل الأميرة جوهرة بنت محمد!.

    أما السرقة الأخرى فاستلهمت سيرة دهام بن دواس حاكم الرياض الذي عادى الدعوة السلفية، وكان تولى الحكم انقلابا على أبناء أخته الذين كانوا قصرا بعد أن قتل أبوهم في ظروف غامضة، ثم انقلب عليم واستأثر بالحكم منهم نحو سبع وعشرين سنة كان خلالها من ألد أعداء الدولة السعودية.. عادها بالحرب والمال والمراسلات والتأليب، هذه السيرة لهذه الشخصية نجدها في قيامة أرطغرل مع قائد فرسان الهيكل الذي استولي على الحكم من بنات أخته وعادي أرطغرل!.

    ما هذا!؟

    هل اختلطت الأوراق على معد السيناريو فنقص تاريخه ولم يجد في نفسه العنصري ما يسعفه فلجأ للسرقة من الإرث المحفوظ والمدون للآخرين!؟.

    إن قصة اتحاد العلم والقوة في انشاء الدولة السعودية يندر أن يكون منها نسخ متكررة في أي من مراحل وتجارب (الصحوات) الإسلامية بعد الوهن الذي أصاب دولة بني العباس وصولا إلى الكارثة العثمانية التي حلت بالعالم الإسلام خلال معظم عهد بني عثمان وخصوصا نصفه الأخير، وهو عهد اشتهر بمعاداته للدولة السعودية دون أن نتوقع أن يكون ورثتهم من شاهري علمانية الدولة سيمارسون السرقة على إرث هذه الدولة السعودية!.

    إن الأتراك يخطؤون إذا ظنوا أن الواقع الحاضر يتيح لهم الفرصة لتشويه تاريخنا المجيد والقفز عليه فليس أشد بؤسا وخيبة ممن يحاول أن يزور ويدلس على التاريخ.

    أما ذروة الغباء في (قيامة أرطغرل) فهو المشاهد التي يجير فيها أرطغرل رجلا لجأ إليه والمعروف إن الاجارة من عادات العرب، ولا اظن أن الأتراك يفهمون شيئا اسمه الاجارة!.

    أما جلال الدين الرومي الصوفي القبوري فقد جعلوا دعوته كدعوة الشيخ ابن عبدالوهاب الموحد السلفي، وليلى أخت أمير حلب هي التي أخرجت أرطغرل من قلعة حلب، كما فعلت جوهرة بنت معمر عندما أخرجت محمد بن سعود من قلعة العيينة!.

    هنا لا نقول غير هزلت!

    وهنا ننبه شبابنا إلى تاريخهم العربي المجيد، فما لدينا من الأبطال والقصص والسّير يعز على غيرنا من الأمم.. بل على جميع الأمم.

    *يوسف علاونه*
    twitter: @asd11asd2
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام