• مواجهات في الهند إثر دخول امرأتين للمرة الأولى معبدا هندوسيا


    المصور: -

    A G اندلعت مواجهات في جنوب الهند بين الشرطة ومتظاهرين هندوس متشددين كانوا يحتجون على دخول امرأتين أحد أكثر المعابد الهندوسية قدسية للمرة الأولى منذ قرار أصدرته المحكمة العليا يلغي حظرا عمره عقود.
    وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بعد اندلاع احتجاجات ومواجهات بين مجموعات متعارضة في ولاية كيرالا جنوب الهند، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.
    وأصيب عناصر عدة من الشرطة في هذه المواجهات.
    وكانت المحكمة العليا أبطلت في 28 أيلول/سبتمبر الماضي حظرا مفروضا منذ عقود على دخول النساء اللواتي تجاوزن سن البلوغ معبد ساباريمالا الرابض على تلة نائية في الهند.
    وفي الأسابيع الماضية، ووجهت جهود متكررة لنساء حاولن دخول المعبد بعد القرار، بالقمع من جانب متشددين هندوس ما دفع بالشرطة إلى مواكبة النساء.
    إلا أن امرأتين تمكنتا في عملية مباغتة من دخول المعبد قبيل فجر الأربعاء وسط حماية الشرطة قبل أن تغادرا المكان بسرية تامة.
    وأظهرت تسجيلات مصورة المرأتين ترتديان ثوبين أسودين وتهرعان للدخول برأس منحن إلى المعبد.
    وقالت إحداهما في وقت لاحق للصحافيين "لم ندخل المعبد عبر السلالم المقدسة ال18 بل دخلنا عبر الباب المخصص لطاقم العمل".
    وأكد رئيس الحكومة المحلية في كيرالا، بينارايي فيجيانا الأمر. وأوضح "صحيح أن النساء دخلن إلى المعبد. ينبغي للشرطة أن توفر الحماية لكل شخص يرغب بالصلاة في المعبد".

    المصور: -

    ومن شأن هذا الأمر أن يؤجج الجدل القائم حاليا في الهند بشأن حقوق النساء.
    - "تطهير" المعبد -
    وفور انتشار نبأ دخول المرأتين المعبد الأربعاء، أمر رجل الدين الهندوسي المسؤول عن الموقع بإغلاقه بهدف إقامة شعائر التطهير نظرا إلى اعتقاد سائد منذ زمن بعيد بأن دخول النساء في مرحلة الحيض إلى المعبد مصدر رجس للمكان. وأعيد فتح المعبد بعد ساعة.
    وأفيد لاحقا عن مواجهات عنيفة بين مجموعات من المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة لهذه الخطوة أمام مقر برلمان الولاية في ثيروفانانثابورام.
    ولم تعلق حكومة مودي على الفور على دخول المرأتين إلى المعبد، غير أن ناشطين رحبوا بهذه الخطوة.
    وكتبت الناشطة النسوية الهندية المثيرة للجدل مينا كانداسامي عبر "تويتر"، "رؤية المشاهد التي تظهر دخولهما إلى المعبد يجعلني أبكي من الفرح... كم من الوقت لزمنا لإثبات وجودنا وشق طريقنا إلى التاريخ".
    أما الناشط اليميني المتطرف في كيرالا راهول ايساوار فقد ندد بمساعدة السلطات للمرأتين في تنفيذ عمليتهما السرية. وكتب عبر "تويتر" "مثل هذه التكتيكات الرخيصة لا يليق بحكومة ولاية".
    ولا تزال النساء ممنوعات من دخول معابد هندوسية عدة في الهند. وبقي دخولهن معبد ساباريمالا أمرا محرّما لأجيال إلى أن أصبح رسميا بحكم من المحكمة العليا في كيرالا سنة 1991.
    - "تجاهل" العقيدة -
    وفي تشرين الأول/اكتوبر، اشتبك متشددون هندوس مع الشرطة في مدينة قرب المعبد ما أفضى إلى توقيف أكثر من ألفي شخص.
    والثلاثاء، شكلت عشرات آلاف النساء سلسلة بشرية دعما لقرار المحكمة الصادر في أيلول/سبتمبر. وأشارت وسائل إعلامية إلى أن هؤلاء النسوة تعرضن للرشق بالحجارة على يد ناشطين من اليمين المتطرف.
    وتبدأ المحكمة العليا في 22 كانون الثاني/يناير الحالي النظر في طعن بقرارها.
    وتعارض مجموعات هندوسية عدة ومعها رئيس الوزراء الهندي القومي ناريندرا مودي بشدة قرار المحكمة العليا بحجة أن الأخيرة تجاهلت معتقدهم القائل بأن أيابا إله معبد ساباريمالا كان عازبا.
    ويربض معبد ساباريمالا على تلة بعلو 915 مترا في منطقة حرجية تضم محمية للنمور.
    وبحسب المعتقد الهندوسي فإن الإله أيابا تُرك وحيدا حين كان طفلا ووجده ورباه أحد ملوك سلالة باندالام التي لا تزال تدير المعبد.
    وقد خرج أيابا في سن الثانية عشرة من الغابة راكبا على أنثى نمر وأطلق سهما استقر في الموقع الذي أقيم فيه المعبد.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام