• متطوعون أميركيون يجابهون تحديات إغلاق الإدارات الفدرالية لحماية المتنزهات


    المصور: غابرييل بويس

    A G عادت سابرا بوردي لتوها من متنزه جوشوا تري الوطني في كاليفورنيا في عز الموسم السياحي بعدما تولت تنظيف المراحيض وجمع المخلفات لتفادي شل هذا المرفق البارز بفعل إغلاق عدد من الإدارات الفدرالية الأميركية.
    فمع أفراد آخرين من المنطقة الصغيرة التي تعتاش من السياحة في محيط هذا المتنزه الممتد على مساحة 3200 كيلومتر مربع، عدلت هذه المرأة البالغة 40 عاما جدول أنشطتها لتوفير الخدمات الرئيسية في الموقع بهدف الإبقاء على عمل المرفق في ظل الشلل الجزئي للإدارات الفدرالية منذ منتصف ليل 22 كانون الأول/ديسمبر.
    ويقبع مئات آلاف الموظفين في بطالة قسرية مذاك من دون أي رواتب بما يشمل أكثر من 21 ألف موظف في هيئة "ناشونال بارك سرفيس" (ان بي اس) المسؤولة عن إدارة مئات المواقع في سائر أنحاء البلاد من متنزهات وطنية ومعالم ومواقع تاريخية، وحتى في البيت الأبيض.
    وأعلنت الهيئة أنها "لن تؤمّن انتظام العمل في المتنزهات خلال فترة الإغلاق ولن تزود الزوار بالخدمات" بما في ذلك "المراحيض وجمع القمامة وصيانة الطرقات والمنشآت".
    لذا قرر سكان منطقة جوشوا تري تولي زمام الأمور في هذا المتنزه المعروف بأشجاره الخلابة ووحداته المتراصة الضخمة من الغرانيت.
    ويتعاقب عشرات المتطوعين على تنظيف المراحيض وجمع المخلفات على أنواعها من المكان.
    أما بوردي التي تنظم نزهات في المكان منذ ثماني سنوات مع زوجها سيت زاهاريس فهي تشير إلى أنها لاحظت بعض الفوضى لدى دخولها المتنزه الجمعة، لكن "ضمن حدود".
    وتروي المرأة الأربعينية "كان ثمة أناس كثر مع كلابهم" فيما يحظر دخول هذه الحيوانات إلى بعض مواضع المتنزه، كما "كان هناك أشخاص يخيّمون في غير الأماكن المخصصة لذلك. لكن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير".
    - سوابق مشابهة -
    ويجهد المتطوعون في توجيه السياح المتوافدين إلى المتنزه وشرح القواعد المتبعة في هذا الإطار.
    وتقول بوردي "هذا ليس الإغلاق الأول للمؤسسات الفدرالية ولن يكون الأخير على الأرجح".
    ويوفر مستثمرون محليون كل التموين اللازم لإنجاز هذه المهام غير أن بعض الهبات بدأت تصل.
    ويقول المدير التنفيذي لمنظمة "أصدقاء جوشوا تري" غير الحكومية جون لوريتيغ لوكالة فرانس برس "ثمة حوالى 150 مرحاضا في المتنزه، أظن أننا وزعنا أكثر من 500 لفافة من أوراق المراحيض ولا أعتقد أننا غطينا كل هذه المنشآت بل الأهم من بينها فقط".
    وهو يضيف "نبذل قصارى جهدنا لإبقاء الوضع على طبيعته قدر المستطاع، لكن ليست لدينا السلطة أو القدرة لردع شخص يقود خارج الطرقات المخصصة أو يقطع شجرة أو يسرق" من المكان.
    ويلفت لوريتيغ إلى أن أيا من هذه الحوادث لم تسجل حتى الساعة غير أن "الأمر وارد" خصوصا لكون فترة عيدي الميلاد ورأس السنة هي الأكثر استقطابا للزوار خلال العام.
    وفي 2013، أغلق المتنزه أبوابه مدة 17 يوما بسبب شلل في الميزانية.
    وتستذكر بوردي بأن "الأمر كان كارثيا لنا على الصعيد المالي".
    وفي كانون الأول/ديسمبر 2017، استقبل المتنزه 285 ألفا و493 زائرا. وخلال الأشهر الـ11 الأولى في 2018، استقطب 2,4 مليون زائر.
    وفي سائر أنحاء الولايات المتحدة، أغلقت متنزهات أخرى أبوابها بالكامل فيما لا تزال أخرى تعمل بشكل طبيعي. وفي كاليفورنيا، بقي متنزها ديث فالي وتشانل أيلاندز مفتوحين.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام