• البحث عن ناجين مستمر في إندونيسيا مع تجاوز الحصيلة 370 قتيلاً


    المصور: آديك بيري

    A G ارتفع عدد قتلى التسونامي الذي ضرب إندونيسيا إلى 373 قتيلاً الاثنين، فيما تستكمل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن الجثث تحت الركام، بأيديهم احياناً ومستعينين ببعض الحفارات والمعدات الثقيلة لإزالة الحطام من المناطق المنكوبة المحيطة بمضيق سوندا.
    وتمّ إجلاء الآلاف من السكان إلى أراضٍ أكثر ارتفاعاً، فيما يحذر الخبراء من احتمال أن تضرب أمواج تسونامي جديدة المنطقة.
    وفي الأثناء، تزايدت الأسئلة عن سبب عدم صدور إنذارات مسبقة باحتمال وقوع الكارثة التي ضربت الشواطئ الأكثر ارتياداً في جنوب سومطرة وغرب جاوة، ودمرت فنادق ومنازل قريبة من الشاطئ.
    وجرح حوالى 1459 شخصاً، وفقد 128 آخرون، وفق ما أعلن المتحدث باسم وكالة الكوارث الوطنية بورو نوغروهو الاثنين.
    وقال نوغروهو إن "عدم وجود نظام للإنذار المبكر يفسر عدد الضحايا المرتفع، فلم يكن لدى الناس الوقت للإخلاء".
    دمر التسونامي آلاف المباني التي تحولت إلى أكوام من الحديد على طول شاطئ كاريتا الذي يرتاده كثر على الساحل الغربي في جاوة.
    وأكد مسؤول في وكالة الكوارث الوطنية أن "الجيش والشرطة يبحثون بين الركام عن مزيد من الضحايا"، مضيفا أن جهود الإنقاذ قد تستمرّ حوالى الأسبوع.
    - لا وقت للهرب -
    في اللحظات الأولى للكارثة، قالت وكالة الكوارث الوطنية أنه "لا يوجد خطر تسونامي"، في حين كان المد البحري يغمر الشواطئ، ثم اعتذرت ووضحت أن المنطقة المنكوبة لا يوجد فيها محطات رصد وإنذار.
    وعلى خلاف التسونامي التي تسببها الزلازل، والتي تطلق جراءها أجهزة الإنذار، فإن تلك الناجمة عن براكين لا تعطي السلطات الوقت الكافي لتحذير للسكان.
    ويرى الخبراء أن كارثة السبت هي نتيجة لثوران معتدل في بركان آناك كراكاتاو الواقع في مضيق سوندا. وتسبب ثوران البركان في انهيار جزء من الجبل البركاني تحت الماء وأزاح كتلة هائلة من المياه.

    المصور: Simon MALFATTO

    وهذه ثالث أكبر كارثة مدمرة تطال أندونيسيا خلال ستة أشهر، بعد سلسلة زلازل مدمرة ضربت جزيرة لومبوك بين تموز/بوليو وآب/أغسطس، وصولاً إلى أيلول/سبتمبر حيث خلّف تسونامي تشكل في أعقاب زلزال 2200 قتيل وآلاف المفقودين في بالو، على جزيرة سولاويسي.
    وتأتي كارثة السبت أيضاً قبل أسبوع من الذكرى ال14 للتسونامي المدمر الذي وقع عام 2004، وهو أكثر الكوارث فتكاً في التاريخ، فقد قتل حوالى 220 ألف شخص في عدة دول محاذية للمحيط الهندي بينهم 168 ألف إندونيسي. إندونيسيا هي من أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية، فالأرخبيل ولد من تقاطع صفائح تكتونية ويقع على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي وبركاني قوي.
    -"رأيت المياه تتقدّم"-
    روت سورنارتي (61 عاماً) وهي من قرية سوكارامي كيف عثرت على جثتين عندما كانت تبحث عن أغراضها قرب منزلها المدمر. وتابعت أن والدتها البالغة من العمر مئة عام قد نجت من الأمواج، ونقلت إلى مكان أكثر ارتفاعاً إلى حين التأكد نهائياً من أنهم بمنأى عن تسونامي آخر.
    وفي قرية كيلوراه، روى آدي جونادي كيف كان أوّل من شاهد غضب الطبيعة. وقال: "لقد حصل الأمر بسرعة شديدة. كنت أتحدّث مع ضيف في منزلنا عندما فتحت زوجتي الباب وصرخت مرعوبة. ظننت أن هناك حريقاً، لكن عندما نظرت عبر الباب، رأيت المياه تتقدّم".
    ويقول ريتشارد تيو من جامعة بورتسموث "ما كان من الممكن أن يلتقط نظام الإنذار المبكر في اندونيسيا مثل هذه الإشارات لأنه مصمم لرصد أمواج تسونامي الناجمة عن الزلازل".
    وأضاف "ربما أدى حدوث التسونامي في الليل إلى تفاقم الفوضى. لقد كان الاحتمال ضئيلاً بأن تُرصد موجة تسونامي وأن يتمكن الناس من الجري للنجاة بأرواحهم".
    وأظهر فيديو مؤثر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي جداراً من المياه يخترق حفلاً لفرقة البوب "سفنتين"، دفع أعضاء الفرقة عن المسرح وأغرق الجمهور.
    وقتل اثنان من أعضاء الفرقة على الأقل، فيما أكد الإعلام الإندونيسي الاثنين أن ثالثاً عثر عليه مقتولاُ أيضاً. ولا تزال زوجة المغني الرئيسي للفرقة مفقودة.
    وبركان آناك كراكاتاو يخضع لمراقبة دقيقة منذ عشر سنوات. وقد تشكل حوالى العام 1928 في منطقة كالديرا من بركان كراكاتوا الشهير الذي سبب في 1883 كارثة أودت بحياة 36 ألف شخص. وقد قذف حينذاك رمادا في السماء على ارتفاع عشرين كيلومترا وأغرق المنطقة في الظلام قبل أن يجتاحها تسونامي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام