• اقتباس جديد لرواية "تو كيل ايه موكينغ بيرد"... في عهد ترامب


    المصور: خولييتا ثيرفانتيس

    A G تصنف رواية "تو كيل ايه موكينغ بيرد" الشهيرة لهاربر لي عن حقبة التمييز العنصري في جنوب الولايات المتحدة كإحدى كلاسيكيات الأدب الأميركي، وهي تحقق اليوم بنسختها المسرحية نجاحا كبيرا على خشبات برودواي مع ما تحمل من دلالات لافتة في زمن دونالد ترامب.
    الاقتباس الجديد لهذه الرواية الناجحة التي تدور في مدينة صغيرة في آلاباما العام 1934، يحمل توقيع آرون سوركين. هذا المؤلف التلفزيوني والسينمائي الشهير يقف وراء مسلسلات ناجحة مثل "ذي ويست وينغ" أو أفلام مثل "ذي سوشال نتوورك" الحائز جوائز أوسكار.
    وأجمع النقاد منذ العرض الأول للمسرحية الخميس الماضي على أن سوركين الذي لم يكتب سيناريو مسرحية منذ 11 عاما، نجح في رهانه.
    ويتوافد الناس لحضور المسرحية وهي من إخراج بارليت شير الحائز جائزة "توني" لأفضل مسرحية في برودواي عن "أوسلو" حول المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية. وتستمر عروض المسرحية الجديدة في نيويورك حتى أيلول/سبتمبر المقبل.
    وقد استقبلت العروض الأولى بحماسة في مسرح "شوبيرت" الذي يتسع ل1400 شخص والذي بيعت كل بطاقاته على أشهر عدة.
    - "مهمة انتحارية" -
    وفي مقال نشر في مجلة "نيويوركر"، شدد سوركين على الصعوبة التي واجهها في اقتباس الرواية معتبرا أنها "مهمة انتحارية" بسبب "موقع الرواية المهيب" في الأدب الأميركي.
    يضاف إلى هذه الصعوبة أن الرواية حولت إلى فيلم سينمائي اعتبارا من العام 1962 من بطولة غريغوري بيك الذي نال جائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه شخصية اتيكوس فينش. وهي الشخصية الأساسية في الرواية وهو رجل أرمل والدة راوية القصة الشابة. وهو محام عيّنه القضاء للدفاع عن رجل أسود يتهم خطأ باغتصاب شابة بيضاء.
    ويقول سوركين إن محاولته الأولى الوفية جدا للكتاب كانت "رهيبة" مشبها إياها "بألبوم يستعيد أهم أغاني نجم ما مع أوركسترا من الدرجة الثانية". فانطلق سوركين من الصفر مجددا وغيّر كل شيء إلى حد أنه تواجه مع ورثة الكاتبة التي توفيت العام 2016. وقد رفع ورثة هاربر شكوى قضائية على مؤلفي الاقتباس لكنهم عادوا وتوصلوا إلى حل بالتراضي.
    ففي حين كانت محاكمة توم روبنسون رب الأسرة الأسود المتهم بالاغتصاب تأتي متأخرة في الرواية، جعل منها سوركين الحبكة الرئيسية للمسرحية ما يعطي هذه الشخصية حجما جديدا.
    واستغل سوركين ذلك ليطعن بالنظرة المتفائلة التي يلقيها اتيكوس فينش على العالم. ويؤدي هذه الشخصية الأخيرة في برودواي ممثل سوركين المفضل جيف دانييلز (شارك في مسلسلات مثل +ذي لومينغ تاور+ و+ذي نيوزروم+).
    - عودة تفوق البيض -
    فيذكر اتيكوس أمام مسامع أطفاله أنه لا يمكن محاكمة شخص إلا إذا وضعنا أنفسنا مكانه وأن الخير موجود لدى الجميع حتى لدى المنادين بتفوق البيض. وقد عاد هؤلاء الأشخاص إلى الساحة السياسية الأميركية مع أعمال العنف في شارلوتسفيل في آب/اغسطس 2017 وازدياد الجرائم العنصرية والمعادية للسامية.
    في هذه المسرحية يتم التشكيك بهذه الرؤية كثيرا ولا سيما من قبل مربية الأطفال السوداء كالبورنيا.
    وهي شخصية لا تبرز كثيرا في الرواية إلا أنها تكتسي أهمية غير مسبوقة على المسرح عندما تعرض بصراحة فجة على مخدومها المعانا والظلم اللذين يخلفهما الفصل العنصري.
    وتقول لأتيكوس "عندما تأتي الفظاعة للعشاء فهي تكون تكون بلباس المسيحي تماما" مثيرة تصفيقا حارا من قبل الحضور في إشارة إلى تزايد نفوذ اليمين المتطرف والمتشدد.
    ويرى الممثل غبينعا تكبييناغبه الذي يقوم بدور توم روبنسون أن المسرحية مؤاتية أكثر من أي وقت مضى.
    ويقول "التغييرات التي نحتاجها كأمة لا تزال بعيدة جدا. وتحصل قصص كهذه يوميا في البلاد فيتهم اشخاص زورا خصوصا عندما يكونون من غير البيض".
    وإلى جانب التطرف والعنصرية تجد المسرحية صدى لها في المستجدات الأميركية الراهنة. فيذكر اتهام شابة بيضاء لتوم روبسنون باغتصابها في حين أن والدها هو الذي يعتدي عليها، بحركة #مي تو التي اتهمت في إطارها مئات النساء رجالا بالاعتداء الجنسي قال البعض منهم إنهم متهمون ظلما، من دون امكانية اللجوء إلى القضاء.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام