• تربية المواشي نشاط محفوف بالخطر في فنزويلا الغارقة في الأزمة


    المصور: فيديريكو بارا

    A G في منطقة يانو الفنزويلية حيث تربية المواشي منتشرة على نطاق واسع، تعرّض عمليات السرقة والمصادرة والاستملاك هذه الممارسات التقليدية لخطر كبير.
    ولدى رؤية قطع الجلود المرمية على الطريق المؤدية إلى مزرعته لإنتاج الحليب ومشتقاته في سان سلفستر غربي ولاية باريناس (شمال غرب)، يوقف خوسيه لابرادور شاحنته وينفجر غضبا.
    ويقول صاحب المزرعة هذا البالغ 46 عاما "كما لو أنهم يقولون لنا: +نحن نقضي على المواشي، ما المشكلة؟+"، منددا بإفلات الضالعين في سرقة المواشي من العقاب.
    وبحسب الاتحاد الوطني لتربية المواشي في فنزويلا (فيديناغا)، تراجع إنتاج اللحوم في البلاد بسبب الهجمات على القطعان وهو بات يغطي ما لا يزيد عن 40 % من الاستهلاك المحلي في مقابل 97 % قبل عقدين.
    خوسيه أنطونيو اسبينوزا مزارع آخر من سان سيلفستر لا يخفي قلقه. ويوضح هذا الرجل الذي تكرس عائلته وقتها لتربية المواشي منذ ستة أجيال، لوكالة فرانس برس "لم أعد أستطيع النوم في مزرعتي".
    وعلى أراضيه، يرعى 600 رأس ماشية تحت حراسة رجال على خيول. وخلال عام، تمت سرقة 74 ثورا. وفي البعيد، يؤشر تحليق طيور جارحة إلى "مجزرة" جديدة إذ لم يعد في المكان سوى بعض العظام والجلود فيما باتت لحوم المواشي في طريقها إلى السوق السوداء التي ازدهرت مع حالات النقص الغذائي.
    - انحسار القطعان -
    وتبدو الصورة الوردية للقطعان الكبيرة في السهول الشاسعة في فنزويلا كأنها من الماضي.
    هذا البلد ذو الثلاثين مليون نسمة لم يعد يضم سوى عشرة ملايين رأس ماشية فيما كانت النسبة 14 مليون رأس ماشية لعشرين مليون نسمة سنة 1999.
    أصحاب المزارع يائسون إذ إن سارقي المواشي يقضون عشوائيا على الثيران الناشطة في عمليات التزاوج وعلى الأبقار الحلوب التي في استطاعتها إنتاج 4 آلاف ليتر من الحليب سنويا على مدى خمسة عشر عاما.
    ويقول خوسيه لابرادور بأسف "لقد قضوا على ثور لدي كان يتمتع بخصائص وراثية مذهلة وكان ليوفر نسلا كبيرا".
    - مصادرة مزارع وحالات إفلاس -
    وبموازاة ذلك، تستمر عمليات مصادرة المزارع بوتيرة مطردة.
    وفي شباط/فبراير 2016، احتل حوالى عشرين مخربا مزرعة معروفة لإنتاج الذرة في سان سيلفستر على مدة ثلاثة أيام ونهبوا محتوياتها.
    وتوضح صاحبة المزرعة ماريسيلا فيبريس "لقد سرقوا جرارات زراعية حديثة وثلاث حصادات، لقد أتوا على الموقع (...) لم نكف عن إبلاغ الدرك والشرطة لكن أيا من عناصرهم لم يتدخل".

    المصور: فيديريكو بارا

    ولم تنجح يوما في استرداد أراضيها. وقد تذرع المعهد الوطني للأراضي الذي تديره الدولة بعدم إشغالها وعمد إلى إسناد ملكيتها هذه السنة لمحتليها.
    ومنذ وصول هوغو تشافيز إلى الحكم (1999 - 2013)، صادرت الحكومة الاشتراكية خمسة ملايين هكتار من الأراضي الزراعية المخصصة للمحاصيل أو لتربية المواشي بحسب اتحاد "فيدينيغا".
    إلى ذلك، عادة ما تكون الأسعار المحددة من الحكومة للمنتجات الغذائية الأساسية أقل من تكاليف الإنتاج، ما تسبب بإفلاس مزارع كثيرة.
    وعند مدخل المسلخ، يباع كيلو اللحم بحوالى نصف دولار، فيما يدر حيوان بصحة جيدة مع مدة تربية وتسمين تستمر أربع سنوات حوالى 250 دولارا ... ما يغطي بالكاد ثمن إطار شاحنة في بلد توقع صندوق النقد الدولي أن تصل نسبة التضخم فيه إلى 10000000 % سنة 2019.
    - ثوم وزيت -
    ولتربية المواشي، يفتقر المربون في فنزويلا لكل شيء من الأعلاف والأسمدة واللقاحات. ويقول خوسيه لابرادور "ثمة نقص في الأدوية للبشر فما بالكم للحيوانات".
    ويلجأ المزارعون تاليا إلى أساليب تقليدية إذ يعالجون على سبيل المثال الإصابات التي تطال أثداء الأبقار مع مزيج من الثوم والزيت.
    وقد تراجع استهلاك اللحوم في البلاد إلى الثلث، من 20 كيلوغراما للشخص الواحد سنويا في 1999 إلى 7 كيلوغرامات حاليا وفق اتحاد "فيديناغا".
    وبعض المربين لم يعودوا قادرين على بيع مواشيهم في ولايتي باريناس وزوليا حيث كانت تسمّن قبل القضاء عليها. وقد توقفت سلسلة الإنتاج.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام