• مسبار أميركي يبلغ كويكبا صغيرا لاستخراج عيّنات منه


    المصور:

    A G بعد رحلة من عامين ونصف العام في الفضاء، بلغ المسبار الأميركي "أوزيريس ريكس" كويكبا صغيرا قطره 500 متر لاستخراج عيّنات منه في العام 2020 وجلبها إلى الأرض، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
    وقال دانتي لوريتا المسؤول عن المهمة في تغريدة على تويتر "شعور رائع أن نبلغ اليوم الذي أشرنا إليه على جدولنا قبل عامين".
    ويطلق العلماء على هذا الكويكب اسم "بينو"، وهو يدور حول الشمس بسرعة 100 ألف كيلومتر في الساعة، ويبعد عن الأرض حاليا 124 مليون كيلومتر.
    وقد استمرت رحلة المسبار لبلوغ الكويكب أكثر من سنتين.
    وقالت وكالة الفضاء الأميركية الاثنين إنها تلقت إشارات تثبت أنه وصل إلى جوار الكويكب، على بعد سبعة كيلومترات منه، وهو لن يهبط على سطحه قبل منتصف العام 2020.
    وسيبدأ المسبار الآن عملا طويلا في مراقبة الكويكب الصغير، من تصويره ورسم خريطة لسطحه وتحليل المعلومات، على أن يقترب منه إلى مسافة 225 مترا في العام المقبل. وحينها سيحدّد العلماء المناطق المنبسطة منه وتلك المتعرجة، وسيرون ما إن كانت القطع الصخرية على سطحه كبيرة أم صغيرة، وما إن كان هناك غبار يدور في فلكه يمكن ان يؤذي المركبة، وسيحددون وزنه وقوة جاذبيته.
    وهذا الجرم ليس كرويا تماما، ويبلغ قطره 493 مترا، أي ما يعادل طول ناطحة السحاب "وان وورلد ترايد سنتر" في نيويورك.
    وفي منتصف العام 2020، يقترب المسبار من السطح ببطء شديد وتمتد منه ذراع إلكترونية تستخرج ما لا يقل عن ستين غراما من المواد، وقد يصل وزن العيّنة إلى كيلوغرامين.
    ومن المقرر أن يعود إلى الأرض في العام 2023 حاملا معه أكبر عيّنة تُجلب من الفضاء منذ رحلات "أبولو" المأهولة إلى القمر قبل نصف قرن.
    وهي المرة الأولى التي يصل فيها مسبار بشري إلى مدار جرم فضائي صغير إلى هذا الحدّ.
    فقد سبق أن أرسلت اليابان مسبارها "هايابوسا 2" إلى الكوكيب ريغو، لكن هذا الجرم أكبر من بينو بست مرات.
    - شاهد على نشأة المجموعة الشمسية -
    تتكوّن الكويكبات من مواد عضوية تعود إلى زمن تشكّل المجموعة الشمسية قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، وهي ما زالت محافظة على هذه المواد بخلاف كوكب الأرض الذي انصهرت عناصره وذابت وتحوّلت.

    المصور:

    لذا يهتمّ العلماء بدراسة الكويكبات لفهم أصول المجموعة الشمسية وتكوّنها الأول.
    وكانت قائمة الكويكبات المرشّحة للدراسة تبلغ سبعة آلاف في العام 2008، اختير منها بينو لأنه ليس كبيرا ولا صغيرا جدا، ولأنه يحتوي على جزيئات كربون، بحسب عمليات المراقبة بالتلسكوبات.
    وقال أرلين بارتلز المسؤول في هذه المهمة "نريد أن نعثر (..) على مواد يمكن أن تساعدنا في فهم كيف ظهرت الجزيئات العضوية على الأرض".
    والسبب الآخر الذي يدفع العلماء للاهتمام بهذا الجرم أن هناك خطرا، وإن كان ضئيلا، لارتطامه بالأرض بين العامين 2175 و2199. ومع أن هذا الخطر لا يزيد عن واحد على 2800 ولن يقع قبل 150 عاما، إلا أن العلماء يرغبون في دراسة مساره لتحديد الخطر بدقة أعلى.
    بعد الانتهاء من جمع العينات، يعود المسبار أدراجه إلى الأرض في رحلة ستكون أطول، إذ ينبغي الانتظار إلى حين اقتراب مدار الكويكب من مدار الأرض.
    وبناء على ذلك، قررت الوكالة الأميركية أن يكون موعد العودة هو 23 أيلول/سبتمبر 2023.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام