• مقتل ضابط إسرائيلي و6 فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في غزة


    المصور: عبد زكوت

    A G - AFP قُتل ضابط إسرائيلي وستّة فلسطينيّين في قطاع غزّة، أحدهم قيادي في الذراع العسكريّة لحركة حماس، إثر تنفيذ الجيش الإسرائيلي مساء الأحد عمليّة عسكريّة داخل القطاع تخلّلها تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من الحركة وأعقبتها غارات جوّية إسرائيلية وإطلاق صواريخ على جنوب الدولة العبرية.
    وفي حين اكتفى الجيش الإسرائيلي في بادئ الأمر بالإعلان عن "حصول تبادل لإطلاق النار أثناء عملية (عسكرية إسرائيلية) في قطاع غزة"، قالت كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، إنّ جنوداً إسرائيليين تسلّلوا على متن سيارة مدنيّة واغتالوا القيادي فيها نور بركة قبل أن يفتضح أمرهم وتندلع اشتباكات بينهم وبين مقاتليها.
    وفجر الإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد ضبّاطه وإصابة آخر بجروح متوسّطة خلال تبادل إطلاق النار.
    وقال المتحدّث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في تغريدة على تويتر "خلال عملية تشغيلية لوحدة خاصة بقطاع غزة، تم تبادل إطلاق النار. وقد قُتل في الحادثة ضابط من جيش الدفاع وأصيب ضابط آخر بشكل متوسط. تم تبليغ عائلاتهم بالخبر. وقد انتهت العملية".
    من جهتها أعلنت وزارة الصحة في غزّة مقتل ستّة فلسطينيين إثر الاشتباكات التي اندلعت شرقي خان يونس في جنوب القطاع.
    وقال المتحدّث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان "استشهد 6 مواطنين وأصيب 7 آخرون بجراح مختلفة جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة شرق خان يونس".
    وأوضح القدرة أنّ القتلى هم "نور الدين محمد سلامة بركة (37 عاماً) ومحمد ماجد موسى القرا (23 عاماً) وخالد محمد علي قويدر (29 عاماً) ومصطفى حسن محمد أبو عودة (21 عاماً) ومحمود عطا الله مصبح (25 عاماً) وعلاء نصرالله عبد الله فسيفس (24 عاماً)".
    - تسلّل واغتيال -

    المصور: محمود حمص

    من جهتها قالت كتائب القسّام في بيان إنّه "مساء اليوم تسلّلت قوة خاصة تابعة للعدو الصهيوني في سيارة مدنية في منطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب بعمق 3 كم شرقي خان يونس، وقامت هذه القوة باغتيال القائد القسّامي نور بركة".
    وأضافت "بعد اكتشاف أمرها، وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخّل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة ما أدّى لاستشهاد عدد من أبناء شعبنا".
    وبعيد اندلاع الاشتباكات دوّت صفّارات الإنذار في جنوب إسرائيل.
    وأعلن أدرعي في تغريدة على تويتر أنّه لغاية منتصف الليل (10,00 ت غ) "تمّ رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل"، مؤكّداً أنّ منظومة القبة الحديدية المضادّة للصواريخ "اعترضت اثنين منها".
    من ناحيته أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ الأخير ترأّس اجتماعاً أمنياً لبحث هذه التطوّرات.
    وعلى الأثر، قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قطع زيارة قصيرة يقوم بها إلى باريس والعودة إلى إسرائيل.
    وقال أوفير جندلمان المتحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة على تويتر إنّه "على خلفية الأحداث الأمنية التي وقعت في جنوب البلاد قرر رئيس الوزراء نتانياهو تقصير زيارته إلى باريس والعودة إلى إسرائيل هذه الليلة".
    وشارك نتانياهو مع 70 رئيس دولة وحكومة الأحد في باريس في مراسم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى.
    -"نتانياهو يبرر"-
    أتت هذه التطوّرات بُعيد دفاع نتانياهو عن قراره السماح لقطر بنقل 15 مليون دولار إلى غزّة لدفع متأخّرات رواتب موظفي الدوائر الحكومية فيه، رغم وجود معارضة داخل حكومته.
    ويبدو أنّ تقديم الأموال القطرية جزء من محادثات من شأنها جعل حركة حماس تنهي أشهراً من الاحتجاجات العنيفة على طول الحدود الشرقية للقطاع في مقابل تخفيف إسرائيل حصارها المفروض عليه منذ 2006. ووصف وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت الأموال بأنّها "اموال حماية" تُسَدّد لمجرمين.
    وقال نتانياهو "إنني أقوم بما في وسعي بالتنسيق مع العناصر الأمنية لإعادة الهدوء إلى بلدات الجنوب، إنما كذلك لمنع وقوع أزمة إنسانية"، في إشارة إلى البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة وإلى تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع.
    وأكّد نتانياهو أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة تؤيّد هذه الخطوة وقد صادق عليها وزراء الحكومة الأمنية.
    وقال قبل أن يتوجّه إلى باريس "أجرينا مناقشات جدّية" في المسألة، مضيفا "أعتقد أننا نتصرف بطريقة مسؤولة وحكيمة. (...) في الظرف الحالي، إنها الخطوة المناسبة".
    وكان موظّفو الدوائر الحكومية في قطاع غزة اصطفّوا في طوابير طويلة الجمعة لاستلام رواتبهم المتأخّرة بعد وصول أموال قطريّة في إطار جهود جديدة للتهدئة عقب أشهر من الاحتجاجات والصدامات خلّفت أكثر من مئتي قتيل في الجانب الفلسطيني.
    ويُعدّ حدثاً استثنائياً أن تسمح إسرائيل التي تسيطر على كل معابر القطاع ما عدا معبر رفح بتمرير الأموال التي نقلت على شكل أوراق نقدية في حقائب، وفق ما أفاد مصدر في الجانب الفلسطيني من المعبر.
    وواجه نتانياهو ضغوطا سياسية داخل إسرائيل ولا سيما من زعيمة المعارضة تسيبي ليفني التي اعتبرت ذلك "رضوخا لحماس" سيعزز نفوذها.
    ومن المقرّر أن تجرى الانتخابات العامة في إسرائيل العام المقبل لكن قد يتم إجراؤها في وقت أبكر إذا عجزت الحكومة الائتلافية عن الصمود أمام التحديات. ويُنظر إلى نتانياهو على نطاق واسع على أنّه يودّ تجنّب حرب قد تحمل مخاطر لا يمكن توقّعها قبل الانتخابات.
    لكنّ مسألة السماح بدخول الأموال القطرية إلى قطر يتم استخدامها ضده من خصومه في اليمين واليسار.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام