المصور: بول باك
A G - AFP تدرس المحكمة العليا الثلاثاء ملف محكوم عليه بالإعدام قد تسبب له الحقنة القاتلة مضاعفات فظيعة وهو نال دعما من عاملين سابقين في سجون أميركية يحرصون على تجنيب زملاء لهم المعاناة القاسية التي تولدها عملية إعدام فاشلة. ويقول جيري غيفنز الذي كان مشرفا على عمليات إعدام في ولاية فرجينيا بين العامين 1982 و1999 لوكالة فرانس برس "عندما تشوب تنفيذ الحكم الاعدام مشاكل فإن الذين يشرفون على العملية يعانون. فنحن نسدل عيني شخص إلا أن اعيننا تبقى مفتوحة".
وقد وجه مع 13 حارسا او مديرا سابقا في سجون أميركية رسالة إلى أعلى سلطة قضائية في البلاد ليطلب منها أن تاخذ في الاعتبار هذه المعاناة عندما ستبت في ملف راسل بوكلو.
فهذا الرجل البالغ 50 عاما والمحكوم عليه بالاعدام لإدانته بتهمة الاغتصاب والقتل، يعاني من مرض نادر قد يؤدي بحسب محاميه إلى اختناقه بدمه في حال نفذت ولاية ميزوري حكم بالإعدام به بواسطة حقنة قاتلة كما هو مقرر. وهو يطلب من المحكمة العليا منع هذه الوسيلة ويقترح أن ينفذ به حكم الاعدام بغرفة غاز.
وسبق للمحكمة العليا التي تلقت طلبت عاجلا، أن اجلت مرتين إعدام هذا الشخص وقررت درس القضية في جوهرها. وستستمع الأربعاء إلى حجج الطرفين. وقرر جيري غيفنز وزملاؤه السابقون أن يسهموا في هذه الجلسة.
وكتب هؤلاء في رسالتهم دعما لموقف بوكلو "أن نقف أمام السجين ونسلبه حياته، عبء ثقيل. ويصبح هذا العبء لا يطاق عندما لا تمر عملية الاعدام بسلامة كما هو مرجح في هذه الحالة".
- نظام فيه خلل -
وسأل غيفنز الذي أشرف على 62 عملية إعدام بالحقنة القاتلة او بالتيار الكهربائي "قد يكون التفاعل مع الحقنة القاتلة سيئا جدا في حال هذا الرجل فلِمَ نجازف؟"
ويؤكد هذا الرجل البالغ 65 عاما لوكالة فرانس برس "لم أكن أحبذ الحقن القاتلة لاني كنت أشعر بأني قريب جدا. فيداي تكونان على الشخص الذي علي أن أحقنه بواسطة إبرة فيما أكتفي بالضغط عل زر" مع الاعدام صعقا بالتيار الكهربائي.
وهو صمد في تلك الفترة لأنه كان على قناعة بانه يفعل ذلك خدمة للعدالة.
وقد اتهم بعد ذلك في قضية سيارات مسروقة متشعبة جدا، فوجد نفسه في نهاية التسعينات في قفص الاتهام. ورأى أنه أدين بشكل ظالم ففقد ثقته بالنظام القضائي وأصبح مناهضا كبيرا لعقوبة الاعدام.
ويوضح الرجل المتقاعد "النظام فيه خلل. ما لم يتم اصلاحه لا يمكننا الاستمرار" بتنفيذ أحكام الاعدام.
ورغم نضاله هذا، لا يزال ماضيه يثقل كاهله. ويؤكد "إنه حاضر دوما. طالما يستمر الأميركيون بتنفيذ أحكام الاعدام، يمكن لجروحي ان تتجدد في أي لحظة وأن تعود إلي الذكريات".
- "كحول ومخدرات وكوابيس" -
وجيري غيفنز هو من بين قلة من الأشخاص في هذا المجال الذين يتحدثون صراحة عن تجربتهم مع أن "عددا أكبر من هؤلاء بات في السنوات الأخيرة يعبر عن ضيق" على ما تؤكد ساره توربرفيل مديرة جمعية "كونستيتوشن بروجيكت" التي تدافع عن موقف راسل بوكلو.
وعندما قررت المحكمة العليا النظر في أساس قضيته فيما تبت في غالب الاحيان بطريقة تنفيذ حكم الاعدام، "اتصلنا بهم لنرى إن كانوا يوافقون على تشارك تجربتهم مع المحكمة. وقد قبل الكثير منهم".
وأشرف أحدهم ويدعى آلن أولت على خمس عمليات إعدام في التسعينات في ولاية جورجيا. وأوضح للمحكمة أنه مع زملائه يعانون "من شيء شبيه بأعراض ما بعد الصدمة. وبدأ كثيرون يدمنون الكحول والمخدرات. اما بالنسبة لي فكانت الكوابيس تحاصرني كلما نجحت في النوم".
ويؤكد جيمس ويليت الذي لم يوقع على الرسالة، لوكالة فرانس برس أنه لم يعان يوما من الأرق مع أنه أشرف على حوالى مئة عملية إعدام في هانتسفيل في ولاية تكساس قبل أن يتقاعد العام 2001.
ويقول إنه على العكس أصبح أكثر صلابة مع مرور الوقت موضحا "لكن ليس من السهل أن نرى شخصا في صحة جيدة يموت أمام أعيننا خصوصا الشباب منهم".