• مهاجرون يتمسّكون بتمائم تقيهم من مكائد رحلتهم الشاقة من هندوراس إلى الولايات المتحدة


    المصور: مارفن ريسينوس

    A G - AFP يقطع المهاجرون القادمون من أميركا الوسطى في طريقهم إلى الولايات المتحدة لطلب اللجوء حوالى أربعين كيلومترا في اليوم، وهم يتصببون عرقا وسط حرارة خانقة مسلحين بتمائم لتقيهم من الشرّ في رحلتهم الشاقة.
    يجرّ بعضهم حقائب ثقيلة، في حين يحمل بعض الآخر الأولاد على أكتافه. وللصمود في مشقات هذه الرحلة، يتمسّكون بأمل في حياة أفضل وبعض المقتنيات التي تجلب لهم الحظّ باعتقادهم تستعرضها وكالة فرانس برس في هذا التقرير من المكسيك.

    المصور: يوهان أوردونيز

    - "نيني" هو اسم دمية قطنية على شكل دبّ لا تفارق بايرون ناتيفيداد فانيغاس. فقد تلقّى هذا المتحوّل جنسيا البالغ من العمر 19 عاما هذه الهدية من والده قبيل وفاة الأخير في حادث سير قبل أربع سنوات. ويقول بايرون الذي فرّ من بلده خوفا من اغتياله أو اغتصابه كما حصل مع البعض من أصدقائه "يرافقني أينما ذهبت. فهو الذكرى الوحيدةالتي بقيت منه".
    - يؤكد ألبرتو لوبيس (21 عاما) وهو من ياروميلا في هندوراس أن الحذاء الرياضي الذي ينتعله يمدّه بالقوّة. وهو هدية من شقيقه البكر الأصمّ الأبكم البالغ من العمر 27 عاما والذي لطالما كان بمثابة والد ثان له ولأشقائه السبعة منذ وفاة أبيهم.

    المصور: يوهان أوردونيز

    ويقول ألبرتو الذي يحلم بخوض مجال البناء "أنا فخور كثيرا بأخي". فشقيقه البكر كان الوحيد في العائلة الذي لديه وظيفة ثابتة في مصنع ولم تكن العائلة تجد ما يسدّ جوعها كلّ يوم. ويروي "كنت أودّع عائلتي قبل أن أغادر، فتمنى لي التوفيق وقدّم لي زوج الحذاء هذا"، وهو الثاني الذي يملكه ألبرتو، "للصمود في وجه المصاعب".
    - يتحلّى لوكاس إيمانويل ألدانا ابن الحادية والعشرين الآتي من هندوراس بحسّ براغماتي، معتمرا قبعة خضراء تقيه من أشعة الشمس الحارقة مزوّدة بمروحة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية.
    ويخبر الشاب وهو يواصل تقدّمه باتجاه الحدود الأميركية "أشعر بفرح يكبر كلّ يوم لأننا بتنا نكسب" المعركة. وتملأ الدموع عينيه وهو يستذكر والده الذي اغتالته عصابة، فتركت أرملته وأولادها السبعة "معدمة بلا شيء وبلا منزل".
    وعندما ينام لوكاس، يترك بجانبه هذه القبعة التي اشتراها في مقابل أربعة دولارات في ولاية تشياباس. ويروي "تلقّيت عروضا كثيرة لبيعها لكنني لا أستطيع، فهي تنعشني وتساعدني كثيرا".
    - قبل شهر، ودّع نيري إدغاردو فالنزويلا (19 عاما) والدته في هندوراس بالقول "أنا ذاهب، لم أعد أتحمّل أن أبقى هنا". فقدّمت له هذه الأخيرة سلسلة من الفولاذ الذي لا يصيبه الصدأ، "وهي قطعة نفيسة"، بحسب الشاب الذي ترك ابنته الصغيرة في بلده. ويتكلّم نيري عن "تهديدات بالقتل" تلقاها وشكاوى تقدّم بها لم تستجب لها الشرطة في هندوراس، من دون الخوض في التفاصيل.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام