• فورمولا واحد: هاميلتون من البدايات المتواضعة الى تاريخ الرياضة


    المصور: بيدرو باردو

    A G - AFP انضم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الى أحد أكثر الأندية حصرية في تاريخ الفورمولا واحد، اذ أصبح الأحد ثالث سائق فقط في التاريخ يتوج بلقب بطولة العالم خمس مرات.
    وبعد حلوله رابعا في جائزة المكسيك الكبرى واحتفاظه باللقب الذي أحرزه العام الماضي، بات هاميلتون (33 عاما) متساويا في عدد الألقاب مع السائق الأرجنتيني الراحل خوان مانويل فانجيو الذي هيمن على البطولة في الخمسينات من القرن الماضي، وبفارق لقبين فقط عن أسطورة الفئة الأولى الألماني ميكايل شوماخر حامل الرقم القياسي مع سبعة ألقاب.
    السائق الذي أحرز أول ألقابه عام 2008 مع ماكلارين في ثاني موسم له فقط في عالم الفورمولا واحد، وأضاف أربعة ألقاب مع "السهم الفضي" مرسيدس (2014، 2015، 2017 و2018)، بات في رصيده انتصارات أكثر من أسماء صنعت لهذه الرياضة تألقها وتاريخها، مثل مواطنه جاكي ستيوارت، البرازيلي إيرتون سينا، الفرنسي ألان بروست، أو حتى النمسوي نيكي لاودا، الرئيس غير التنفيذي لفريقه الحالي.
    وحظي هاميلتون بنشأة متواضعة، فالطفل الذي انفصل والداه، عاش طفولة متواضعة، واضطر والده أنطوني في بعض المراحل للعمل في ثلاث وظائف لتوفير ما يلزم لتغذية مسيرة ابنه في سباقات الكارتينغ.
    خلت طفولته من أي مظاهر ترف أو بذخ، على عكس سني مجده في عالم السباقات، إلا أن ما بدا جليا للعيان منذ الصغر، كان موهبته الفذة ومهارته الفطرية في القيادة السريعة والتسابق.
    في العام 1995، وهو لم يزل في العاشرة، استعار هاميلتون ملابس بطل سابق للفئات العمرية في سباقات الكارتينغ البريطانية، وأحرز اللقب خلفا له. في هذه المسابقة، تعرف الى رئيس فريق ماكلارين حينها رون دينيس.
    طلب الفتى هاميلتون من دينيس توقيعا تذكاريا وقال له "يوما ما أريد ان أشارك في السباقات معك"، ليرد عليه الأخير بالقول "اتصل بي بعد تسعة أعوام وسأعقد معك صفقة".
    لم ينتظر دينيس تسعة أعوام. بعد ثلاثة فقط، وافق على رعاية مسيرة هاميلتون التي تدرجت في الفئات الدنيا للفورمولا، قبل ان يخوض أول سباقاته في الفئة الأولى مع الفريق البريطاني عام 2007.
    - عنيد، صلب، سريع -
    لم ينتظر هاميلتون طويلا ليفرض نفسه في رياضة لا ترحم، أكان على صعيد التنافس الشرس بين السائقين، أو حتى على صعيد المتطلبات البدنية لكل سباق. عنيد، صلب، ومتفرد بقراراته... صفات مضافة الى موهبته، ساهمت في تحقيقه "عاصفة" في موسمه الأول مع اقترابه من إحراز اللقب، لاسيما بعدما صعد الى منصة التتويج تسع مرات متتالية في سباقاته التسعة الأولى.
    كان سريع الحركة على الحلبة وخارجها. متقلب المزاج، حاد الطباع أحيانا، ومنافس لا يعرف حدودا أو خوفا، حتى من زميل يحمل لقب بطولة العالم مرتين: في عامه الأول مع ماكلارين، تنافس مع فرناندو ألونسو، وخرج منتصرا برحيل الاسباني عن الفريق بنهاية الموسم.
    كان هذا الخروج إشارة مبكرة على صعوبة ان يكون أي سائق زميلا لهاميلتون. لم يحظ البريطاني بفرصة إحراز اللقب في موسمه الأول، الا أنه لم ينتظر طويلا: في 2008، وبمركز خامس في السباق الأخير في البرازيل حققه بشق النفس، توج بطلا للمرة الأولى.
    لم يخف توتره مع فشل سيارة ماكلارين في مجاراة الألماني سيباستيان فيتل وريد بول بين 2010 و2013، عندما هيمن سائق فيراري الحالي على بطولة العالم. انتقل الى مرسيدس، مبتعدا في الوقت نفسه عن سطوة دينيس في ماكلارين، وسطوة والده أنطوني كمدير لأعماله. في الفريق الالماني، بات زميلا لصديق الطفولة: الألماني نيكو روزبرغ.
    بدأ هاميلتون تدريجيا باتباع نمط حياة باذخ لاسيما في الولايات المتحدة، حيث صار نجم سهرات مع الموسيقيين ونجوم الموضة. لم يلتزم بالقيود التي عادة ما يخضع لها الرياضيون، الا أن ذلك لم يمنعه من العودة الى المركز الأول، وإحراز اللقب لعامين متتاليين (2014 و2015)، في ما اعتبره متابعو الفورمولا واحد كسرا لهيمنة فيتل، وفرصة لإحياء التنافس في الرياضة التي تحظى بشعبية واسعة.
    كان عام 2016 عنوانا للتنافس بين هاميلتون وزميله روزبرغ، مع مواصلة مرسيدس التفوق على باقي الفرق.
    في السباق الأخير في أبوظبي، حسم الألماني اللقب على حساب زميله البريطاني، وحرمه فرصة مواصلة سلسلة البطولات. الا ان روزبرغ فاجأ الجميع باعتزاله بعد أيام من إحرازه اللقب الأول في مسيرته.
    عاد هاميلتون في 2017 الى هوايته المفضلة: الفوز. وعلى رغم بداية غير ثابتة في النصف الأول من السنة، انقلبت الآية بعد الاستراحة الصيفية لبطولة العالم، مدفوعة بمشاكل في سيارات فيراري.
    هذه السنة أيضا، فرض هاميلتون نفسه كأسرع سائق في تاريخ التجارب الرسمية، اذ بات مع 81 انطلاقا من المركز الأول، حامل الرقم القياسي في هذه الفئة. وعلى صعيد الفوز بالسباقات، بات في رصيده 71 فوزا، أي أقل بعشرين من شوماخر.
    - "قيادة الفريق" -
    لم يكتف هاميلتون هذه السنة بالسرعة، بل اكتسب نضوجا أكبر، لاسيما انه بات في موقع "القائد" في مرحلة ما بعد روزبرغ.
    ويقول مدير مرسيدس توتو وولف إن هاميلتون "لا يكون راضيا أبدا. لا يهدأ. لا يكون سعيدا أبدا بما هو عليه كسائق أو كإنسان. يريد ان يحقق الأفضل، ان يتطور، وهو الى حد كبير جزء من قيادة الفريق".
    أما هاميلتون، فبات في موقع توجيه نصائح الى السائقين الشبان، لاسيما بحضهم على التشبث بالحرية التي فرضها هو على الآخرين.
    ويقول "ما يمكنني ان أنصح به أي فتى يحاول ان يتسابق، هو عدم الاستماع الى الأشخاص الذين يقولون له إن عليه الحصول على مدرب للذهن، أو من يقوم بمحاولة السيطرة على عقله"، مضيفا "عليك ان تكون مجنونا وحرا وتكتشف نفسك. كل الأمر متعلق بالاكتشاف".
    وأضاف "أنت وحدك من يقدر على القيام بذلك".
  • البطولات العالمية







لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام