• هجمة سعودية مرتدة تهاوت معها أحلام حلف اللطم!


    بقلم : يوسف علاونة خلال أسبوعين أنجز العدوان الذي شنه (حلف اللطم) ضد السعودية أفضل حملة علاقات عامة تعريفية بمؤتمر مستقبل الاستثمار الذي تستضيفه الرياض ابتداء من اليوم وحتى نهاية الأسبوع والذي يحضره 3800 شخصية اقتصادية من رؤساء دول ورؤساء وزراء ووزراء وقادة قطاع خاص ورجال إعلام وفكر.

    وقد تصدر اسم السعودية الإعلامين الجديد الطاغي والقديم ببقاياه التقليدية، وجرى الحديث عن كل ما يخص السعودية (سلبا كثيرا) و (إيجابا قليلا) بسبب طبيعة القضية العاطفية، وبرز الأمر أكثر جراء التراشق الجمهوري والديمقراطي، إذ موضوع (جمال خاشقجي) والعلاقة مع السعودية حملة الانتخابات الأميركية وهي مهمة ومصيرية وتتعلق بالسيطرة على حكم الولايات والكونغرس، ضمن مسار مهم يتعلق بمصير الرئيس، في قضية (التحقيق) بالتدخل الروسي في الانتخابات لصالح الرئيس دونالد ترامب، والذي إن ثبت فربما يقود لمباشرة إجراءات عزل الرئيس إذا سيطرت أغلبية ديمقراطية على الكونغرس!.

    وقد خاض حلف اللطم هذه المعركة الدعائية ضد السعودية بطريقة وحشية وحماسية، باعتبار أن هزيمة (المشروع السعودي) بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز (أساسا)، وولي عهده الشاب محمد بن سلمان (تحديدا)، سيقرر مصير المنطقة ويحسم المعركة لصالح الخيار الأميركي القديم الذي هوى بعد لجم التمدد الإيراني في البلدان التي سيطرت عليها المجوسية وكانت تتطلع إلى ما بعدها، وكذا عندما تم إحباط مشروع التغيير (الإخواني) للحلول محل الأنظمة التقليدية، وعندما تم فضح الدور القطري التخريبي بالعزل والمقاطعة، وكذا ضمن التعامل الحذر مع الطموحات التركية بصدارة المنطقة!.

    وقد أسفر هذا المشروع الذي أعاد الانتعاش للعالم العربي، عن عودة التحالف الاستراتيجي السعودي مع الولايات المتحدة عن نفض الغبار عن عملاق اقتصادي وسياسي وعسكري وثقافي وشعبي، هو بلد الحرمين الشريفين مهبط الوحي وموطن الرسالة وقبلة المسلمين جميعا، من بوابة إصلاح شامل بقائد ميداني غير تقليدي، هو هذا الأمير الشاب الذي صار حديث العالم خلال وقت قصير عبر محاربة الفساد الذي طال شخصيات لم يتخيل أحد محاسبتها، وكذا مشروعه الطموح (2030)، وأيضا الروحية المتجددة التي أظهرها للمجتمع السعودي وتركيزه على القفز بالبنى التحتية، وإعادة هيكلة اقتصاد بلاده، والزج بقواه الشابة في قطاعاته المختلفة وفتح الأبواب أمام الاستثمارات العالمية التي ينظر إليها كرائدة ومحددة لاقتصاديات المستقبل، وهو ما يلبيه مؤتمر الاستثمار في الرياض، كبرهان على أفق دعم عالمي لسعودية قوية ومؤثرة!.

    حلف اللطم يدرك كل هذا ويعرف معنى التوجهات السعودية باعتبار أنها البديل عن أمراضه وتوهماته الغارقة في التاريخ، فلا ولاية الفقيه هي الإسلام ولا الخلافة العثمانية هي الخيار الصالح، كما أنه ليس للإخوان المسلمين ولا لدولة صغيرة كقطر القدرة ولا الشرعية على قيادة المنطقة بعد تهديمها بالثورات والاحتجاجات!.

    لهذا كانت الهجمة شديدة جدا!.. وبدا أن التحشيد (الاستعهاري) الذي خاضوه بالخدعة والتضليل والتكثيف والتهويل لتشويه السعودية، يدق أبواب مبتغاهم، بشيطنة الرجل الذي يزعجهم وجوده ودوره وتوجهه، ألا وهو الأمير محمد بن سلمان، فقالوا ذلك صراحة ودون التباس!.

    لكن العملاق السعودي قام لهؤلاء باللحظة المناسبة!..

    وعبر قرارات ملكية حاسمة بدأت هجمة سعودية مرتدة جعلت فبركات واحتشادات أسبوعين كاملين هباء منثورا فصح القول "فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض"، فتم وضع قضية خاشقجي في مسارها الصحيح كمسألة سعودية خاصة تتعلق بمواطن سعودي ودولة سعودية وقنصلية سعودية وخطأ سعودي تجري معالجته بما يرضي (ولي الدم) وهم أسرة خاشقجي الكريمة، بعيدا عن هذا العهر المغرض والخبيث، والذي يتغافل عن أنهار دم تسيل لأبرياء، ومناهج كبت للحريات في معظم المنطقة، وتشهدها بلدان حلف اللطم نفسها، والقاصرة عن تقديم مشروع حضاري مستقبلي مقابل للمشروع السعودي!.

    فإيران مقدمة على حصار كامل سيقود إن شاء الله لانهيار شامل، والإخوان يطقطقون مسابحهم على أرتام أمجاد منقرضة، وقطر كيان صغير ناس لنفسه ويجترها بحلم خارجي ليس له من الأمر شيئا غير قناة انفضحت وانكشف أمرها للأمة، وتركيا غارقة بدين 450 مليار دولار ويدها على ليرتها لا تتوقف عن الارتجاف!.

    هنا ما الذي فعله هؤلاء!؟

    لقد أنجزوا للسعودية دعاية مجانية بمناسبة المؤتمر كانت ستكلف مليارات!.

    ومع التأثير النفسي الذي تحدثه الدعاية المضادة على بعض الناس، إلا أن عملية التموضع العالمي والحصول على مكان فيه لا صلة لها بأني أحبك أو أبغضك.. فبهذا المقياس لا أحد يمكنه بلوغ الكراهية التي يوجهها المحبطون واللاطمون للولايات المتحدة!.. ليكون المؤتمر مناسبة للإعلام السعودي.. وللسوشال ميديا السعودية، لأن من كان قادما لتوقيع العقود ثم يغادر، صار لديه حافز كبير لأن يتعرف على المجتمع السعودي، والدولة السعودية، وبلد عربي أصيل يتقدم إلى الطاولة العالمية بكل قوة.. شاء من شاء.. ولطم من لطم!.

    *يوسف علاونه*
    twitter: @ysf_alawneh
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام