• موسكو تحذر ترامب بأنه من الخطر الانسحاب من المعاهدة النووية


    المصور: Nicholas Kamm

    A G - AFP حذرت موسكو الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ان نيته الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى المبرمة خلال الحرب الباردة هي خطوة "خطيرة جدا".
    واعتبر سيرغي ريابكوف في تصريح لوكالة تاس الروسية "ستكون هذه خطوة خطيرة للغاية وأنا واثق من أن المجتمع الدولي لن يفهمها وستستتبع إدانات جدية".
    وأعلن ترامب أنّ واشنطن ستنسحب من "معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى" التي وقعها في 1987 الرئيس الأميركي في حينه رونالد ريغان ورئيس الاتحاد السوفياتي يومذاك ميخائيل غورباتشيوف.
    وقال ترامب للصحافيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا إنّ "روسيا لم تحترم المعاهدة، وبالتالي فإنّنا سننهي الاتفاقية وسنطور هذه الاسلحة".
    وتابع "نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج وتصنيع أسلحة (في حين) أنّنا ممنوعون من ذلك. نحن بقينا في الاتفاقية واحترمناها ولكن روسيا لم تحترمها للأسف".
    ونفى ريابكوف الاحد هذه الاتهامات مشددا على "أننا لم ننتهكك المعاهدة ونتقيد بها بدقة".
    وأكد "كنا نتحلى بالصبر على مر السنين أمام الانتهاكات الصارخة للمعاهدة من قبل الولايات المتحدة نفسها".
    وقال ريابكوف لوكالة ريا نوفوستي إذا استمرت الولايات المتحدة بالتصرف "بشكل أخرق وفظ" والانسحاب من طرف واحد من المعاهدات الدولية "فلن يكون لدينا خيار آخر سوى اتخاذ إجراءات مضادة ومنها ما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية".
    لكنه قال "نحن لا نرغب بأن تصل الأمور الى هذا الحد".
    ياتي ذلك فيما من المقرر ان يزور مستشار ترامب لشؤون الامن القومي جون بولتون الاحد موسكو .
    وقال ريباكوف "نأمل ان يشرح لنا بطريقة جوهرية وواضحة، خلال لقائنا غدا وبعد غد، ماهي الاجراءات التي تنوي الولايات المتحدة اتخاذها" .
    ومن المقرر أن يلتقي مستشار ترامب لشؤون الامن القومي جون بولتون في موسكو الإثنين والثلاثاء كبار المسؤولين الروس بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، للتحضير للقاء متوقع بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية العام.
    وسيتلقي المستشار الأميركي وسكرتير مجلس الامن نيكولاي باتروشيف ومستشار بوتين يوري أوشاكوف، كما من المحتمل ان يلتقي بولتون الرئيس الروسي، على ما أفاد متحدث باسم الكرملين.
    وذكرت صحيفة الغارديان أن بولتون هو من ضغط على الرئيس الأميركي من أجل الانسحاب من "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى". كما انه يعيق المفاوضات حول توسيع معاهدة "ستارت الجديدة" للحدّ من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية التي ينتهي العمل بها في 2021 وترغب روسيا بتمديدها.
    - اتهامات متبادلة -

    المصور: JEROME DELAY

    وتأخذ إدارة ترامب على موسكو نشرها منظومة صاروخية من طراز 9إم729 التي يتجاوز مداها بحسب واشنطن 500 كلم، ما يشكّل انتهاكا للمعاهدة.
    ووضعت المعاهدة التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5000 كلم، حدّاً لأزمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ إس.إس-20 النووية التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.
    وبادلت موسكو الولايات المتحدة الاتهام وتحدثت عن "ابتزاز" وذلك غداة اعتبار مصدر في الخارجية الروسية أنّ واشنطن "اقتربت من هذه الخطوة على مدى سنوات عديدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق عمدا وبالتدريج".
    وأضاف أنّ "هذا القرار يندرج في إطار السياسة الاميركية الرامية للانسحاب من الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية على عاتقها كما على عاتق شركائها وتقوّض مفهومها الخاص لـ+وضعها الاستثنائي+".
    من جهته اعتبر السناتور الروسي أليكسي بوشكوف في تغريدة على تويتر أنّ قرار ترامب الانسحاب من المعاهدة هو "ثاني ضربة قوية تتلقّاها منظومة الاستقرار الاستراتيجي في العالم" بعد انسحاب واشنطن من "معاهدة الصواريخ المضادة للبالستية" (معاهدة إيه بي إم) في 2001.
    وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة إلى توجيه الأنظار نحو الصين التي يمكن ان تطور دون قيود أسلحتها النووية المتوسطة المدى بما انها لم توقع على الاتفاق.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام