• فكرة لفرض ضريبة لحل مشكلة المشردين في سان فرانسيسكو تقسم شركات التكنولوجيا


    المصور: جوش إدلسون

    A G - AFP يدور جدل محتدم حول فكرة فرض ضرائب على الشركات الكبرى في سان فرانسيسكو لمساعدة آلاف المشردين في هذه المدينة الأميركية الكبيرة، إذ يعارض أصحاب مجموعات التكنولوجيا طريقة معالجة هذه المشكلة المزمنة.
    في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر سيصوت ناخبو هذه المدينة التي تضم شركات مثل "تويتر" و"اوبر" و"اير بي ان بي" على "الاقتراح سي" المدعوم من صاحب شركة الحوسبة السحابية "سايلزفورس" مارك بينيوف لكنه يلقى معارضة من رؤساء شركات أخرى مثل "تويتر" جاك دورسي.
    وقال بينيوف عبر تويتر "المشردون هم المشكلة الكبرى في سان فراسيسكو" . وهو أقام مقر شركته في هذه المدينة التي تعد 890 الف نسمة وتشتهر بمعالم مثل جسر غولدن غايت.
    وهو أكد ان المدينة "لديها خطط رائعة (لحل المشكلة) لكن علينا أن نجد التمويل الآن". وقد موّل حملة لتأييد "الاقتراح سي" مع ملصقات معلقة في سائر أرجاء المدينة.
    وقال لصحيفة "ذي غارديان البريطانية "ثمة 70 ثريا من أصحاب المليارات في منطقة سان فرانسيكو (..) والكثير منهم يكتفون بجمع الأموال".
    وكتب دورسي في المقابل عبر "تويتر" "نحتاج الى حلول على المدى الطويل وليس الى تحركات سريعة تجعلنا نشعر بتحسن موقت".
    ويؤكد مؤيدو "الاقتراح سي" أنه سيسمح من خلال 250 إلى 300 مليون دولار سنويا بتوفير مسكن لخمسة آلاف شخص وتمويل خدمات في مجال الصحة النفسية أو مساعدات إسكان.
    وتفيد بلدية المدينة التي تعارض الاقتراح وتدافع عن خطتها الخاصة أن 7500 شخص ينامون كل ليلة في مراكز إيواء أو في غالب الأحيان على الارصفة أو في المتنزهات. وسنويا تسجل خدمات البلدية مرور نحو 20 الف مشرد مختلف.
    وتشير البلدية إلى أنها تنفق 250 مليون دولار سنويا لمكافحة أزمة السكن.
    - العيش وسط القمامة -
    يتركز المشردون في حي تندرلوين في وسط المدينة. وهم سود في غالبيتهم العظمى ويعانون من تدهور كبير في صحتهم الجسدية والنفسية وسط أكوام النفايات والبراز والإبر الملوثة.
    ويجر هؤلاء عربات مليئة بقطع الخردة فيما يهيم بعضهم في طرقات شارع ماركت ستريت التجاري قرب مقار "اوبر" و"تويتر".
    ويحمّل سكان سان فرانسيسكو الطفرة في قطاع التكنولوجيا المسؤولية عن أزمة السكن التي أدت إلى ارتفاع هائل في أسعار العقارات خلال السنوات الأخيرة، إذ بات استئجار شقة صغيرة يكلف ثلاثة آلاف دولار شهريا فيما لا يمكن شراء أي عقار في المدينة بسعر أدنى من مليون دولار.
    وقال مارك بينيوف في مقابلة مع موقع "سي أن أن"، "يجب لرؤساء شركات التكنولوجيا هؤلاء أن يفهموا أنه في حال أرادوا البقاء في سان فرانسيسكو والإفادة من كل ميزاتها، خصوصا في ظل الحوافز الضريبية التي استفاد منها بعضهم للانتقال إلى ماركت ستريت، فعليهم أن يكونوا سعداء للغاية إذا ما تعين عليهم تقديم بعض من أموالهم".
    وأوضح جاك دورسي عبر "تويتر" من ناحيته "أريد المساعدة في حل مشكلة المشردين في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا. لا أظن أن +الاقتراح سي+ هو الطريقة الفضلى لبلوغ هذا الهدف". وأبدى ثقته برئيسة بلدية المدينة لندن بريد.
    - "المسألة ليست مالية" -
    وكان رئيس شركة "سترايب" الناشئة المتخصصة في الدفع عبر الانترنت باتريك كوليسون انتقد الجمعة هذا الاقتراح معتبرا أنه "لن يحل المشكلة بفعالية" ولافتا إلى أن "المسألة ليست مالية".
    وفي جنوب سان فرانسيسكو، تعاني مدينة سان خوسيه الواقعة في قلب منطقة سيليكون فالي التي تضم كبرى شركات التكنولوجيا في العالم "آبل" و"غوغل" و"فيسبوك"، أزمة سكن مشابهة مع ارتفاع كبير في أسعار العقارات.
    وعلى الساحل الغربي، تطاول مشكلة المشردين أيضا لوس أنجليس وبورتلاند وسياتل. واضطرت الأخيرة هذا العام للتخلي عن فرض ضريبة على الشركات الكبرى لتمويل مساعدة المشردين بضغط من المجموعات المحلية مثل "ستاربكس" أو عملاق التجارة الإلكترونية "امازون".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام