• دار "متروبوليتان أوبرا" تسعى لاستقطاب جماهير الشباب


    المصور: انجيلا ويس

    A G - AFP تحاول "متروبوليتان أوبرا" بشتى الوسائل استقطاب جمهور من الشباب ممن لم يعتادوا على هذا النوع من الفنون، في إطار مساعي هذه الدار العريقة للحد من التراجع المطرد في عدد روادها.
    فقد أطلقت الدار في وقت سابق هذا الشهر سلسلة حفلات تحمل عنوان "أيام الجمعة لمن هم دون الأربعين" استقطبت جمعا من الشباب بملابس رسمية ممن تهافتوا على التقاط الصور الذاتية وتبادلوا أطراف الحديث خلال تناول الأجبان والمشروبات قرب جداريات تحمل توقيع الفنان مارك شاغال.
    وتجمع آخرون على شرفة مطلة على مركز لينكولن في نيويورك قبيل بدء عرض "شمشون ودليلة" المبهر.
    ويمكن شراء بطاقات لحضور هذه الحفلات وعددها عشر خلال الموسم، بأسعار مخفضة في إطار جهود دار "متروبوليتان أوبرا" لاستعادة موقعها ضمن الرؤية التي أطلقها المدير الموسيقي الجديد للدار.
    وتسعى المؤسسة العريقة العائد تاريخ تأسيسها إلى 135 عاما، من خلال هذه المبادرات إلى زيادة إيراداتها المالية بمواجهة التراجع الكبير في عدد الرواد.
    وتسجل مبيعات التذاكر معدلات ثابتة غير أنها أدنى بكثير مما كانت عليه خلال الحقبة الذهبية في القرن الماضي. ففي موسم 2017-2018، باعت الدار 67 في المئة من تذاكرها وهي نسبة مشابهة لتلك المسجلة العام السابق وفق هيئة "ميت داتا".
    وقد قلصت مؤسسة "موديز" في أيار/مايو الماضي تصنيف دار "متروبوليتان" الائتماني مشيرة إلى أن المجموعة "ستواصل استقطاب الجمهور والواهبين" غير أن "إيرادات شباك التذاكر ستتراجع على الأرجح تماشيا مع اتجاهات القطاع".
    - "أوبرا للجميع" -
    قبيل انطلاق موسم 2018-2019، أعلنت دار "متروبوليتان أوبرا" أنها توصلت لاتفاق مع اتحاديها للعازفين ومنشدي الجوقة على تقديم عروض صباحية أيام الآحاد العام المقبل، في ما قد يمثل جرعة دعم كبيرة نظرا إلى الشعبية التي تتمتع بها العروض المقدمة في صباح أيام السبت.

    المصور: انجيلا ويس

    كذلك ثمة خطوة أساسية أخرى تتمثل في إعلان دار "متروبوليتان أوبرا" أنها ستمدد موسمها حتى شهر حزيران/يونيو وتأخذ استراحة شتوية في شهر شباط/فبراير الذي تتراجع فيه عادة إيرادات شباك التذاكر.
    وكشف المدير الموسيقي الجديد للدار يانيك نيزيه-سيغان في مقابلة نشرتها "نيويورك تايمز" الشهر الماضي عن مزيد من التغييرات المرتقبة بما يشمل تعاونا مع مسرح "بابليك ثياتر" وأكاديمية بروكلين للموسيقى على أعمال جديدة مطعمة بالسياسة من بينها على سبيل المثال اقتباس أوبرالي لقصة "ديد مان ووكينغ".
    وقال نيزيه-سيغان "أود توجيه رسالة قوية للغاية تظهر كيف تكون دار أوبرا موجهة للجميع"، مضيفا "الاعتقاد بأن الجميع سيحبون ذلك وهم. لكن ليس من الوهم محاولة إشعار الجميع بأنهم مرحب بهم".
    وحل نيزيه-سيغان محل جيمس ليفاين الذي عجلت اتهامات بالتحرش الجنسي تنحيه.
    وتشبه الإشكالية التي تواجهها دار "متروبوليتان" إشكاليات أخرى في دور أوبرا عالمية مثل باريس وميلانو حيث تم إطلاق برامج لاستقطاب فئة الشباب. غير أن قدرة الدار الأميركية الاستيعابية مع 3800 متفرج والتي تفوق بأكثر من ألف مقعد مثيلاتها في المدن الأخرى، تطرح تحديات خاصة.
    ومن العوامل الأخرى، تراجع عدد المدارس الأميركية التي تدرّس الموسيقى وفق غيليان مساعدة المدير العام لشؤون الإعلام والتسويق في دار "متروبوليان".
    - إزالة "الخجل" -
    وأوضحت برييرلي لوكالة فرانس برس "لدينا عمل كثير نقوم به لمساعدة الناس على أن يخطوا هذه الخطوة الأولى لزيارتنا نظرا لكون الأجيال الشابة أقل دراية بالثقافة الموسيقية".
    وتركز الجهود التسويقية ل"متروبوليتان" على تبديد صورة الدار على أنها "متعالية" مع الإضاءة على قدرتها على الخوض في مواضيع مثيرة للاهتمام كالخيانة والنزاعات إضافة إلى الحب والجنس.
    وقد أعيدت تسمية عمل "أوتيلو" الشهير لجوزف فيردي ب"فايتل أتراكشن" (الانجذاب القاتل).
    وأشارت برييرلي إلى أن الحملات الترويجية ترمي إلى تسليط الضوء على قدرة الدار العريقة على إرضاء أذواق جمهور متعطش للرواية القصصية. كما لفتت إلى أن الجمهور الجديد الذي قد تستقطبه الدار يهتم خصوصا بهوية مؤلفي الأعمال الأوبرالية وبقدرات المغنين والطاقات الإنتاجية.
    وأضافت "من الرائع رؤية السعادة ترتسم على وجوه الأشخاص الذين يحضرون للمرة الأولى. وعندما تستقطبهم لأول مرة، سيواظبون بعدها على المجيء".
    ولفتت برييرلي إلى أن الأساس في هذه الجهود يكمن في "إبعاد الشعور بالخجل من المجيء إلى هذا الموقع".
    وكشفت عن توجه دار "متروبوليتان" لاستخدام مدخل ثان خلال الخريف الحالي بهدف تقليص الازدحام نظرا إلى أن كثيرين يشترون تذاكرهم في اللحظات الأخيرة خلافا للأجيال السابقة المعتادة على حجز بطاقاتها قبل فترة طويلة.
    وستتيح المساحة الجديدة للرواد تبادل الأحاديث وتناول المشروبات، إذ تظهر دراسات أن الجماهير الشابة مهتمة بخوض تجارب اجتماعية ما قد يسهم في الترويج لأنشطة الدار عبر نشر الرواد الشباب مضامين على وسائل التواصل الاجتماعي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام