• أثينا تحاول تحرير تاريخ المقاومة من النسيان والحزبيّة


    المصور: لويزا غوليماكي

    A G - AFP تقام في أثينا عروض وجولات ومعارض لإحياء يوم تحريرها من الاحتلال النازي في الثاني عشر من كانون الأول/أكتوبر 1944، الذي أذهبت وهجَه الحرب الأهلية التي تلته.
    في هذا اليوم، تحتفل العاصمة اليونانية بانسحاب القوات الألمانية وتقهقرها أمام زحف الجيش السوفياتي.
    وفي الشوارع التي سيطر عليها "الجيش الوطني للتحرير" (إيلاس)، أحد أركان المقاومة اليونانية الشيوعية، كانت جموع الناس تهتف "لواكراتيا" أي "حكم الشعب".
    غير أن ستّة أسابيع بعد ذلك كانت كافية لانقلاب المشهد وانقسام المدينة بين أنصار الملكية المدعومين من بريطانيا والشيوعيين القريبين من موسكو، في مقدمة للحرب الأهلية التي امتدت بين العامين 1946 و1949 وتلاها حكم عسكري استبدادي.
    ومنذ ذلك الحين، صارت الروايات مختلفة في أذهان اليونانيين حول ما جرى في تلك الحقبة من تاريخ بلدهم.
    ويقول الأستاذ الجامعي جورج بريفيلاكيس صاحب كتاب "من هم اليونانيون" إن الروايات المختلفة أدت إلى "فقدان للذاكرة" بسبب "جملة من الصدمات وعدم التوافق على تفسير الأحداث التاريخية".
    - "أثينا حرّة" -
    وتقول ديمترا ديميري وهي أستاذة في السادسة والثلاثين من العمر "بدل أن نحتفل بانتهاء الاحتلال ونهاية الحرب كما يحصل في سائر بلدان أوروبا، نحن نحتفل هنا ببدء الحرب".
    فبالفعل، لا تحتفل اليونان بذكرى انتهاء الحرب، بل بيوم الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، يوم دخلت في النزاع العالمي عام 1941 متصدّية لإيطاليا الفاشية.
    أما الاحتفال بالتحرير من الاحتلال، فكان يقتصر على رفع علم في مبنى أكروبوليس.
    وتقول زيتا أنتونوبولو المسؤولة عن المحفوظات في بلدية أثينا لوكالة فرانس برس "هذا التاريخ طواه النسيان، لذا نحن نحاول أن نحيي ذاكرة ذلك الزمن".
    وتضيف "علينا أن نتعلّم النظر في تاريخنا والتصالح مع الماضي.. التاريخ الحديث هو الغائب الأكبر من البرامج المدرسية".
    على مقربة من البرلمان ودائرة المحفوظات الوطنية، تشارك البلدية في مشروع "أثينا حرّة" الذي يقام منذ عامين في شهر تشرين الأول/أكتوبر.
    ومن الأنشطة في برنامج هذه السنة معرض يتتبع "14 قصة من قصص المقاومة"، وحفلة للمغنيّة ماريا فاراندوري في حديقة الحرية في وسط المدينة.
    - كسر المحرّمات -
    ويقول المؤرخ مينيلاوس خارالامبيدس صاحب هذه المبادرة لوكالة فرانس برس "ما زالت الأبحاث حول الاحتلال والمقاومات في المدن حديثة العهد" فقد طغى الحديث عن دور الشيوعيين على من سواهم من أطراف ساهموا في حرب التحرير.
    لكن في السنوات الأخيرة تداعت رواية اليسار اليوناني حول "أساطير المقاومة" مثلما تداعت رواية اليمين في زمن حكم العسكر.
    لذا يأمل المؤرخ أن يكون اليونانيون قد وصلوا إلى "نهاية هذه الدورة"، ما يفتح المجال أمام دراسة موضوعية لتاريخ المقاومة.
    ويقول ديميتريس وهو أستاذ معلوماتية في الثلاثين من العمر "في اليونان كلّ شيء حزبيّ وعائليّ أيضا، وذكريات تنتقل من جيل إلى جيل، نحتاج إلى بعض الوقت لكسر هذه المحرّمات".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام