• أليكس هونولد يتلسّق شواهق صخرية مرعبة بدون أي حبل أو أداة


    المصور: جيمي تشين

    A G - AFP في صبيحة الثالث من حزيران/يونيو 2017 تمكنّ أليكس هونولد من بلوغ نهاية سعيدة لمغامرته المحفوفة بالخطر، فقد نجح في تسلّق جرف صخري شاهق من دون حبل ولا أدوات، مثيرا ذهولا في أوساط المتسلّقين.
    ورافق أليكس في رحلته وفي تحضيراته السابقة فريق تصوير لإعداد فيلم وثائقي بعنوان "فري سولو" أنتجته شبكة "ناشونال جيوغرافيك" عن هذه الرياضة التي تحبس الأنفاس.
    ومن المقرّر أن يبدأ عرض الفيلم في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا في الأسابيع المقبلة.
    يصوّر الفيلم طريقة تسّلق الشواهق الصخرية من دون استخدام أي حبل أو أداة (فري سولو)، وهي مهارة تقتصر على بعض المتمرّسين في فنّ التسلّق، وكثير منهم يفقدون حياتهم حين تنزلق أقدامهم ويتردّون من أعلى.
    يصوّر الفيلم مشاهد مرعبة لأليكس وهو يثبّت أصابع يديه وقدميه بين شقوق الصخور من دون أية حماية، والتقطت المشاهد بكاميرات مصوّرين وأيضا من طائرة صغيرة يُتحكّم بها عن بعد.
    وتتبّعت الكاميرات ألكيس وهو يعتلي الشاهق الصخري وصولا إلى ارتفاع 900 متر. وفي بعض المشاهد يُصاب المشاهد بالدوار والذعر، فأي حركة غير مدروسة تماما يمكن أن تجعله ينزلق إلى الهاوية.
    وقبل الشروع بالمغامرة المخيفة، تدرّب أليكس على التسلّق من دون أدوات، لكنه كان يجري هذه التدريبات موثوقا بالحبال إلى أن أتقن مهمّته، فنفّذها من دون حبال.
    وعاش فريق التصوير لحظات قاسية أثناء الرحلة، فقد كانت كلّ خطوة تحمل معها احتمالا قاسيا، وهي أن يسقط رفيقهم ويقضي متحطّما فوق الصخور.
    إلا أنه يمارس هوياته بهدوء شديد يجعل بعض الباحثين يتساءلون عما إذا كانت كلّ أجزاء دماغه تعمل في هذا الوقت أم لا.
    - "نتيجة التدريب" -
    ولذا، قبِل أن يخضع لتصوير بالرنين المغناطيسي في آذار/مارس 2016، وتبيّن فعلاً أن أجزاء من الدماغ مسؤولة عن الخوف لا تعمل حين يرى مشاهد مخيفة، وكأنه فاقد للقدرة على الخوف.
    لكن أليكس يقول إنه يعرف الخوف، فهو يخاف مثلا من الموت والألم، ويخاف من الكلام أمام الجموع، بحسب ما قال لمراسل وكالة فرانس برس أثناء عرض الفيلم في واشنطن الثلاثاء.
    ولذا يقدّم هو تفسيرا آخر يرى فيه أن انعدام الخوف عنده في وقت التسلّق "هو نتيجة عشر سنوات من التحضير والتدريب والتغلّب على الخوف".
    في عشر سنوات من التسلّق بالحبال صار يعرف الجرف الصخري مترا بمتر. ولذا هو لا يرتجل خطواته، بل يقوم بها عن سابق تصوّر.
    تقول صديقته ساني ماكاندليس إنه "نزيه جدا" و"غريب الأطوار".
    وتروي كيف كان يتلقى بلامبالاة خبر موت متسلّق تردّى من شاهق صخري، فكان يسأل "ماذا كانت تتوقّع زوجته"، ولا يفهم لم يؤثر موت شخص ما على أقربائه فيجعلهم يحزنون.
    تقول مخرجة الفيلم شاي فاساريلي لوكالة فرانس برس "لقد اختار هذه الحياة، وهو فكّر جيدا بالموت، لقد فعل كلّ شيء ليعيش هذه الحياة".
    لكن ما يقلقه فعلا هو أن يسقط أمام عدسة الكاميرا.
    ويقول "لا مشكلة إن كنت وحيدا، لكن سيكون غريبا بعض الشيء أن يتحمّل أقاربي ذلك".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام