• تويتر من موقع تواصل إلى موقع تفاصل



    أسس موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" ليكون شبكة تواصل لحظية حقيقية، بحيث تتواصل مع أحدث المستجدات، أواخر القصص، الأفكار، الآراء، والأخبار لكل ماتراه في مصبّ اهتمامك. ببساطة، إبحث عمّن تنجذب لأفكارهم وإلهامهم وتكون في إطار اهتماماتك.

    فكرة ال 140 حرف كان المغزى منها التعبير اللحظي بما أنه موقع تواصل لحظي (real-time network) ولكن لم يتوقف الأمر هنا، بل أعطي القارئ المزيد من الخيارات إذا رغب بالمتابعة أكثر وذلك عن طريق روابط الصور والفيديوهات.

    في بادئ الأمر عند التسجيل، تترك لك ملاحظة بسيطة لطيفة تقول: "لا تحتاج لأن تؤسس موقع ليخدم هذا الموقع "أي كمّاً كلامياً"، ولا تحتاج أن تغرد لكي تستمتع بتويتر، فسواءً كتبت 100 تغريدة في اليوم أو لم تكتب، لازال هناك طريق لتتابع اهتماماتك، وتشارك، أو حتى تستمِع لبعض المعلومات. سأكتفي بهذه المقدمة.

    إن المتابع لتويتر اليوم ليشفق على ما أراده العلم، وما أولّته الأيادي البشرية، من المقدمة المتواضعة جداً قد تستشف عزيزي القارئ ما أصبو إليه، فهذه الأسطر الرائعة البسيطة التي دونتها إدارة تويتر تخبرنا بعقلية المخترع حينما أسس هذا الموقع وما المغازي التي كان يسعى إليها.

    تويتر اليوم محطة تصفية حسابات، قصص، التغريدة الواحدة أصبحت تبحث عن أولها قبل 40 تغريدة متسلسلة، وختامها قد لاينتهي عند البعض، سرد قصص وليس تواصل لحظي، لم تعد تميز الفرق بينه وبين المدونات، بل أصبحت إشكال كبير على الفهم، تغير مفهوم تأسيسه اليوم تماماً وأصبح مسيراً لغير ما اخترع له.

    لن نتوقف، فموضوع الاستخدام الخاطئ بدء من هنا، واستمر وتفشّى ووصل لمستوى أقبح صراحةً، تصفية حسابات بين كثيرين ممن أعتبرهم ضعافاً لأنهم وجدوا متنفساً في الخفاء، بل أصبح المصدر الفضائحي الأول، فلان أصابه كذا، علاّن فعل، هذا قال، وذاك اغتال، والآخر سرق، ورجلٌ لا نعرفه أصبح من جرم خبيث الأشهر دولياً، وهلمّ جرّا.

    والأعجب من هذا وذاك، شخص تجد له في اليوم مائتي ألف مليون مزاج، فمرة تجده دينياً متطرفاً، وأخرى غرّد بأغنية، وثالثة غرد سياسة، وبعدها حب، ومن ثم ريتويت معجب بتيار فكري ومدحه، وبنفس اليوم لتيار فكري معارض جداً للأول، أمانة مالذي يجب أن نعرفه عن هذا الشخص، ماهدفه، ماتفكيره، ما اتجاهاته التي سناتبعه لأجلها، ومامدى صحة مايُتناقل؟ الطامة أن لدى بعض من هؤلاء المغردين مطاردين بالآلاف، فقل على الدنيا السلام.

    الكثيرون قاموا بإغلاق حساباتهم مؤخراً في تويتر، قصدت الجيد منهم، من هو صاحب فكرة و هدف، للأسباب المرهقة ذاتها، وعلى النقيض تماماً أنا أراهم هم الصحاح، من استخدموا التكنولوجيا بطريقتها المفترضة، ولكن للأسف لم يستطيعوا التعايش مع الغالبية التي تعكس السير، فإما اصطدام يؤدي للمات أو للانعدام التام وتظليل لما يكتبون في ظل الطيش المعتم على المكان.

    من فترة بسيطة قررت أن أنشئ حساب آخر أتابع به بعض مشاهير العالم من غير العرب، ممثلين و فنانين، فعلاً لمتابعتهم متعة، وسأصلي بأن لا يظهر لي من يقول بأنّي معجب بهم، ليس هذا السبب، بل في كيفية استخدامهم لتويتر!

    كلنا نعرف بأن لديهم من الفساد والفضائح أكثر منّا، وكل منهم له عيوبه الظاهرة فكيف بالمبطن منها، إلا أنه في منبر كهذا لا يكتب إلا هواياته، طموحاته، تتابع أول تغريدة وآخر تغريدة ومابينهما ألوفٌ مؤلفة ولاتجد أي انقطاع في الفكرة ولا في الهدف.

    بينما نحن تتابع أول تغريدة وآخر تغريدة ومابينهما ألوف مؤلفة لايوجد بينها أي رابط وكلها تصب آخر المطاف لغرض واحد هو الثقافة الفضائحية أو الإستعراضية، أي فصل اجتماعي بكل المقاييس، وفقط.
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية الخاصة بـ هيا
      هيا -
      ولكل ما ذكرت أعلاه .. كان خروجي من تويتر غير آسفة عليه
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام