• مبادرة صحية في مدينة إسبانية لإنقاص 100 ألف كلغ من وزن السكان


    المصور: ميغيل ريوبا

    A G - AFP في نارون الاسبانية ينكب آلاف الأشخاص على ممارسة الرياضة مع حذف اللحوم المقددة والأطباق المقلية من طعامهم إذ ان هذه المدينة تعهدت خسارة مئة ألف كيلوغرام من وزن سكانها الإجمالي.
    ويقول الأخصائي في الطب العام كارلوس بينييرو البالغ 63 عاما "في القرن الحادي والعشرين، ينسى الناس أنهم بتركيبتهم معدّون للمشي".
    هذا الطبيب هو أحد القائمين الرئيسيين على برنامج للصحة العامة أُطلق في كانون الثاني/يناير في مدينته الصغيرة في منطقة غاليثيا (شمال غرب) كما أن مكافحة الأمراض القلبية الوعائية ترتدي أهمية خاصة لديه بما أنه شارف على الموت في سن الخامسة والأربعين.
    وفي أحيان كثيرة، يستبدل بينييرو سترته البيضاء بالملابس الرياضية للتنزه في حديقة خضراء يقود فيها تمارين الإحماء بمشاركة نحو اثني عشر متنزها.
    هذه المدينة الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي تعد 40 ألف نسمة بينهم تسعة آلاف شخص يعانون وزنا زائدا وثلاثة آلاف آخرون مصابون بالبدانة، بحسب بينييرو.
    وتستحوذ غاليثيا المعروفة بأطباقها اللذيذة والدسمة بغالبيتها، على أعلى نسبة من الأشخاص أصحاب الوزن الزائد في إسبانيا بحسب دراسة أجرتها الجمعية الإسبانية لطب القلب.
    ويقول بينييرو "المناخ الماطر يدفعنا إلى ملازمة المنزل ما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية".
    - تعديل الحميات الغذائية -
    وقد انضوى في هذا المشروع أكثر من أربعة آلاف شخص من سكان نارون، أي شخص من كل عشرة أشخاص في المدينة.
    وللدلالة إلى الالتزام الجامع بهذه المبادرة، عمدت رئيسة البلدية ماريان فيريرو إلى أخذ وزنها مع مستشاريها البلديين بعدما وقفوا على ميزان عملاق.
    ويجمع هذا المشروع الحميات الغذائية المعدّة بحسب حاجات كل شخص مع الأنشطة الجسدية المكيفة، وهو يسعى إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون هذه الآفة في مسعاهم لاستعادة الثقة في أنفسهم.
    وتقول ماريا تيريزا رودريغيث وهي ربة منزل في الخامسة والخمسين من العمر "أمشي مع صديقات بينهن امرأة فوق سن الثمانين تتكئ على ذراعي".
    ويظهر الارتياح جليا على محياها بعد رؤيتها وزنها على الميزان إذ تقول "في آذار/مارس كنت أزن 82 كيلوغراما أما الآن فبات وزني 70".
    وتواظب هذه المرأة يوميا على ممارسة رياضة المشي أو التمارين الرياضية لساعة ونصف الساعة إضافة إلى حصة للرقص في يوم الجمعة باتت قادرة على اتباعها "منذ أن زال ألم الركبتين لدي".
    وفي المدينة، يقدم 18 مطعما أطباقا أقل احتواء على سعرات حرارية مع الترويج لحمية غذائية تسمى الحمية الأطلسية وفيها تركيز على المنتجات البحرية.
    ويوضح دييغو بلاتاس (37 عاما) خلال طهوه سمكة ماكريل وهو نوع محلي قليل التكلفة "أستبدل الملح بالطحالب وبنقوع أسماك أو بمحار مجفف، كما أبدل الزبدة بزيت الزيتون".
    - "لا لإملاءات الأطباء" -
    وحذرت منظمة الصحة العالمية أخيرا الأوروبيين من أن التحسن المسجل متوسط العمر المتوقع قد يتراجع جراء ازدياد معدلات البدانة لدى السكان.
    وفي إسبانيا، أعدّت وسائل الإعلام تقارير عدة قرب مدينة فالنسيا (شرق) تتناول مريضا في سن الرابعة والثلاثين يزن 385 كيلوغراما.
    ويقول بينييرو "ليس سهلا البتة إقناع أشخاص بالغين" بتغيير نمط حياتهم، مضيفا "بعضهم يقول +لا ينقصني سوى أن يملي عليّ الطبيب ما يجب أن أفعل+".
    ويعلّق هذا الطبيب آمالا كبيرة على الأطفال الذين يتلقون التوعية في مؤسسة تربوية تجريبية هي مركز خورخي خوان حيث يظهر الأساتذة حماسة خاصة في التعليم.
    وتقول ماريا خوسيه كازولا وهي مدرّسة في الخامسة والخمسين من العمر فقدت 14 كيلوغراما من وزنها خلال عام إنها وزملاءها المدرّسين يخرجون خلال فترات الاستراحة "للمشي على الواجهة البحرية" مع التلامذة.
    ولدى التلامذة البالغ عددهم 224 فرصة القيام بساعة من الأنشطة الجسدية يوميا كما أن الأقل حماسة يمكن أن يستخدموا دراجة تمرين في إطار نشاط "أدوّس على الدراجة وأقرأ".
    كما أن التلامذة المقيمين قرب المدرسة يتلقون تشجيعا على ارتيادها مشيا أو على الدراجة الهوائية مع تزويدهم بسوار إلكتروني يبلغ الأهل بوصول أطفالهم.
    وقد وضعت لافتة في المدرسة تحمل شعار "أدمن الفاكهة" إذ توزع حصص من الفواكه على التلامذة في صبيحة كل يوم. لكن "لا يتم الحديث مباشرة عن الوزن" مع الأطفال لأن ذلك ينطوي على "وصمة سلبية" بحسب بينييرو.
    وبالإضافة إلى الكيلوغرامات ال100 ألف المطلوب إنقاصها من أوزان سكان نارون، يأمل الطبيب أيضا أن يعتمد أهالي المدينة "نمط حياة سليما للتصدي للأمراض المزمنة" وتقليص النفقات الصحية.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام