المصور: ديفيد ماكنيو
A G - AFP سيكون الثريّ الياباني يوساكو مايزاوا البالغ 42 عاما أول سائح يذهب في رحلة إلى مدار القمر على متن مركبة تابعة لشركة "سبايس إكس" الأميركية الخاصة، مع عدد من الفنانين الذين سيدعوهم لمشاركته المغامرة.
وستنطلق هذه الرحلة في العام 2023، بحسب ما أعلن الاثنين إلون ماسك مؤسس "سبايس إكس" في مقرّها في لوس أنجليس.
ويوساكو مايزاوا مؤسس موقع إلكتروني كبير للموضة وهاوي جمع أعمال فنية معاصرة، وتُقدّر ثروته بثلاثة مليارات دولار بحسب "فوربز".
وقال يوساكو مايزاوا بعدما قدّمه إلون ماسك "في العام 2023، سأدعو ستة فنانين أو ثمانية من العالم أجمع للانضمام إليّ في هذه الرحلة باتجاه القمر".
وأضاف "سيُطلب منهم إنجاز أعمال فنيّة بعد عودتهم إلى الأرض، وهذه التحف ستشكل مصدر إلهام يوقظ الحلم في داخل كل منا".
وسيختار مايزاوا مدعوّيه من بين الفنانين الكبار الذين يحبّهم، من رسامين ونحاتين ومصوّرين وموسيقيين ومخرجين ومهندسين معماريين.
وقال مايزاوا "أحب القمر منذ الطفولة"، وهذه الرحلة "حلم يراودني منذ الصغر".
وسيكون مايزاوزا ومدعوّوه أول من يذهبون في رحلة إلى مدار القمر منذ انتهاء برنامج "أبولو" في العام 1972.
ولم تطأ سطحَ القمر سوى أقدام 12 رائد فضاء كلّهم أميركيون.
وكشف الثري الياباني أنه دفع ثمن كلّ المقاعد على متن صاروخ "بي أف آر" الذي تعمل "سبايس إكس" على إنجازه، من دون الإفصاح عن المبلغ.
وسبق أن أبدى إعجابه بأنشطة "سبايس إكس" خصوصا في شباط/فبراير الماضي بعد الإطلاق الناجح لصاروخ "فالكون هافي" إذ كتب حينها في تغريدة عبر "تويتر"، "لقد تأثرت لمشاركتي في هذا الأمر من أرض الحدث".
كما أن هذا الثري الياباني مولع بالفن المعاصر. وهو اشترى عملا لجان ميشال باسكيا العام الماضي في مقابل 110,5 ملايين دولار ليثري مجموعته التي تضم أيضا أعمالا لبيكاسو وأندي وارهول وألكسندر كالدر وجيف كونز وآخرين.
وكان رجل الأعمال هذا يرغب في أن يصبح مغني روك في شبابه. لكن انتهى به الأمر بتأسيس شركة "ستارت توداي" العام 1998 والتي تملك حاليا موقع "زوزوتاون" للتجارة الإلكترونية بالملابس.
وهو أطلق مؤسسة ترمي لدعم الإبداع وتوعية الرأي العام. كما يطمح حاليا في إنشاء متحف للفن المعاصر في مدينته شيبا في شرق طوكيو.
- "رحلة خطرة" -
المصور:
بعد أن تتمّ المركبة دورة حول الأرض، تنطلق باتجاه القمر وتدور حوله، ومن هناك يمكن أن تبدو الأرض وهي تشرق على سطحه.
وبعد الدوران حول القمر، تعود المركبة وتتجه إلى الأرض لتحطّ على سطحها.
وقال إلون ماسك "إنها رحلة خطرة"، ولذا ستُجرى تجارب عدّة غير مأهولة قبل إطلاق الرحلة.
ويبلغ طول الصاروخ مع المركبة 118 مترا، منها 55 مترا للمركبة وحجمها ألف متر مكعّب.
وكان مقرراً أن يكون الصاروخ الأقوى في تاريخ غزو الفضاء مع قدرة على حمل 150 طنا، أي أقوى من الصاروخ "ساتورن 5" الذي حمل مركبات "أبولو" إلى القمر ومداره في الستينيات والسبعينيات وكان قادرا على حمل 135 طنا إلى الفضاء.
لكن "سبايس إكس" عادت وقررت أن تكون قوّته 100 طن فقط، وهي قوّة كافية لإطلاق المركبة إلى حدود القمر، وأكثر من ذلك إلى المريخ يوما ما.
- ما بعد المريخ -
يأمل إلون ماسك أن تصبح مركبته الجديدة قادرة على بلوغ أي جرم في المجموعة الشمسية، لكن هذا الأمر يتطلّب وضع مخزون من الوقود على سطح المريخ وغيره للتزوّد لهذه الرحلات الطويلة.
ويقول "علينا أن نتصرّف كحضارة عابرة للكواكب بأسرع وقت ممكن"، وذلك استباقا لأي كارثة قد تضرب الأرض.
رغم هذا المشروع الطموح السبّاق في العالم، يؤكد إلون ماسك أن أولوية شركته تبقى التعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وهي تأمل أن تكون أول شركة خاصة تنقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك في العام 2019.
