• قطر بين العزلة والدياثة


    بقلم : يوسف علاونه تحقق قطر وضعية أسرائيل قبل معاهدات السلام مع الأردن ومصر وقيام علاقات بينها وبين دول عربية أخرى مثل قطر نفسها!!.. وآخرون قليلون مارسوا الاتصال معها على سبيل تبييض الوجه مع أميركا أو ليشفع لهم اللوبي الإسرائيلي جراء مخاطر تتهدد وجودهم!.

    قطر تعيش اليوم بعناد غبي هذه التجربة الانعزالية!. قامت إسرائيل وسط بحر من الأعداء العرب، ولم يعترف بها إلا الفرس والترك!.

    إيران وتركيا اعترفتا بإسرائيل مبكرا بسبب الخزان العنصري القومي الذي يناهض العرب من منطلق الغيرة والحسد!.

    اليوم تفقد قطر قواعد وامتدادات انتمائها العربي الطبيعي جراء سياستها الحمقاء المزعجة لكافة المجتمعات العربية، وترتمي بأحضان العطف الفارسي والتركي.. كإسرائيل زمان!.

    وكان لهذا ثمنه!

    وعلى العكس تماما من إسرائيل، فبينما كانت إسرائيل تحظى بالتعويضات الألمانية عن الحقبة الهتلرية وضحايا المحرقة اليهودية فتحصل على المليارات سنويا، ها هو تميم أمير قطر يهرع إلى ألمانيا ليبشرها بمليارات الاستثمارات، ولأنه مفلس الآن قال بأن هذا سيتم خلال سنوات، ونحن جميعا ندري فما من أحد الآن لا يدري لأن ما فعله تميم ووفده الاقتصادي في ألمانيا مرشح للتكرار بل واجب التكرار في دول كثيرة.

    كانت إسرائيل تعيش العزلة وسط جوار عربي فقير، بينما تعيش قطر العزلة وسط جوار عربي مزدهر!.

    وكانت إسرائيل تتلقى الدعم الغربي المطلق والكامل ماليا وسياسيا وعسكريا.. فيما قطر اليوم تحول نفسها إلى حصالة ابتزاز جراء الإيحاء الذي تحصل عليه ثمنا لحصالتها السخية (بأننا نتفهم موقفكم فاطمئنوا فنحن لن نقاطعكم كما فعل أشقاؤكم!).

    ولهذا ترجمته الفورية في الواقع!.

    إذ تقع أزمة اقتصادية مالية في تركيا، فتتابع قطر الموقف كغيرها، وهذا هو الطبيعي.. أنت صديقي نعم وأنا أدفع لك قيمة تواجد قواتك على أرضي، ولست مقصرا معك في شيء.. لكن ما شأني بعملتك إذا انهارت!؟

    لكن تركيا تنظر إلى قطر كحصالة.. كفرصة نهب لن تتكرر!. ولهذا انقضت الصحف التركية نهشا بالموقف القطري المتخاذل!.

    قالوا للقطريين بكل التعالي والعجرفة: ألسنا الذين نحميكم!؟

    ألم نعرض حياة جنودنا لخطر الموت إذا ما حصل اجتياح سعودي إماراتي لشبه جزيرتكم الصغيرة!؟

    ألسنا من نحمي الآن قصر الوجبة مقر الحكم من مخاطر الثورة الشعبية!؟

    أين هو الموقف المقابل!؟

    هنا طار الأمير تميم إلى تركيا والتقاه رئيس تركيا إردوغان وكان فنجان قهوة وحبة حلقوم بالفستق وابتسامات بلهاء للكاميرات!.

    وبينما الاجتماع لم ينته ولم يتم الاتفاق على شيء بعد، خرج مساعد صغير لإردوغان، وقال بأن الأمير تميم تعهد باستثمارات مباشرة في تركية بقيمة 15 مليار دولار.. أي ما يعادل 30 ألف دولار لكل مواطن قطر.. جميعا ممن هم في سن المهد إلى سن حافة اللحد!.

    ولم يكن هناك بد من الاستجابة، بل وإبداء الحماس!

    نعم نعم نعم.. نحن لن نتخلى عن الحليف التركي الاستراتيجي والاستثمار في تركية واجب تفرضه النخوة (الإسلامية).. قطر اليوم بمجاراة الفرس والترك تخشى من عبارة النخوة العربية!.

    وانهالت الأموال من رصيد قطر المتآكل إلى تركيا الممنونة!.

    في اليوم التالي كانت إيران تدق الباب! هل الترك أفضل منا!؟
    هل الترك أبناء تسعة ونحن أبناء سبعة!؟
    هل الترك يلطمون أكثر منا!؟

    وكذا كان لأيران نصيبها، وهي أيضا تحظى بالطاعة الإعلامية، فقناة الجزيرة ومنصاتها تكاد أن تكون منبر وزارة الإعلام الإيرانية.. لكن القوم يريدون المال فاللطم لا يكفي!.

    هذه قطر اليوم لا تكاد تحوز حتى وضع إسرائيل لما قامت فهل من عار أكثر من هذا!؟

    الأخوة الأعداء في قطر هذه هي الحقيقة فكيف تردون؟.

    ليس أمامكم سوى أن تسلطوا الشايب العايب على سمعة عائلتي!. الحمد لله أنه أول ما طعن بشرف أم أميركم فمباركة عليكم العزلة.. والدياثة.


    *يوسف علاونه*
    twitter: @333iiilllmmm
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام