• ضحية إيرلندية لاعتداءات جنسية تحض البابا على التخلص من "كل الفاسدين"


    المصور: بول فايث

    A G - AFP كانت ماري كولينز في الثالثة عشرة عندما اغتصبها كاهن في إيرلندا...وتزامنا مع زيارة البابا لبلدها خلال عطلة نهاية الأسبوع تناشد هذه المرأة السبعينية اليوم، الكنيسة الكاثوليكية بالتخلص من "كل الفاسدين".
    وقالت كولينز التي استقالت العام الماضي من لجنة للفاتيكان حول حماية الطفل بسبب فشلها في التحرك، في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن على البابا أن يعالج المشكلة "بشكل مباشر".
    وأكدت كولينز الجمعة على هامش الاجتماع العالمي للعائلات في دبلن قبل زيارة البابا لإيرلندا التي باشرها السبت "كل شخص فاسد يجب التخلص منه ويجب أن يحصل ذلك الآن".
    وكانت كولينز في الثالثة عشرة من العمر عندما اعتدى عليها كاهن في أحد المستشفيات وهي واحدة من آلاف الضحايا في إيرلندا حيث أضرت فضائح الاعتداءات الكثيرة بصورة الكنيسة الكاثوليكية بشكل كبير.
    وقالت كولينز البالغة 71 عاما اليوم "من المهم بمجيئه إلى إيرلندا، حيث لدينا سجل حافل بالاعتداءات التي دمرت حياة الكثير من الأشخاص، أن يتناول هذه القضية خلال وجوده هنا بشكل مباشر لنحصل على كلام واضح حول الإجراءات التي سيتخذها".
    وأكدت أن الكثير من المواطنين الإيرلنديين "ينتظرون ان تعالج هذه القضية بطريقة مناسبة وإن لم يحصل ذلك فإن عددا أكبر من الناس سيستسلمون لليأس وينصرفون" عن الكنيسة.
    - خوف من حجم القضية -
    ورحبت كولين برسالة صادرة عن البابا فرنسيس هذا الاسبوع ندد فيها ب"الفظائع" التي كشف عنها تقرير اميركي واسع حول انتهاكات ارتكبها كهنة في حق أطفال في ولاية بنسيلفانيا الأميركية.
    لكنها رأت أن كلام رأس الكنيسة الكاثوليكية غير كاف.
    وأوضحت "لم تشتمل الرسالة على أي اجراءات ملموسة حول ما سيقوم به فعلا" داعية إلى "عقوبات فعلية" في حق الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات والذين تستروا عليهم.
    وأكدت ان "التردد في الغوص في هذه القضايا بشكل مناسب والتصرف بشكل مناسب عائد إلى الخوف من حجم هذه المسألة. فثمة فكرة خاطئة مفادها أنه في حال لم نغص في الأمر فإنه سيختفي".
    - "لا يصدر عنه سوء" -
    كانت كولينز قد احتفلت بعيد ميلادها الثالث عشر للتو عندما اعتدى عليها كاهن على ما جاء في روايتها للحادثة أمام ندوة للفاتيكان حول هذه الانتهاكات في العام 2012.
    وبدأ الكاهن وهو "معتد متمرس على الأطفال" بحسب قولها، يعودها مساء عندما كانت في أحد مستشفيات دبلن.
    ومضت تقول "عندما بدأ يلامسني جنسيا ويدعي أولا أنه يلهو معي، شعرت بصدمة وقاومته وطلبت منه التوقف. إلا أنه لم يتوقف".
    وقالت مستذكرة "عندما كان يعتدي علي كان يقول لي عندما أقاومه إنه كاهن ولا يصدر عنه أي سوء".
    وقالت إنه التقط صورا حميمية لها "قائلا لي إني سخيفة إن ظننت ان هذا أمر غير مناسب. لقد كان لديه سطوة علي. وكنت عاجزة عن البوح بما يحصل لأي شخص. كنت أصلي بألا يفعل بي ذلك ثانية. لكنه فعل".
    وأكدت "عندما غادرت المستشفى لم أعد الطفلة نفسها".
    - "أنا المسؤولة" -
    بعد سنوات من تلقي العلاج بسبب اضطرابات نفسية أصيبت بها بسبب شعورها بالذنب، باحت كولينز لطبيب بالاعتداءات التي تعرضت لها وكانت يومها في سن السابعة والأربعين.
    وأقنعها الطبيب بإطلاع الكنيسة على ما حصل لها لكن عندما التقت كولينز بكاهن الرعية رفض الإصغاء إليها وحمّلها المسؤولية.
    وأوضحت "قال لي إنه لا يرى حاجة لإبلاغ الكاهن المسؤول عنه. قال لي إني المسؤولة على الأرجح عما حصل. وقد قضى هذا الجواب علي".
    وبعد عقد على ذلك وعندما كانت تقرأ عن كاهن اعتدى على الكثير من الأطفال أدركت كولينز أن أطفالا آخرين قد يكونون تعرضوا لانتهاكات من قبل الكاهن الذي اعتدى عليه. فقررت أن ترفع الصوت مجددا.
    وقد تمت مقاضاة الكاهن وأودع السجن واستحالت كولينز منذ ذلك الحين من الأصوات الرئيسية في إيرلندا المطالبة بالعدالة من أجل الضحايا.
    وأكدت كولينز الجمعة أن البابا هو الوحيد القادر على وضع حد ل"مقاومة "الفاتيكان حتى لو اضطره الأمر إلى إزاحة اشخاص يتولون مناصب عالية.
    وختمت تقول "يتعرض أطفال للاعتداء كل يوم. كل يوم يمر يتعرض عدد متزايد من الأطفال للاذى فيما يمكن تجنب ذلك".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام