• الاتهامات ضد آزيا أرجنتو تدفع بحركة #أنا_أيضا للمراجعة الذاتية


    المصور: البرتو بيتسولو

    A G - AFP هزت الاتهامات الموجهة لآزيا أرجنتو حركة #أنا_أيضا التي تشكل الممثلة الإيطالية أحد أبرز وجوهها، مرغمة هذه الموجة العالمية المناهضة للتحرش الجنسي على إجراء مراجعة ذاتية في قضية أكثر تعقيدا مما تبدو عليه.
    فقد كانت آزيا أرجنتو من النساء الأوائل اللواتي اتهمن علنا المنتج هارفي واينستين بالاغتصاب، لكنها باتت في موضع الشبهة بعد اتهامها بالاستغلال الجنسي للممثل جيني بينيت الذي يصغرها بعشرين عاما عندما كان في سن السابعة عشرة في 2013، ثم بمحاولة لفلفة القضية عبر شراء سكوته في مقابل 380 ألف دولار.
    وبعد يومين من الصمت، نفت الممثلة التي باتت مهددة بالاستبعاد من النسخة الإيطالية من البرنامج التلفزيوني "إكس فاكتور" الثلاثاء هذه الاتهامات التي نشرتها الأحد صحيفة "نيويورك تايمز" استنادا إلى معلومات تقدم بها مصدر لم تسمه.
    وأكدت أرجنتو في بيان أنها لم تقم "أي علاقة جنسية مع بينيت"، مقرة في الوقت عينه بأنها دفعت له المال بهدف مساعدته لكونه كان يعاني صعوبة مالية.
    لكن رغم هذا النفي، تمثل هذه القضية خبرا غير سار لداعمي حركة #أنا_أيضا التي تواجه منذ أشهر انتقادات لتسببها بالإطاحة بعشرات الرجال النافذين على خلفية اتهامات أكثريتها غير مثبتة قضائيا.
    - "لا ضحية نموذجية" -
    وقد شعرت تارانا بورك وهي من مؤسسات الحركة التي منحت مجلة "تايم" القائمين عليها لقب "شخصية العام" السنة الماضية، بالخطر المتأتي من هذه القضية.
    وكتبت عبر "تويتر"، "الناس سيحاولون استغلال هذه القصص لضرب صدقية الحركة، لا تسمحوا لهم بذلك". وأضافت "لا ضحية نموذجية. نحن بشر غير كاملين ويجب أن نحاسب جميعنا على سلوكنا الفردي".
    كذلك دعت الممثلة روزانا أركيت وهي أيضا من اللواتي اتهمن واينستين منذ الأيام الأولى لانكشاف فضيحته، إلى اعتماد موقف متفهم إزاء أرجنتو، ملمحة إلى أن الممثلة الإيطالية قد تكون ضحية ومعتدية في آن.
    وكتبت عبر "تويتر"، "أعرف الكثير الكثير من ضحايا الاغتصاب والصدمات ممن لديهم سلوك جنسي مضطرب. الندوب التي يحملها هؤلاء عميقة".
    وتبدو هذه التعليقات مفهومة خصوصا لكون آزيا أرجنتو شخصية جدلية لها حياة شخصية معقدة.
    وقد تعرضت أخيرا لنكسة شخصية "مفجعة" مع انتحار شريك حياتها الطاهي ومقدم البرامج الشهير أنطوني بوردان الداعم الأول لها في كفاحها ضد واينستين.
    وعلقت مونيكا هيسه في مقالة عبر "واشنطن بوست" قائلة "الخلاصة المنطقية الوحيدة في هذه المرحلة هي أنه من الممكن أن يكون هذان الأمران المروعان حقيقيين في وقت واحد".
    وأشارت هذه الخبيرة في مسائل التمييز ضد النساء إلى الطابع المعقد لمسائل الاعتداءات الجنسية إذ لا "تصنيف بسيطا" لشخص ما ك"ضحية" أو "معتد" أو "بريء" أو "وحش".
    وقالت "عاقبوا أرجنتو إذا ما كان النظام القضائي يتطلب ذلك. أطرحوا أسئلة صعبة عن طريقة التفكير بالضحايا الذين هم في الوقت عينه معتدون. لكن لا تهتموا لتعقيدات هذه المسألة لأنها ليست بالأمر السيء (...) هذه الطريقة الوحيدة للإقرار بعدم وجود تصنيفات جاهزة في هذه القضايا بل هناك فقط أشخاص محطمون".
    - خبر سار لواينستين؟ -
    ومع أنه من المبكر جدا التكهن بحجم الأذى الذي قد تلحقه هذه المسألة بحركة #أنا_أيضا، يحاول البعض منذ الآن الإفادة من التساؤلات الكثيرة التي أثارها.
    أول هؤلاء كان محامي واينستين، بن برافمان الذي أكد الإثنين أن هذه الاتهامات الجديدة في حق أرجنتو "تثبت للجميع أن الاتهامات في حق واينستين لم تخضع لتحقيق سليم".
    وبنظر هذا المحامي الشهير في نيويورك فإن هذه القضية قد تقوض ملف الإدعاء ضد المنتج المتهم في مانهاتن بالاغتصاب والإرغام على ممارسة أفعال جنسية في حق ثلاث نساء. ويواجه واينستين احتمال السجن مدى الحياة.
    غير أن بينيت غيرشمان المدعي العام السابق وأستاذ الحقوق في جامعة بايس رأى أن برافمان يمارس التضليل.
    وقال لوكالة فرانس برس إن قضية أرجنتو قد "ترخي بظلالها على حركة #أنا_أيضا (...) هي مثيرة للاهتمام ومشوقة لكن لا علاقة لها البتة مع قضية واينستين" لأن أرجنتو ليست من النساء الثلاث اللواتي استند القضاء إلى أقوالهن لتوجيه الاتهام للمنتج.
    وأشار غيرشمان إلى أن هذه المعلومات قد تكون لها تبعات إذا ما ثبت ضلوع أي من النساء اللواتي استند القضاء إلى أقوالهن لاتهام واينستين في مسائل مشابهة لتلك التي اتهمت بها أرجنتو.
    وأضاف غيرشمان "أظن أن المدعين العامين قاموا بواجبهم وتحققوا في العمق من سجل النساء اللواتي وجهن الاتهامات".
    وتابع قائلا "هم أساؤوا التصرف في قضية (المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك) ستروس كان" الذي اتهم باغتصاب عاملة في فندق في نيويورك العام 2011. وقد أوقف المدعي العام في هذه القضية الملاحقات في حق ستروس كان بسبب عدم إثبات صدقية الاتهام في حقه.
    وقال "أظن أنهم كانوا يقظين للغاية هذه المرة".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام