• جنود شاركوا في سحق ربيع براغ: "لم نكن غزاة"


    المصور:

    A G - AFP بعد خمسين عاما على سحق الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في فلكه لما عُرف بربيع براغ، لا يبدي جنود بلغار سابقون ساهموا في الاجتياح أي ندم بل يصفون ما قاموا له بأنه "واجب".
    ويقول الكولونيل المتقاعد لوبتشو بانوف البالغ من العمر اليوم ثمانين عاما "كان ذلك قرارا سياسيا، لم يكن ممكنا أن يُسمح بانفصال تشيكوسلوفاكيا (عن الكتلة الشيوعية)، لقد أتممنا واجبنا من دون أن نطلق النار على المدنيين".
    وهو قاد في العام 1968 عملية لتأمين المطارين المدني والعسكري في براغ.
    ويضيف "إن كان ما فعلناه كقوات في حلف وارسو اعتداء، ماذا يسمى إذن ما يفعله جنودنا في مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق وأفغانستان؟"
    ويروي عسكري سابق آخر هو بنتشو فالكوف أنه تعرّض لإطلاق نار من أحد مواطني تشيكوسلوفاكيا الرافضين اجتياح موسكو وحلفائها لبلدهم.
    ويقول "اختبأت، ولم يكن لدينا تعليمات بالردّ على مصادر النار"، وهو ما زال يحمل ندوب الإصابة في صدره إلى اليوم.
    وكان فالكوف حينها في الثامنة عشرة من العمر، وهو لم يدرك سوى في اللحظات الأخيرة أن وجهة فرقته ستكون تشيكوسلوفاكيا.
    - "عودوا إلى دياركم!" -
    وكانت فرقته للمشاة متمركزة عند الحدود البلغارية التركية، لكنها نقلت جوّا إلى أوكرانيا التي كانت جمهورية سوفياتية، وذلك في الثامن والعشرين من تموز/يوليو من العام 2018.
    ويروي غوسبودين تشونكوف الذي كان قائد وحدة اتصالات قائلا "كنا نحلّق على علوّ منخفض فوق البحر الأسود، على ارتفاع 200 إلى 300 متر، كي لا تلتقطنا الرادارات التركية" لحلف شمال الأطلسي.
    ويضيف "ثم فوجئنا بأننا في منطقة إيفانو فرانكيفسك في غرب أوكرانيا".
    والسبب في هذه الرحلة الطويلة أنه كان لا بدّ من بلوغ الأراضي التشيكوسلوفاكية عن أقرب طريق من دون المرور برومانيا التي تمايزت عن حلفائها في حلف وارسو بأنها رفضت سحق "ربيع براغ"، ورفضت مرور القوات الذاهبة لتنفيذ هذه المهمة عبر أراضيها أو في سمائها.
    ولم يكن الجنود البلغار يعرفون ما هي مهمتهم، إلى أن حطّوا في براغ، فجر الحادي والعشرين من آب/أغسطس من العام 1968.
    وقُدّم لهم الشرح على الشكل التالي "أشقاؤنا في تشيكوسلوفاكيا طلبوا النجدة منّا لإنقاذهم مما هو أسوأ من حرب".
    لكن سرعان ما أدرك هؤلاء الجنود أن سكان البلد لا يرحّبون بهم.
    ويقول تشونكوف "تظاهر شبان أمام مدخل المطار حاملين شعارات +عودوا إلى دياركم+...كانت تلك المرة الأولى التي نشاهد فيها تظاهرة مدنية".
    - عودة الأبطال -
    ويقول الكولونيل بانوف "تعرّضنا لليلتين متتاليتين لإطلاق نار على طريق المطار، وفي الليلة الثالثة تمكنّا من طرد المهاجمين...لكننا لم نطلق النار أبدا على أي تشيكوسلوفاكي".
    لم يكن هؤلاء الجنود على اطّلاع عما يجري في وسط براغ من صدامات بين القوات الغازية والمتظاهرين.
    ويقول فالكوف "أنا لم أطلب أن يرسلوني إلى هناك، لقد نفّذت الأوامر فقط، ولم أطلق أية رصاصة".
    ويروي تشونكوف "أقنعتنا الدعاية أننا لا نواجه الناس العاديين بل أشخاصا يريدون سلخ تشيكوسلوفاكيا عن الكتلة الشيوعية".
    حين عاد الجنود البلغار إلى بلدانهم، استقبلوا استقبال الأبطال وسط هتافات الجماهير، وحصلوا على امتيازات يندر أن يحصل عليها أحد من مواطنيهم.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام