• التعبئة مستمرة في الأرجنتين بالرغم من رفض تشريع الإجهاض


    المصور:

    A G - AFP رفض مجلس الشيوخ الأرجنتيني الخميس مشروع قانون تشريع الإجهاض، قاضيا على آمال الجمعيات النسائية بعد أن كان مجلس النواب قد وافق عليه في حزيران/يونيو إذعانا لمشيئة الكنيسة النافذة جدا في بلد البابا فرنسيس.
    ووقعت حوادث متفرّقة في البلد إثر الإعلان عن نتائج التصويت وأوقف بعض المتظاهرين في إثرها.
    وأكد الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري (يمين وسط) أن "النقاش سيستمر. المشكلة موجودة وعلينا الاستمرار في العمل كي تتوفر لجميع النسوة فرصة الاختيار والتخطيط في حياتهن".
    وأعلن ماكري الاتجاه لتعزيز التربية الجنسية في المدارس. هذه المادة إلزامية من الناحية النظرية في المنهج الدراسي غير أن التدبير غير مطبق عمليا.
    وكانت خيبة الأمل واضحة على الناشطات المحتشدات في ساحة البرلمان وانهمرت دموع البعض من مؤيدات الحقّ في الإجهاض.
    ولم تخف كاميلا سفورسا استياءها لكنّها ظلّت متسلّحة بالصبر. وقالت الشابة البالغة من العمر 21 عاما "هذه ليست سوى البداية. وكلّ هذا الحراك سيستمرّ إلى أن نحصل على الحقّ في الإجهاض. وهذه المسألة ماثلة في كلّ الأذهان. وسنحقّق مبتغانا".
    - "أمر مستفزّ" -
    وخلال السنتين الأخيرتين، أعطت الحركات النسائية زخما كبيرا لحملات المطالبة بتشريع الإجهاض في الأرجنتين، ما دفع الرئيس ماكري إلى إثارة نقاش حول هذه المسألة في البرلمان، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية وبالرغم من معارضة ماكري لهذه الفكرة.

    المصور: إتيان أبراموفيتش

    وقالت المتظاهرة مايلين البالغة 24 عاما "إنه لأمر مستفزّ بالفعل أن نكون قد اقتربنا إلى هذه الدرجة من التشريع قبل أن يفلت من بين أيدينا".
    وأكد السيناتور ميغيل أنخيل بيشيتو المؤيد لتشريع الإجهاض "لن يدوم الحظر في المستقبل، فعاجلا أم آجلا ستحصل النساء على جواب شاف وسيتحتّم التشريع عاجلا لا آجلا".
    واعتبرت منظمة العفو الدولية أن الأرجنتين فوّتت "فرصة تاريخية لمناصرة حقوق النساء".
    واحتشد أنصار تشريع الإجهاض بأعداد كبيرة منذ صباح الأربعاء في محيط مقرّ البرلمان، حاملين أوشحة خضراء ترمز إلى نضالهم من أجل إجهاض شرعي وحرّ ومجاني.
    وقالت شابة وهي تشير إلى الشاشة التي عرضت عليها أسماء أعضاء مجلس الشيوخ الذين رفضوا مشروع القانون "لا تنسوا هذه الأسماء أبدا".
    وصوّت 38 عضوا في مجلس الشيوخ ضدّ القانون الذي يسمح بالإجهاض حتى الأسبوع الرابع عشر من الحمل وينصّ على مجانية هذه العملية في كلّ مراكز البلاد الصحية، في حين أيّده 31 عضوا وامتنع اثنان عن التصويت، بحسب الأرقام الرسمية التي عرضت على الشاشة العملاقة في مقرّ المجلس.
    وقالت غابرييلا ميشيتا رئيسة مجلس الشيوخ "رُفض مشروع القانون هذا".
    - "لا غالب ولا مغلوب" -
    وأضرمت حفنة من المتظاهرين المؤيدين لتشريع الإجهاض النيران بألواح عند أحد الحواجز الفاصلة بين المعسكرين ورمت الحجارة على عناصر شرطة مكافحة الشغب. وردّ الشرطيون باستخدام خراطيم المياه وقنابل مسيّلة للدموع.
    وفور الإعلان عن النتيجة، أطلقت مفرقعات وعلت صيحات الفرح وسط حشود معارضي الإجهاض المجتمعين في بوينوس ايرس أمام مقرّ البرلمان حيث جرت النقاشات تحت شعار "لننقذ روحين"، أي المرأة الحامل وجنينها.
    وقالت ماريانا رودريغيس فاريلا "بات جليا أن الأرجنتين تذود عن الحقّ في الحياة. ونحن هنا لندافع عن الحياة وعن الأطفال".
    وقال الأسقف ألبرتو بوشاتي رأس الحربة في الحراك المناهض للتشريع الذي تقوده الكنيسة النافذة جدا في الأرجنتين، في تصريحات لوكالة فرانس برس إن "هذا التصويت يدفعنا إلى التباحث في اقتراحات أكثر إنسانية لحمل السناء في وضع صعب. فلا غالب هنا ولا مغلوب".
    واعتبر رجل الدين موقف الحراك المناهض للتشريع "تقدّميا"، خلافا لممارسات الإجهاض "البالية" في نظره والتي يجب أن تحلّ محلّها "اقتراحات تتماشى مع مبادئ القرن الحادي والعشرين وليس مشاريع قتل بالية تعود للقرن العشرين".
    - استفتاء محتمل -
    وطوال يوم الأربعاء، تحرّك حاملو الأوشحة الخضراء رمز النصال لتشريع الإجهاض في ساحة الكونغرس على أمل إقرار القانون، بالرغم من الميل الواضح إلى رفضه من مجلس الشيوخ.
    وفي الرابع عشر من حزيران/يونيو، كان مجلس النواب قد أقرّ مشروع القانون هذا الذي حظي بـ 129 صوتا مؤيدا في مقابل 125 صوتا معارضا.
    غير أن مجلس الشيوخ محافظ أكثر في تركيبته، إذ إن كلاً من الأقاليم الأربعة والعشرين ممثّل بثلاثة نواب بصرف النظر عن عدد سكانه. ولا يتناسب تمثيل بوينوس ايرس، إقليما وعاصمة، حيث يعيش ثلث سكّان البلد والأكثر تأييدا للإجهاض، مع ثقلها الديموغرافي.
    وتطرّق النائب دانييل ليبوفيتسكي إلى احتمال تنظيم استفتاء حول هذه المسألة، قائلا "عندما يفكّر مجلس النواب بطريقة ما ويفكّر مجلس الشيوخ بطريقة أخرى، قد يستحق الأمر عناء تطبيق الديموقراطية المباشرة. ومن المحتمل أن نقترح ذلك".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام