• إلون ماسك يطمئن المستثمرين حول وضع "تيسلا" برزانة غير معهودة


    المصور: هكتور غيريرو

    A G - AFP طمأن إلون ماسك الذي بدا أكثر هدوءا بعد زوابع إعلامية متعددة المستثمرين بشأن وتيرة الإنتاج في "تيسلا"، مؤكدا أن الشركة على المسار الصحيح لتحقيق أرباح "مستدامة" بالرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها.
    وقدّم ماسك المعروف بنوبات غضبه والمتعجرف في حديثه، بحسب البعض، الاعتذار الأربعاء للمحللين الذين نفر منهم بازدراء في مطلع أيار/مايو، في هفوة جديدة تضاف إلى سلسلة إخفاقاته المتعددة انعكست سلبا على أسهم الشركة في البورصة.
    وهو قال خلال مؤتمر عبر الهاتف لعرض نتائج الشركة في الربع الثاني من العام "أريد ان أعتذر لأني كنت قليل الأدب خلال المؤتمر الأخير". وهو كان قد وصف أسئلة المحللين بـ "المضجرة"، قائلا إنها تضايقه.
    وهو أكّد بنبرة أكثر تواضعا من المعتاد "ما من حجّة فعلا لتبرير قلّة الحياء".
    وساهمت هذه التصريحات في رفع سهم الشركة في البورصة الذي قد بدأ بالارتفاع بعيد نشر نتائج مالية اعتبرت مطمئنة بالرغم من خسارة فادحة بلغت قيمتها 715,5 مليون دولار، أي ضعف تلك المسجّلة العام الماضي.
    وفضّل المستثمرون التركيز على مستقبل الشركة التي تعوّل كثيرا على آخر نماذجها "مودل 3" التي تأخر انتاجها طويلا ما أثّر على الزبائن.
    وأوضحت المجموعة التي تعود آخر أرباح حقّقتها إلى العام 2016 "من شأن إنتاج أسبوعي بمعدّل 7 آلاف مركبة، على اختلاف أنواعها، أي 350 ألفا في السنة، أن يسمح لتيسلا بأن تحقّق الأرباح بشكل مستدام وذلك للمرة الأولى في تاريخها. ونحن نتوقع زيادة وتيرة الإنتاج في الربع الثالث".
    وتسعى "تيسلا" إلى تعزيز إنتاجها "من خلال تحسين استخدام القنوات القائمة" واعتماد حلول أقل كلفة من فتح قنوات جديدة، وفق ما أفادت المجموعة التي تعهّدت الحدّ من النفقات.
    وقرّر ماسك مؤخرا أن يبيت في المعمل لإدارة إنتاج "مودل 3" وتسريع الوتيرة.
    ومن شأن هذه السيارة التي تباع بسعر أدناه 35 ألف دولار أن تسمح لـ "تيسلا" بخوض غمار الإنتاج الصناعي وغزو سوق المركبات المتوسّطة الثمن، في وقت تنسحب مجموعات السيارات التقليدية، من قبيل "فورد" من سوق المركبات المتوسّطة الحجم.
    وقد سلّمت "تيسلا" 18449 سيارة من طراز "مودل 3" في الربع الأخير وتتوقعّ ان تنتج ما بين 50 و55 ألف نموذج منها في الأشهر الثلاثة المقبلة.
    وقال المحلّل افرايم ليفي ("سي اف ار ايه ريسيرتش") "انطباعنا الأوّل إيجابي"، مشيرا إلى أنه يقدّر الصورة الواقعية التي تعكسها الأرقام.
    وصرّح غوستافو هوبر المستشار المتخصص في هذه المسألة أن "تيسلا أبقت تركيزها على المدى الطويل بالرغم من نظرات الجمهور والمستثمرين المحدقة".
    - تقلّبات في البورصة -
    وكانت المجموعة التي لديها قاعدة واسعة من المعجبين، أبرزهم الممثل ليوناردو دي كابريو ومغني الراب كانييه ويست، قد تطرقت قبل سنتين إلى فرضية إنتاج 500 ألف سيارة في السنة عام 2018، لكن إنتاجها لم يتخط 100 ألف مركبة سنة 2017.
    وفي مؤشر إيجابي إلى وضع المجموعة، أتى رقم الأعمال أعلى بقليل من التوقعات بمعدّل 4 مليارات دولار (+43 %).
    غير أن الشركة سجلّت عجزا بقيمة 739,5 مليون دولار. وكان المستثمرون يتوقعون نتيجة أسوأ من هذه. وقد أكّد ماسك أن لا داعي لتنظيم حملة جديدة لحشد الأموال.
    ويشهد وضع "تيسلا" في البورصة تقلّبات عدّة خصوصا بسبب هفوات مديرها الذي يرأس أيضا مجموعة "سبايس اكس" للملاحة الفضائية.
    وقد اضطر ماسك الذي عهد إثارة المشاكل عبر خدمة "تويتر" التي يفرط في استخدامها إلى الاعتذار من مستكشف مغاور بريطاني ساهم في جهود إنقاذ الفتيان الاثني عشر الذين علقوا في مغارة في شمال تايلاند مع مدربهم لكرة القدم، وذلك بعد أن قال عنه إنه يعاشر أطفالا.
    ودفعت هذه الهفوة الأخيرة بعض المحلّلين إلى التساؤل عن مدى اتّزان ماسك وقدرته على الإدارة.
    ومن المشاكل الأخيرة التي عصفت بـ "تيسلا"، الإعلان عن خفض موظفي الشركة بنسبة 9 % في حزيران/يونيو وعن فتح تحقيق يطال نظام المساعدة على القيادة "أوتابايلوت" الذي تسبب بسلسلة من الحوادث كان بعضها قاتلا.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام